تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليم بما يفعلون " يونس (36) معنى هذه النتيجة التي وصل إليها العلمانيون أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى العلم الفكري والحقائق. 4

شبهات علمانية ظالمة:

ما أكثر الاتهامات التي يوجهها العلمانيون للإسلام، والتي إذا درسناها سنقتنع بأنها خاطئة وظالمة، وليست لها أي أساس من الصحة واليكم بعضها:

1 - مبادئ قديمة: هل تريدون أن نعيش بعقائد واقتناعات مضى عليها خمسة عشر قرنا ونحن في عصر الإنترنت والطائرة والعولمة؟ ونقول من قال إن المسلمين لا يؤيدون استخدام الطائرة والإنترنت والطب الحديث .. الخ فكل البلاد الإسلامية تسعى لذلك، وكثير من المسلمين تخصصوا في علوم الهندسة والتكنولوجيا فهذا الاتهام باطل من أساسه، فلا توجد معارضة فكرية إسلامية لهذه العلوم، فالعلمانيون يفتعلون مشكلة غير موجودة أصلا، أما بالنسبة للمجال الفكري فحقائقه ثابتة حتى ولو كانت قبل خمسة عشر قرنا، فوجود الله سبحانه وتعالى حقيقة فكرية لا تتغير مع الزمن، وكذلك صفاته، وشريعته، والإنسان هو الإنسان يضحك، ويبكي ويحب ويكره، ويؤمن ويكفر، ويصدق ويكذب، ويعدل ويظلم .. الخ هكذا كان الإنسان قبل خمسة آلاف سنة، وهو كذلك حاليا، وسيبقى كما هو إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها. والشيوعية عقيدة حديثة كنظام وكدول، ومع هذا فقد ثبت فشلها النظري والعملي، وكل أقوال الفلاسفة الحديثة هي نفسها أقوال الفلاسفة القدماء، أي كلها أراء موجودة منذ أكثر من ألفين سنة، فالإلحاد قديم، والإيمان قديم، والاختلاف حول معاني الحرية والعدل قديم، وهكذا فكل المبادئ الصحيحة والخاطئة (الدينية والعلمانية) قديمة، وباختصار تحديد الحق من الباطل في المجال الفكري والمادي أيضا ليس قائما على القديم والحديث بل على الأدلة التي تثبت أنه حق أو باطل.

2 - العقول الجامدة: تمسكنا بالحقائق الفكرية الإسلامية (القرآن والسنة) ليس معناه إطلاقا أننا نجمد عقولنا، وأننا لا نفكر ولا نحلل، فالفقه الإسلامي كله اجتهادات عقلية، والاجتهادات تصيب وتخطئ، ومساحتها واسعة جدا، ورفض علماؤنا التعصب لمذاهب أو اجتهادات، وعارضوا الجمود الفكري والتقليد، وبلغ من تشجيع الاجتهاد أن المجتهد المخطئ له أجر، فهل هناك تشجيع على العلم والتفكير والتأمل أكثر من ذلك، وبلغ من تشجيع العلم والقراءة أن الله سبحانه وتعالى جعل العلماء هم ورثة الأنبياء، قال تعالى: "يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب " (269) سورة البقرة، وقال تعالى " وقل رب زدني علما " (114) سورة طه. ونحن لا نتكلم عن الجانب النظري فقط بل ندعو للنظر في واقع المسلمين، وتحليله وهناك آيات كثيرة جدا في القرآن تدعو للعلم والتفكير والتأمل في مخلوقات الله والكون وواقع البشر ........... الخ والمكتبة الإسلامية بها آلاف كثيرة من الكتب التي تثبت دور العقل والثقافة والعلم في حياة المسلمين، وأقرأوا إن شئتم في كتب ابن القيم أو أبي حامد الغزالى أو ابن الجوزى وغيرهم كثير جدا لتتعجبوا من ذكائهم وثقافتهم وحكمتهم وتنوع علومهم، ولكن مشكلة بعض العلمانيين أنهم لا يعرفون ثقافتنا وبديهيات الاجتهاد، ومع هذا يتهموننا بالجمود العقلي، فهل هم علميون حقا!!

3 - الاختلاف الفكري: يرفض بعض العلمانيين تطبيق الشريعة الإسلامية لأن هناك فرق كثيرة، واجتهادات مختلفة، وبالتالي فما الذي سيتم تطبيقه؟ ونقول: إن المسلمين بشكل عام مع اختلاف فرقهم متفقون على قضايا كثيرة جدا، فطبقوها كما أن الأغلبية الساحقة من العرب هم من أهل السنة والجماعة، ولا توجد وحدة فكرية أكثر من ذلك، ولا توجد بينهم اختلافات أساسية، وأما الاختلافات الاجتهادية فهذا شئ طبيعي، وفى نفس الوقت الاختلاف بين العلمانيين هو في الأسس الفكرية فهناك علمانيون رأسماليون وهناك علمانيون اشتراكيون وهناك شيوعيون وهكذا ...... وإذا قلنا للعلمانيين اجمعوا علماء الإسلام ليقرروا الصواب فيما لديكم فيه غموض (إذا كان هناك شئ غامض) قالوا من الذي يحدد علماء المسلمين لأن عندهم أن كل علماء المسلمين لا يصلحون! فهذا متطرف، وهذا رجعي، وهذا من وعاظ السلاطين، وهكذا، ونقول: علماء المسلمين الصادقون الواعون معروفون ويشهد لهم الناس ويثقون فيهم أكثر من ثقتهم بالعلمانيين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير