تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولاً: أدلة الكتاب: وهي على أنواع، منها ما يصرح باستواء الله على عرشه كما في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} (طه:5) والاستواء في الآية هو العلو والارتفاع، قال الإمام الطبري في تفسير الآية: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا. وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} قال: علا. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": " وأما تفسير {استوى} علا، فهو صحيح، وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة، لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي، وقال: {سبحانه وتعالى عما يشركون} وهي صفة من صفات الذات ".

ومن أدلة الكتاب ما يصرح بالصعود والعروج إليه، والصعود لا يكون إلا لعلو، قال تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب} (فاطر: 10)، و {الكلم الطيب} هو الذكر والدعاء. وقال تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} (المعارج:4) والعروج الصعود.

ومنها ما يصرح بالرفع إليه، قال تعالى: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي} (آل عمران: 55) وقال تعالى: {بل رفعه الله إليه} (النساء: 157 - 158)، وقال - صلى الله عليه وسلم - عن شهر رجب وقد سئل عن سبب صومه: (شَهْرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) رواه النسائي.

ومن أدلة الكتاب أيضا التصريح بالفوقية: كما في قوله تعالى عن الملائكة: {يخافون ربهم من فوقهم} (النحل:50)، وكما في قوله: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير} (الأنعام:18).

ومنها التصريح بنزول الملائكة والكتب منه إلى عباده، والنزول لا يكون إلا من علو، قال تعالى: {قل نزله روح القدس} (النحل: 102) وقال تعالى: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} (الزمر:1).

ومنها التصريح بأنه في السماء، كما قال تعالى: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير} (الملك:16 - 17). ومعنى {في السماء} أي: على السماء لاستحالة أن تكون السماء ظرفا للخالق ومكانا له.

قال الإمام اللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة": " فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه. وروى ذلك من الصحابة: عمر، وابن مسعود، وابن عباس، وأم سلمة ومن التابعين: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل ".

ثانياً: أدلة السنة: وهي كثيرة، فمنها حديث معاوية بن الحكم السلمي وفيه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - بجارية أراد تحريرها من العبودية، فسألها النبي: (أين الله) قالت: في السماء، قال: (من أنا؟) قالت: أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أعتقها – حررها - فإنها مؤمنة) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي و مالك في موطئه الشافعي في مسنده و ابن حبان وغيرهم ولم يؤول أي منهم الحديث فدل على قبولهم ظاهره.

ومنها حديث جابر - رضي الله عنه – في سرده حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه عندما خطب الناس في حجة الوداع واستشهدهم على البلاغ، فقالوا: " نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت " فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها – ويخفضها - إلى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات) رواه مسلم في صحيحه. وهو دليل صحيح صريح على علو الله على خلقه.

ومنها ما ورد في صحيح البخاري أن زينب – رضي الله عنها - كانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم – فتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات " ومثل هذا القول من زينب لا يقال بالرأي، بل هو مما تلقته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما فهمته من نصوص القرآن.

ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه.

ومن الأحاديث التي تثبت صفة العلو لله ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير