تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحقيق القول في موقف الشهرستاني من الشيعة والباطنية]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:48 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لعل بعض طلبة العلم قد قرأ قول شيخ الإسلام عن الشهرستاني صاحب كتاب " الملل والنِحل " في رده على الرافضي، قال:

"أما قوله إن الشهرستاني من أشد المتعصبين على الإمامية. فليس كذلك، بل يميل كثيراً إلى أشياء من أمورهم، بل يذكر أحياناً أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه ولذا اتهمه الناس بأنه من الإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك، وقد ذكر من التهمه شواهد من كلامه وسيرته، وقد يقال: هو مع الشيعة بوجه، ومع أصحاب الأشعري بوجه ... وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم ... ". (منهاج السنة 6/ 306).

ومن قرأ كتاب " الملل والنِحل " لا يتبين له بوضوح ماذكره شيخ الإسلام.

وقد وجدتُ الأخ الكريم محمد بن ناصر السحيباني – وفقه الله – قد حقق هذه المسألة في رسالته للماجستير: " منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنِحل – عرض وتقويم "، فأحببتُ نقله للإخوة الكرام:

ذكر المبحث الرابع: (اتهامه بالميل إلى الفلاسفة الباطنية): ونقل عمن نسبه.

ثم قال (ص 82 - 83):المطلب الثاني: ميله إلى الفلاسفة ونصرة مذاهبهم والذب عنها.

أولاً: المؤلف –كما سبق- اشتغل بعلم الكلام والفلسفة وما يتعلق بهما، ووجه نشاطه، وأفرغ جهده في ذلك، تعلماً وتحصيلاً، ومن ثم تعليماً وتلقيناً للناس، مع إهمال العلوم الشرعية –التي اشتغل بتحصيلها في أول عمره كما يظهر من أقواله- سواء تحصيلاً أو تعليماً. ومؤلفاته شاهدة بذلك – كما سبق ذكرها-؛ إذ تكاد تخلو من مؤلف في العلوم الشرعية، إذا ما استثنينا علم التفسير، الذي لم يسلم من ذلك، بل تضمن مسائل وأصولاً باطنية- كما سيأتي بيانه.

ثانياً: حديث المؤلف عن الفلاسفة: فقد توسع في الحديث عنهم، وفصّل القول في جوانب من آرائهم وحكمهم، وكذلك سعى في إظهارهم بصورة مقبولة وحسنة أمام الناس، وذلك بإضفاء صبغة التوحيد، والإيمان بوجود الله عز وجل عليهم؛ إذ تحدث عنهم بصورة الموحدين المقرين بالله عز وجل كما في كتابه الملل والنحل وهذا خلاف ما عرف واشتهر عنهم من الوثنية والشرك والإلحاد.

ثالثاً: إن كثرة إطلاع المؤلف، وكثرة حديثه عنهم والخوض في آرائهم فيه دلالة على الميل إليهم أو الاستئناس بذكرهم، وخاصة إذا كان على الصورة السابقة.

إضافة إلى موافقته –كغيره من المتكلمين- للفلاسفة في بعض المسائل والآراء، بل إن المنهج الذي سار عليه في مؤلفاته ومناقشته مستمد من أولئك، وهو تقديم الجانب العقلي على الجانب الشرعي في المسائل والآراء التي يوردها.

إلا أن ذلك لا يعني أن المؤلف أصبح كأحدهم أو من في حكمهم، فهو مع تأثره بهم إلا أنه انتقد أكثر آرائهم ورد عليهم في مواضع من كتبه، فهو لم يخرج عن كونه أحد المتكلمين من الأشاعرة ".

ثم قال (ص 86 - 87):

" إن المتأمل في كتاب الملل والنحل والمستعرض لما تضمنه يلحظ في ثنايا عرض المؤلف بعض الأفكار التي تشعر بميله إلى بعض مبادئ وأفكار الرافضة، ومن جملة ذلك ما يلي:

1 - حديثه عن الخلافات التي وقعت بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقوله بعد ذكره ما حصل في عهد علي -رضي الله عنه- وقد خصه بذلك دون الخلفاء الثلاثة: "وفي الجملة كان علي –رضي الله عنه- مع الحق والحق معه" وذكرها أيضاً في موضع آخر.

2 - إطراؤه بعض أئمة آل البيت، ومبالغته في ذلك: كمحمد بن الحنفية، وجعفر الصادق في غير موضع، ووصفهما بصفات أعلى من صفات البشرية.

3 - ميله للقول بالوصية والإمامة، وأن بعضها مستقر، وبعضها مستودع، في أكثر من موضع،

4 - قوله بمسألة النور الخفي، وتقريرها بمنحى باطني.

5 - إطراؤه الشديد وثناؤه على آباء الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة عبدالمطلب، وغير ذلك.

إن المتأمل في تلك المواضع يلحظ تأثر المؤلف بالتشيع، والتأثر محصور في ميله إلى بعض أفكار الرافضة في آل البيت؛ من محبتهم والغلو فيهم، حيث حكى بعض ما قاله أولئك الرافضة عن آل البيت، المتضمن الغلو فيهم، ورفعهم فوق مرتبتهم ومنزلتهم البشرية.

وقد يقول قائل: إن هذه الإشارات والأمثلة يسيرة، ولا تدل دلالة صريحة وقطعية على ميل المؤلف إلى الفكر الباطني أو التأثر به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير