تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn59)).

والمقصود هنا الإشارة إلى ربط ابن تيمية نقده للمنطق بنقده لأصوله الفلسفية، وليس المقصود هنا ذكر تفاصيل نقد ابن تيمية لهذه الأصول.< o:p>

ومما ينبغي أن يعلم أن المنطق الأرسطي بُني على أصول فلسفية متعددة وليست كلها باطلة، بل بعضها صحيحة، ومن هذه الأصول الصحيحة مبدأ الذاتية وحقيقته: أن الشيء هو هو لا تتغير حقيقة وهو يعبر عنه أن [أ هي أ]، ومن هذه الأصول الصحيحة أيضًا: مبدأ عدم التناقض وحقيقته: أن النقيضين لا يجتمعان ولا يفترقان، ومن الأصول أيضاً: مبدأ السببية وحقيقته: أن لكل حادث سبب، فلا يمكن وجود حادث دون أن يكون له سبب< SUP>([60] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn60))، فهذه الأصول وغيرها من الأصول التي بُني عليها المنطق هي أصول صحيحة مستقيمة، ولهذا لم يتوجه إليها نقد ابن تيمية.< o:p>

الثاني: أنه استوعب مواطن الخلل في المنطق بالنقد، وتوسع فيه وتتبع تفاصيله، وهذا التوسع لا يوجد عند غيره ممن سبقه، فإن من نقده منهم يكتفي بالإجمال أو التفاصيل في بعض المسائل، ولم يستوعب المنطق في النقد، وهذا بخلاف ابن تيمية فإنه تتبع المنطق في تفاصيله فنقد المنطق الأرسطي في قسميه: التصور والتصديق، ونقده في الدلالات وتفسيرها، وفي الكليات، وفي طريقة الحد، وفي الغرض من الحد، وفي القضايا، وفي تركب القياس، وفي طريقة القياس، وفي شروطه ومواده، بل وتكلم على الترجمة وعلى حال أرسطو ونازعهم حتى في حقيقة المنطق، وأنه آلة تعصم مراعاته الذهن عن الخطأ، ومع هذا فابن تيمية لم ينقد كل المنطق، لأن المنطق ليس كله باطلًا، وهذا الكلام يوضحه ما سيأتي بعده.< o:p>

الثالث: تنوع الجهات التي ينقد ابن تيمية منها المنطق، فإنه في نقده للمنطق حاول أن يستوعب الجهات التي يمكن نقد المنطق منها، فهو تارة ينقده لبطلانه، وتارة ينقده لعدم فائدته، وتارة ينقده لطول مقدماته، وتارة ينقده لاشتباه الحق فيه بالباطل، وتارة ينقده لعدم موافقته للغة العرب، وتارة ينقده لعدم موافقته للغاية من العلم في الشريعة، وتارة ينقده لعدم موافقته للفطر ولتعامل الناس في حياتهم< SUP>([61] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn61))، ولا تكاد توجد هذه الجهات مجموعة عند غير ابن تيمية، وإن كان بعض من نقد المنطق ذكر بعضها، فإن ديكارت في نقده للمنطق ذكر بعض هذه الجهات وفي هذا يقول: «اشتغلت قليلًا بالمنطق من بين أقسام الفلسفة … .. ومع أن ذلك العلم يشتمل في الحقيقة على تعليمات كثيرة جدًا صحيحة ومفيدة، فإن فيه أيضًا غيرها، إما ضارة وإما عدمية النفع، وهي مختلطة بها بحيث يكاد يكون فصلها عنها من المتعسر» < SUP>([62] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn62)).

واجتماع هذه الجهات في نقد المنطق عند ابن تيمية أوجبت أمرين: < o:p>

الأول: جعلته من أعدل الناس في نقده للمنطق فهو ينقد المنطق لا لأجل أنه منطق أو لأجل أنه علم دخيل، أو لأجل شخص أرسطو فحسب كما فعل صاحب رسالة "كل ما قاله أرسطو فهو وهم"< SUP>([63] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn63))، بل كان نقده معتدلًا فهو لا يقول بذم قضايا المنطق بإطلاق ولا يمدحها بإطلاق، وفي هذا يقول عن المنطق: «إني كنت دائمًا أحسب أن قضاياه صادقة لما رأيت من صدق كثير منها، ثم تبين لي فيما بعد خطأ طائفة من قضاياه» < SUP>([64] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn64))، وقال أيضًا: «أما هو في نفسه فبعضه حق وبعضه باطل، والحق الذي فيه كثير منه أو أكثر لا يحتاج إليه، والقدر الذي يحتاج إليه فأكثر الفطر السليمة تستقلّ به، والبليد لا ينتفع به والذكي لا يحتاج إليه» < SUP>([65] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn65)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير