[تنبيه على معنى كشف الحجاب]
ـ[ابو عبد الله المرابط]ــــــــ[01 - 06 - 07, 04:19 ص]ـ
هذا جزء من المحاضرة السابعة لعادل رفوش في شرح مجمل اعتقاد السلف للعلامة محمد سالم ولد عدود و قد شرح ابو عامر الكشف و رفع الحجاب بقول الاشاعرة قال: فقال حفظه الله يكشف, و هذه صفةثبتت لله عز و جل على وجوه فثبتت على انه يكشف عن ساقه و ثبتت على انه يكشف عن وجهه و المراد بالكشف انه يكشف غيره لرؤية ما اراد منه وليس معناه ان الله تعالى يكون محجوب فيكشف عن نفسه لا فاءنالله عز و جل كما وصف نفسه هو الاول و الآخر والظاهر و هم المحجوبون عالباطن فهو ظاهر ايما ظهور كما قال النبي عليه الصلاة والسلام و انت الظاهر فليس فوقك شيء
الله عز وجل ظاهر لا يحتاج ان يكشف على نفسه الله عز و جل ظاهر لكل عين ظاهر لكل قلب و بصيرة ولا يحتاج ان يكشف عن نفسه و انما الذي يكشف عنه انما هم الخلائق
فهم المحجوبون عن ربهم و هم الذين يحتاجون الى كرامة توصلهم الى التنعم بما في ربهم من جليل صفاته و جميل وجهه فينعم الله على من يشاء باءزالة الحجاب عنهم كي يرو منه ما شاء تبارك و تعالى
ثم قال وقلنا ان الكشف انماهو عن غيرالله لا لله ...
و قال عن الحجاب: فمعناه لو ان الحجاب الذي يفصل الاشياء عن الله تبارك و تعالى ازيل عنها لاصابهاالاحراق بنور الله عز و جل اذن فالحجب متعلق بالمخلوقين لا بالخالق تبارك و تعالى
و هذا بيان الحق من شرح الشيخ الغنيمان على كتاب التوحيد من صحيح البخاري
قوله: ((ولا حجاب يحجبه)) أي: ليس بين العبد وبين ربه ما يمنع رؤيته ومشاهدته. وهذا ظاهر الدلالة على رؤية المؤمن ربه يوم يحاسبه، وعلى سماعه كلامه.
وفيه دليل على أن لله تعالى حجاباً يحتجب به عن خلقه، والأدلة على ذلك كثيرة، وأهل البدع ينكرون حجاب الله تعالى، فهو عندهم كما يقول الفخر الرازي: ((هو عبارة عن الجسم المتوسط بين جسمين آخرين. وهذا محال على الله)) ().
ونقل الحافظ عن ابن بطال، أن الحجاب هو: الآفة المانعة من النظر التي تكون على أبصار المؤمنين، ومعنى رفع الحجاب: إزالة الآفة من أبصار المؤمنين المانعة لهم من الرؤية، فيرونه لارتفاعها عنهم، بخلق ضدها فيهم)) ().
ومقتضى هذا الكلام أن الذي يمنع المؤمنين في الدنيا من رؤية الله تعالى هو الآفة التي على أبصارهم، ولو زالت تلك الآفة لرأوه.
فالحجاب عند هؤلاء: هو عدم الإدراك في أبصار الخلق، وما وصف به الله – تعالى – من الحجاب راجع إلى الخلق. وشبهتهم: أن ما ستر بالحجاب، فالحجاب أكبر منه، ويكون متناهياً، ومحاذياً للحجاب، وهذا لا يكون إلا للأجسام.
نقل ابن حجر، عن العلائي قوله: ((المراد بالحاجب، والحجاب: نفي المانع من الرؤية)) ثم قال: ((وقد ورد ذكر الحجاب في عدة أحاديث صحيحة.
والله – سبحانه – منزه عما يحجبه، إذ الحجاب إنما يحيط بمقدر محسوس، ولكن المراد بحجابه: منعه أبصار خلقه، وبصائرهم، بما شاء متى شاء كيف شاء، وإذا شاء كشف ذلك عنهم)) ().
وهكذا شراح الحديث وغيرهم – الأشاعرة – ساروا على هذا المنوال.
ويلزم من ذلك أن الله – تعالى – وصف نفسه وكذلك رسوله وصفه بما يجب أن ينزه عنه، فهؤلاء المبتدعة أعلم من الله، ومن رسوله بالله، وأحرص على تنزيه الله من الله ورسوله، ? كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا? ().
قال الله تعالى: ? وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا? ().
وقال تعالى: ? كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ? ()، وعدم الإدراك الذي زعموا ليس شيئاً موجوداً فيكون حائلاً دون رؤيتهم ربهم، بل هو عدم، والعدم لا وجود له.
وقال تعالى: ? وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ? ().
فتجليه للجبل يدل على أنه محتجب بحجاب كشف للجبل منه ما جعله دكاً.
¥