تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا؛ وأني - في ذلك كله - على عقيدة السلف الصالح أسير؛ لا أبدل فيها ولا أزيد، ولا أزيغ عنها ولا أحيد، وهذا جهد المقل، وعلى الله ربنا التكلان.

قال الإمام المزني: لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأً، أبى الله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه. (ج)

فإن تجد عيبًا فسد الخللا ... فجل من لا عيب فيه وعلا

وختاما؛ إني لأرجو أن تكون هذه الكلمات زادًا لي إلى إلهي ومولاي، وهادياً لي في ديني ودنياي، وأنيسًا لي في قبري ومثواي، وسببًا في شفاعة الشافعين لي في معادي وأخراي ... (د)

وهذا ما أردت تسطيره، ورمت تقريره، (واستمدادي المعونة والهداية والتوفيق والصيانة - في هذا وجميع أموري - من رب الأرضين والسماوات، واسأله التوفيق لحسن النيات، والإعانة على جميع أنواع الطاعات، وتيسيرها والهداية لها دائمًا في ازدياد حتى الممات، وأن يفعل ذلك بوالدي، ومشايخي، وأقربائي، وإخواني، وسائر من أحبه، أو يحبني فيه، وجميع المسلمين والمسلمات، وأن يجود علينا برضاه، ومحبته، ودوام طاعته، وغير ذلك من وجوه المسرات، وأن يطّهر قلوبنا وجوارحنا من جميع المخالفات، وأن يرزقنا التفويض إليه، والاعتماد عليه في جميع الحالات.

اعتصمت بالله، وتوكلت علي الله. ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، حسبي الله ونعم الوكيل). (هـ)

وعنك إشارتي، وإليك قصدي ... ومنك مسرتي، ولك انقيادي

وأنت ذخيرتي، وبك اعتمادي ... وفيك تألهي، وبك انتصاري

.................................

(ا) قال الإمام محمد بن جرير الطبري - عليه رحمة الله - في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}: (إن الله لا يغير ما بقوم، من عافية ونعمة، فيزيل ذلك عنهم ويهلكهم، حتى يغيروا ما بأنفسهم من ذلك بظلم بعضهم بعضًا، واعتداء بعضهم على بعض، فَتَحلَّ بهم حينئذ عقوبته وتغييره) ا. هـ تفسير الطبري.

(ب) قال الحافظ ابن رجب الحنبلي - عليه رحمة الله -: (ولا نعلم أن الله أعطى أحدًا من البشر موثقًا من الغلط، وأمانًا من الخطأ، فيستنكف له منها، بل وصل عباده بالعجز، وقرنهم بالحاجة، ووصفهم بالضعف والعجلة، فقال: خلق الإنسان من عجل، وخلق الإنسان ضعيفا، وفوق كل ذي علم عليم.

ولا نعلمه خص بالعلم قومًا دون قوم، ولا وقفه على زمن دون زمن، بل جعله مشتركًا مقسومًا بين عباده، يفتح للآخر ما أغلقه عن الأول، وينبه المقل فيه على ما أغفل عنه المكثر، ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم، وتال يعتبر على ماض، وأوجب على كل من علم شيئًا من الحق أن يظهره وينشره، وجعل ذلك زكاة العلم، كما جعل الصدقة زكاة المال.

وقد قيل لنا: (اتقوا زلة العالم)، وزلة العالم لا تعرف حتى تكشف، وإن لم تعرف هلك بها المقلدون، لأنهم يتلقونها من العالم بالقبول، ولا يرجعون إلا بالإظهار لها، وإقامة الدلائل عليها، وإحضار البراهين، وقد يظن أن هذا اغتياب للعلماء، وطعن على السلف، وذكر للموتى، وكان يقال: (اعف عن ذي قبر)، وليس كما ظنوا، لأن الغيبة سب الناس بلئيم الأخلاق، وذكرهم بالفواحش والشائنات، وهذا هو الأمر العظيم المشبه بأكل لحوم الميتة. فأما هفوة في حرف، أو زلة في معنى، أو إغفال أو وهم أو نسيان، فمعاذ الله أن يكون هذا من ذلك الباب، أو أن يكون له مشاكلا أو مقاربا، أو يكون المنبه عليه آثما، بل يكون مأجورا عند الله، مشكورا عند عباده الصالحين، الذين لا يميل بهم الهوى، ولا تدخلهم عصبية، ولا يجمعهم على الباطل تحزب، ولا يلفتهم عن استبانة الحق حسد.

وقد كنا زمانا نعتذر من الجهل، فقد صرنا الآن نحتاج إلى الاعتذار من العلم، وكنا نؤمل شكر الناس بالتنبيه والدلالة، فصرنا نرضى بالسلامة، وليس هذا بعجيب مع انقلاب الأحوال، ولا ينكر مع تغير الزمان، وفي الله خلف وهو المستعان) ا. هـ "الفرق بين النصيحة والتعيير" نقلا عن "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للشريف حاتم (صـ 6،7).

(ج) "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب البغدادي (1/ 6).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير