تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكذلك فإن الغزالي فاق ابن حزم في تعدد مواطن عرضه للمنطق، فقد عرض المنطق في كتابين مستقلين: "معيار العلم" و"محك النظر"، وعرضه في مقدمة "المستصفى" وفي مقدمة كتاب "مقاصد الفلاسفة"، وألّف كتاب "القسطاس المستقيم"، ليبيّن أن القرآن جاء بموازين ثلاثة وهي: ميزان التعادل، وميزان التلازم، وميزان التناقض. وذكر أن ميزان التعادل ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الأكبر، والأوسط، والأصغر، فيصير الجميع خمسة موازين، ثم شرح هذه الموازين واستدل عليها من القرآن.< o:p>

وهذه الأنواع الخمسة هي في الحقيقة أنواع الأقيسة في المنطق الأرسطي الثلاثة الحمليات -وهي الشكل الأول والثاني والثالث- والشرطي المتصل والشرطي المنفصل، وما ذكره الغزالي من أن القرآن جاء بالأقيسة المنطقية غير صحيح، وليس المقصود هنا تفصيل الردّ على الغزالي في دعواه.< o:p>

ولكن المقصود أن الغزالي بذل جهودًا كبيرةً في تأييد المنطق وبيان نفعه لكل العلوم حتى قال عن مقدمته المنطقية التي وضعها في أول "المستصفى": «من لم يحصل العلم عن طريقها فلا ثقة بعلومه» < SUP>([19] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn19)).

وقال< SUP> في< SUP> " المعيار": «كل نظر لا يوزن بالمنطق فهو فاسد العيار غير مأمون» < SUP> ([20] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn20)). وفي هذا يقول< SUP> الجابري: «والحق< SUP> أنه إذا كان< SUP> هناك< SUP> من< SUP> شخصية علمية< SUP> يرجع< SUP> إليها الفضل بعد الفارابي، في توظيف المنطق في الحقل المعرفي البياني فهي شخصية الغزالي ... » < SUP>([21] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn21)).

فهذه الجهود التي بذلها الغزالي في تأييده للمنطق ساعدت على قبول دعوته وانتشارها مع ما ذكر من الأسباب التي احتفت بها. ومع هذا فلم يجمع الناس على قبول دعوته بل ما زالت المعارضة للمنطق إلى زمننا هذا قائمة على سوقها.< o:p>

v الموقف الثاني: المعارضون:< o:p>

فقد عارض أرسطو في منطقه جماعات متعددة وكثيرة، ومن أول من عارضه أصحاب الفلسفة الرواقية< SUP>([22] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn22))، فإنهم عارضوا منطق أرسطو من أصوله الفلسفية التي قام عليها، وأقاموا منطقًا آخر يقوم على أصول غير الأصول التي قام عليها منطق أرسطو، وممن عارض منطق أرسطو ولم يقبله المتقدمون من علماء المسلمين ونظارهم من السلف والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم< SUP>([23] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn23)).

وقد ذكر إخوان الصفا أن المعتزلة تكفر أصحاب المنطق، وألّف الجبائي كتابًا أسماه "التصفح"< SUP>([24] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn24))، رد فيه على منطق أرسطو.< o:p>

وممن رد على المنطق أبو العباس الناشيء< SUP>([25] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn25))، وكذلك الباقلاني من الأشاعرة، ألف كتاب "الدقائق"، ورد فيه منطق أرسطو وقدم منطق المسلمين عليه< SUP>([26] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn26)).

ومخالفة هؤلاء لمنطق أرسطو مخالفة ظاهرة، حتى ألف الفارابي كتابًا في المنطق على طريقة المتكلمين، مما يدل على أنها مغايرة لمنطق أرسطو< SUP>([27] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn27))، وابن باجه يذم المتكلمين في حدودهم لأنها لم تكن على طريقة أرسطو < SUP>([28] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn28)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير