تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحد ذكر الجنس والفصل وفي< SUP> القياس< SUP> أن< SUP> يكون< SUP> مكون< SUP> من مقدمتين، قال: «وإذا عارضهم من يوجب ذكر جميع الأجناس أو يحذف جميع الأجناس لم يكن لهم عنه جواب إلا أن هذا وضعهم واصطلاحهم، ومعلوم أن العلوم الحقيقية لا تختلف باختلاف الأوضاع، فقد تبين أن ما ذكروه هو من باب الوضع والاصطلاح» < SUP>([75] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn75))، وقال أيضًا: «كان العقلاء العارفون يصفون منطقهم -يعني اليونان- بأنه أمر اصطلاحي وضعه رجل من اليونان لا يحتاج إليه العقلاء، ولا طَلَبُ العقلاء للعلم موقوفًا عليه» < SUP>([76] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn76)).

وأما الأمر الثاني الذي يدل على خصوصية المنطق الأرسطي أنه كتب على مقتضى اللغة اليونانية: «ولا يقول أحد إن سائر العقلاء يحتاجون إلى هذه اللغة» < SUP>([77] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn77))، ولا إلى شيء من قواعدها خاصّة وأنه قد اعترف الفارابي وابن سينا بأن بعض قضايا المنطق لا تجوز في اللغة العربية، ومثل اعتراف الفارابي بأن من إشكاليات الترجمة عدم وجود ألفاظ في العربية ما عند اليونان< SUP>([78] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn78)).

والثالث من الأمور التي تبين خصوصية منطق أرسطو: أن أرسطو وضع منطقه لتقاس به العلوم التي يطلبونها وهي العلوم الكلية؛ لأنه ظن أنها منتهى العلوم وأكملها، وأما العلوم الشرعية فلم يضع المنطق لها، وفي< SUP> هذا يقول ابن< SUP> تيمية: «معلمهم وضع منطقهم ليزن به ما يقولونه من هذه الأمور التي يخوضون فيها ... < o:p>

فإما أن يوزن بهذه الصناعة ما ليس من علومهم وما هو فوق قدرهم، أو يوزن بها ما يوجب السعادة والنعيم والنجاة من العذاب الأليم، فهذا أمر ليس هو فيها< SUP>([79] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn79)).

ومن الأوجه التي يمكن أن يستدل بها على خصوصية المنطق الأرسطي هو أن أرسطو بنى منطقه على أصول فلسفية خاصة به، وهذا الوجه سبق له ذكر عند الكلام على الوجه الأول من أوجه التميّز.< o:p>

ومما يدلّ على خصوصية المنطق الأرسطي مما لم يذكره ابن تيمية خصوصيته من جهة القصد الأصلي لوضع المنطق فإن المنطق في الأساس وضع ليُرد به على طائفة مخصوصة فسدت فطرتها وعقولها وهم السوفسطائية، فكيف يعمم على كل الناس وهم لم تفسد فطرهم وعقولهم.< o:p>

الثامنة: ومما يميّز ابن تيمية في نقده للمنطق أنه استغل تناقض حال المناطقة مع منطقهم واعترافهم بصعوبته وعسره، فقد ركز على هذا في بيان عدم صلاح المنطق لِأنْ يكون منهجًا للعلم ومعيارًا يصحح به طريقة التفكير، ولهذا فابن تيمية يكرر اعترافهم بصعوبة الحد على الطريقة التي وصفوها، وكذلك يذكر اعترافهم بصعوبة التفريق بين الذاتي والعرضي، وفي هذا يقول: «وهكذا يقول حذاقهم في تحديد أمور كثيرة قد حدها غيرهم يقولون لا يمكن تحديها تحديد تعريف لماهيتها بل تحديد تنبيه وتمييز» ثم نقل نصًا طويلاً عن الفارابي قال في آخره: «فيجب أني علم أن هذه كلها تنبيهات مثل التنبيه بالأمثلة والأسماء المترادفة، فإن هذه المعاني متصورة كلها أو بعضها لذواتها، وإنما يُدل عليها بهذه الأشياء لينبّه عليها وتميّز فقط» < SUP>([80] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn80)). ولما ذكر ابن تيمية بطلان القول بوجوب تعلم المنطق قال: «القول بوجوبه قول غلاته وجهال أصحابه، ونفس الحذاق منهم لا يلتزمون قوانينه في كل علومهم بل يعرضون عنها» < SUP>([81] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=16#_ftn81)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير