تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومهما حاولت إقناعه بخلاف ذلك فلن تستطيع - وكثيرون من هؤلاء دخلوا غيبوبة أدت إلى موتهم جوعاً ولم تفلح محاولات إنقاذهم من إدمان الجوع - والله أعلم أن هذه حال كثير ممن يتبعون المذهب الاشراقي

معلومات إضافية عن مورفينات الدماغ:

http://en.wikipedia.org/wiki/Endorphin

أحب أن أضيف توضيحاً إلى ما ذكرته بخصوص التصوف الإسلامي لتكتمل الرؤية التي أحملها لهذا الموضوع

بداية أود أن أذكر آيات من كتاب الله وحديثاً عن نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم

الآيات من سورة يونس رقم 62، 63 و 64:

ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون -

الذين آمنوا وكانوا يتقون -

لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم

والحديث هو حديث قدسي فيما يرويه الإمام البخاري

حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته

وهو حديث متواتر متفق على صحته (الحديث رقم 6021 في صحيح البخاري - باب الرقاق)

هذان الأصلان اللذين أوردتهما لا يختلف عليهما المسلمون في صحة النقل والمعنى - فالآية تتحدث عن بشر معينين سماهم الله تعالى أولياء له - بمعنى أن هناك من تولاهم الله تعالى ووالاهم - وهم والوه أيضاً - والموالاة تكون بأن يقف الإنسان في المواجهة في صف من والاه مقابل من عاداه وأن يواجه عداوة الأخرين لصالح من يواليه - من صفات هؤلاء البشر أن قد وقاهم الله تعالى من الخوف ومن الحزن في الدنيا والآخرة - ووصف سلوكهم بصفات الإيمان والتقوى - وأن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة أي أن الله تعالى يريهم من الدلائل على إكرامه لهم وعنايته بهم في الدنيا ما يثبت به قلوبهم في الطريق إلى الآخرة - وأما الحديث فهو يفسر أكثر معنى الولي لله والمزايا التي تمنح له في الدنيا والآخرة - ويبين أن الولاء لله يقتضي أن يدرك الإنسان الموالي لله أنه في حرب وأنه يقف في صف الله تعالى - وأن الله يؤذن من عاداه بالحرب كما أنه هو يؤذن أعداء الله بالحرب - لا بالسلم والمداهنة، فالله تعلى أمر نبينا محمداً بأمر صريح: "ولا تطع المكذبين - ودّوا لو تدهن فيدهنون" - ومن هنا فإن المعنى الذي يرجوه كثيرون من التصوف في التساهل والتراخي مع من كفر بالله وأشرك به وكذب بالدين غير موجود

أما عن التصوف كلفظ - فهذا اللفظ تحت قدمي وقدم كل مسلم إذا أدى إلى اختلاف الأمة وفرقتها وتباعد قلوبها - وأفضّل عليه لفظ الولاء لله والبراءة ممن عاداه وهويأتي بالمعنى المراد من الزهد والتقوى - وكلمة "أهل الولاء" بديل جيد عن كلمة "أهل التصوف" إن كانت تقرب القلوب وتزيل الحواجز بين المسلمين

الولاء لله إلى درجة أن يوالي الإنسان الله في مقابل نفسه التي بين جنبيه ومتطلبات هذه النفس - والبراءة ممن أشرك به حتى لو كان والده أو ولده أوأقرب أقرباءه وأصدقاءه

منذ خمسة سنوات (سنة 2000 ميلادية) في رمضان في الحرم المكي الشريف - قابلت أخاً في الله لا أدري ما اسمه - وهو سعودي وقد سمعني أذكر كلمة التصوف باستحسان فأراد أن ينصحني بدون أن ينفر قلبي فقال لي (بما معناه): لقد كان آباؤنا وأجدادنا إلى عهد قريب كلما مات لهم ميت ذو شأن أو مال بنوا له قبراً كبيراً وصاروا يذبحون له الذبائح ويضيئون حوله الشموع - ويسألونه ويتقربون إليه من دون الله - وربما يفعلون كل ذلك وهم لا يصلّون - والآن لا نملك إلا الأسى عليهم ولا نستطيع أن ندعوا لهم أو نترحم عليهم لأنهم ماتوا مجافين للإسلام مقاربين للشرك بفعلهم هذا - انتهى كلام الرجل - هذا الإنسان قد والى الله تعالى وأخلص له الدين على حساب نفسه وآباءه وأجداده القريبين وعشيرته الأقربين - بالرغم مما في العرب من حب للفخر بالآباء وتمجيد الأجداد - وإني لأرى ما قاله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير