تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الذهبي: ((صح عن علي بن الحسن بن شقيق قال: قلت لعبد الله بن المبارك-أحد تابعي التابعين- كيف نعرف ربنا عز وجل؟ قال: على السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجهمية انه هاهنا في الأرض)) أخرجه عبد الله في السنة (1/ 11، 174 - 175) والدارمي في رده على المريسي (1/ 224) والرد على الجهمية (ص50) والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 335 - 336) وحرب في مسائلة ص412 وأسنده الذهبي في السير في مواضع وتاريخ الإسلام ص237 - 238 وغيرهم

وقال البخاري: قال علي بن عاصم: احذر المريسي فإن كلامهم أبي جاد الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم جهماً فلم يثبت أن في السماء رباً. ذكره البخاري في خلق أفعال العباد برقم 22.

وروي الكلام السابق عن ابن علي وهو الإمام العالم المحدث عاصم بن علي بن عاصم حيث قال: ناظرت جهمياً فتبين من كلامه انه لا يؤمن أن في السماء رباً رواه عنه ابن أبي حاتم كما في نقض التأسيس2/ 83 - 84 وعلو الذهبي ص122.

وقال البخاري: وقال محمد بن يوسف-من كبار شيوخ الإمام البخاري- من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر. خلق الأفعال برقم 67.

وروى أيضاً برقم 70 عن الإمام الأشيب فذكر الجهمية ونال منهم ثم ذكر اعتراف احد الزنادقة حيث قال: الجهمي إذا غلا قال: ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء. وسنده صحيح.

وذكر أيضاً عن سليمان التيمي-التابعي الجليل- قال: لو سئلت أين الله لقلت في السماء فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء لقت: على الماء فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء لقلت: لا أعلم فقال البخاري- معلقاً ومقرا-: وذلك لقوله: ((ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)) يعني إلا بما بين. ورواه اللالكائي (3/ 401 ح671) وسنده صحيح.

ومما احتج به البخاري على الجهمية في نقض قولهم قال:

((وقال جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله على عرشه فوق سمواته وسماواته فوق أرضه مثل القبة. وقال ابن مسعود في قوله تعالى: ((ثم استوى على العرش)) قال: العرش على الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. وقال قتادة في قوله تعالى: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) قال: يعبد في السماء ويعبد في الأرض. وقال ابن عباس: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون)) قال: من الأيام الستة. وقال الله تعالى: ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) وقال عمران بن حصين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي: ((كم تعبد اليوم إلهاً)) قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء، قال: ((فأيهم تعد لرغبتك ولرهبتك)) قال: الذي في السماء، قال: ((أما إنك إن أسلمت علمتك كلمتين ينفعانك)) فلما أسلم الحصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني، قال: "قل اللهم ألهمني رشدي واعذني من شر نفسي)) انتهى فتأمل بماذا احتج البخاري عليهم تعرف عقيدته.

قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم المتوفى سنة 253 للهجرة شيخ أبي داود والنسائي في كتابه الاستقامة:

((وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:

بقوله: ((إني متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله: ((وما قتلوه يقيناً))

وقوله: ((بل رفعه الله إليه))

وقال: ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه))

وقوله: ((إليه يصعد الكلم الطيب))

وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:

لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد ص104.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير