تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مايعتقده الفلاسفة]

ـ[عبدالرحمن الخطيب]ــــــــ[14 - 06 - 07, 03:37 م]ـ

قرأت في بعض الكتب أن الفلاسفة يعتقدون اعتقادا تاما في أن الجنة والنار هي لمجرد تخويف العوام من أجل أن تسير عجلة الحياة على أفضل وجه بلا فوضى

وأن فكرة الآلهة خرافة كما يزعمون ولكنها خرافة نافعة وحجتهم في ذلك التالي:

ما الدليل على وجود الآلهة؟

فيقول المسلم: أن هذا الكون كله دليل على وجود الآلهة فلولا الخالق لما وجدت الحياة ولما انتظمت بهذا الشكل البديع المنتظم وللتأكيد على ذلك أننا لوقلنا لكم يامعشر الفلاسفة: أننا أردنا أن نعبر البحر فلم نجد قاربا أو سفينة ولكننا رأينا أخشابا تطفو وإذا بها تلتصق وتصير سفينة ثم تتوجه نحونا وتقلنا إلى الضفة الأخرى دون أن يكون فيها قبطان أو قائد فهل تصدقون ذلك؟

من المؤكد أنكم ستنكرون ذلك وستقولون هؤلاء مجانين فنقول لكم هكذا الكون أيضا لابد له من خالق وقائد يسيره حسب ما تقتضيه حكمته وعلمه.

وهنا يقول الفلاسفة: أتريدون أن تقولون بأن هذا الكون لابد له من خالق بينما هذا الخالق لا خالق له؟

أي: إذا كان هذا الكون قد خلقه خالق ولايمكن أن يكون وجد هكذا بدون صانع فأيضا هذا الخالق لابد له من خالق ولا يمكن أن يكون وجد هكذا بلا صانع؟

فكيف نرد عليهم؟

أجيبوني جزاكم الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 04:41 م]ـ

لا أحد من الفلاسفة (القدماء) يقول بهذه الحجة التي تفضلتَ بذكرها، بل هم متفقون على وجود الإله (واجب الوجود)؛ لأن كل موجود إما أن يتوقف وجوده على وجود غيره وإما أن لا يتوقف وجوده على وجود غيره، والأول معتمد على الثاني، فإذا نفينا الثاني فإما أن ننفي الوجود مطلقا وهو خلاف الحس وإما أن نفترض تسلسل أسباب الوجود إلى غير نهاية وهو خلاف العقل الصريح.

وإنما يقول بهذه الشبهة بعض السفسطائية وأشباههم، وجوابها سهل مقرر عند أهل العلم، وهي أنه لو فرض لزوم أن يكون للصانع صانع، فهذا الصانع الأول لا بد له من صانع، وهذا الصانع لا بد له من صانع، ويتسلسل الأمر إلى غير نهاية، وهو خلاف صريح العقل.

وأما اعتقاد الفلاسفة أن ما جاء في النصوص الشرعية من إثبات المعاد والجنة والنار إنما هو للتمثيل والتخويف، وأن المعاد روحاني لا جسماني، فهو قول بعض طوائف الفلاسفة، وقول النصارى، وظاهر قول بعض الفلاسفة المنتسبين للإسلام كابن رشد، وهذا كلام يجمع بين السفسطة والقرمطة كما قرر شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع.

وقد كفرهم علماء المسلمين بهذا القول وأشباهه، كالغزالي في تهافت الفلاسفة.

وألزم شيخ الإسلام ابن تيمية الغزاليَّ وغيره من الأشاعرة أن يقولوا بقول الفلاسفة بناء على تأويلهم للصفات؛ لأنه لا فرق بين تأويل الصفات وتأويل المعاد.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير