تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال " إليه يصعد الكلم الطيب" وكلام الملائكة أكثر وأطيب من كلام الآدميين فلم يقل ينزل إليه الكلم الطيب.

وقال عن عيسى "بل رفعه الله إليه" ولم يقل عنده [أي في الأرض]

وقال عن فرعون "لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطلع على إله موسى" ثم استأنف فقال" وإني لأظنه كاذباً" فيما قال لي إنه في السماء، فطلبه حيث قال له موسى مع الظن منه بموسى عليه السلام أنه كاذب، ولو أن موسى عليه السلام، أخبره أنه في كل مكان بذاته، لطلبه في الأرض أو في بيته وبدنه ولم يعتز ببنيان الصرح. [أقول: ولو قال موسى أن ربه لا داخل المخلوقات ولا خارجها لما تحرك فرعون اللعين أصلاً].

وأما الآيات الأخر التي نزعوا بها ... وبدأ يفسر آيات المعية بمعية العلم ونحوه. فهم القرآن ص346 - 356. وقال في مسألة الكلام " إذ تكلم الله عز وجل به تكليما من نفسه من فوق عرشه، من فوق سماواته" فهم القرآن (ص: 267).

فتأمل هذا الكلام ما أحسنه وأبينه لتعرف أن هؤلاء الخلوف حين يضللون وبعضهم يكفر من يقول بالعلو فهم في الحقيقة يكفرون سلفهم الكلابية فضلاً عن تضليلهم لسلف الأمة فالله المستعان وأنبه هنا ومرة أخرى أن هؤلاء قالوا بالعلو رغم موافقتهم للأصول العقلية للمعتزلة من عدم قيام الأفعال الاختيارية به سبحانه واستخدامهم للألفاظ المجملة كنفي المكان ونحو هذا.

ومما يضاف هنا قول الصبغي تلميذ ابن خزيمة وهو كلابي وفتنته مع شيخه معروفة في مسألة الكلام وقد نقل عنه البيهقي نصاً في ما بوبه في قوله تعالى: ((أأمنتم من في السماء)) وقد علق عليه الكوثري غامزاً له بقوله: ((هو من أصحاب ابن خزيمه وأنت تعرف مذهب شيخه!!)) ص390

و مضى على إثبات العلو أئمة الأشاعرة ونصوص أبو الحسن الأشعري أظنها مشتهرة لا تحتاج لتكرار ولتلميذه ابن مهدي الطبري كلام في المسألة يقول فيه:

» اعلم عصمنا الله وإياك من الزيغ برحمته أن الله سبحانه في السماء فوق كل شيء، مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه، وبمعنى الاستواء الاعتلاء، كما يقول: استويت على ظهر الدابة، واستويت على السطح يعني علوته، واستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي، والقديم جل جلاله عال على عرشه لا قاعد ولا قايم ولا مماس له ولا مباين، والعرش ما تعقله العرب وهو السرير، يريد بذلك أيضا على أنه في السماء عال على عرشه قوله سبحانه: ?أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ? (الملك:16)، وقوله تعالى: ? يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ? (آل عمران:55)، وقوله: ? يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ? (النحل:50)، وقوله: ?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ? (فاطر:10)، وقوله: ? يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ ? (السجدة:5) ()،تأويل الأحاديث المشكلة (ل24= أ- ب). ويقول:» فإن قيل فما تقول في قوله سبحانه: ? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ? (الملك:16)، قيل له معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش، كما قال: ? فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ? (التوبة:2)، أي على الأرض… «تأويل الأحاديث المشكلة (ل25 – أ –ب).

وكلامه في ذلك طويل حيث رد على الذين يقولون: إن الله في كل مكان، كما رد على من تأول رفع المسلمين أيديهم إلى السماء عند الدعاء بأن ذلك لأن أرزاقهم في السماء أو لأن الملائكة الحفظة في السماء وهو قول لبعض متأخري الأشعرية، فقال: بأن ذلك لو جاز لجاز» أن تخفض أيدينا في الأرض نحو الأرض من أجل أن الله تعالى يحدث فيها النبات والأقوات والمعايش وأنها قرار، ومنها خلقوا وإليها يرجعون، ولأنه يحدث فيها آيات كالزلازل والرجف والخسف، ولأن الملائكة معهم في الأرض، الذين يكتبون أعمالهم، فإذا لم يجب خفض الأيدي نحو الأرض لما وصفنا لم تكن العلة في رفعها نحو السماء ما وصفه البلخي، وإنما أمرنا الله تعالى برفع أيدينا قاصدين إليه برفعهما نحو العرش الذي هو مستو عليه كما قال: ? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? (طه:5) تأويل الأحاديث المشكلة مخطوط (ل27 – أ- ب). بواسطة موقف ابن تيميه من الأشاعرة ج2/ 519 - 520

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير