تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الناس من يوافق هؤلاء فيما أخبرت به الأنبياء عن الله: أنهم قصدوا به التخييل دون التحقيق وبيان الأمر على ما هو عليه دون اليوم الآخر

ومنهم من يقول: بل قصدوا هذا في بعض ما أخبروا به عن الله كالصفات الخبرية من الاستواء والنزول وغير ذلك.

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتح رب البرية بتلخيص الحموية

فأما أهل التخييل: فهم الفلاسفة، والباطنية ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم. وحقيقة مذهبهم أن ما جاءت به الأنبياء مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثال وتخييلات لا حقيقة لها في الواقع، وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهور الناس، لأن الناس إذا قيل لهم: إن لكم ربا عظيما، قادرا، رحيما، قاهرا، وأمامكم يوما عظيما تبعثون فيه، وتجازون بأعمالكم ونحو ذلك استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم، وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء.

ثم إن هؤلاء على قسمين: غلاة، وغير غلاة.

فأما الغلاة فيزعمون أن الأنبياء لا يعلمون حقائق هذه الأمور وأن من المتفلسفة الإلهية ومن يزعمونهم أولياء من يعلم هذه الحقائق، فزعموا أن من الفلاسفة من هو أعلم بالله واليوم الآخر من النبيين الذين هم أعلم الناس بذلك.

وأما غير الغلاة فيزعمون أن الأنبياء يعلمون حقائق هذه الأمور ولكنهم ذكروا للناس أمورا تخييلية لا تطابق الحق لتقوم مصلحة الناس، فزعموا أن مصلحة العباد لا تقوم إلا بهذه الطريقة التي تتضمن كذب الأنبياء في أعظم الأمور وأهمها.

فالطائفة الأولى حكمت على الرسل بالجهل. والطائفة الثانية حكمت عليهم بالخيانة والكذب.

هذا هو قول أهل التخييل فيما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر.

أما في الأعمال فمنهم من يجعلها حقائق يؤمر بها كل أحد، ومنهم من يجعلها تخييلات ورموزا يؤمر بها العامة دون الخاصة فيؤولون الصلاة بمعرفة أسرارهم، والصيام بكتمانها، والحج بالسفر إلى شيوخهم ونحو ذلك. وهؤلاء هم الملاحدة من الإسماعيلية والباطنية ونحوهم.

وفساد قول هؤلاء معلوم بضرورة الحس، والعقل، والشرع فإننا نشاهد من الآيات الدالة على وجود الله وكمال صفاته ما لا يمكن حصره:

وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد

فإن هذه الحوادث المنتظمة لا يمكن أن تحدث إلا بمدبر حكيم قادر على كل شيء.

والإيمان باليوم الآخر دلت عليه جميع الشرائع واقتضته حكمة الله البالغة، ولا ينكره إلا مكابر، أو مجنون، وأهل التخييل لا يحتاجون في الرد عليهم إلى شيء كثير، لأن نفور الناس عنهم معلوم ظاهر.

ـ[الشيشاني]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:50 ص]ـ

أخي الشيخ عبد الرحمن - حفظك الله

جزاك الله خيرا على هذه النقول.

واستوقفني فيها ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية لابن رشد الحفيد:

وهذا في الجملة قول المتفلسفة والباطنية كالملاحدة الإسماعيلية وأصحاب رسائل إخوان الصفاء والفارابي و ابن سينا والسهروردي المقتول وابن رشد الحفيد وملاحدة الصوفية

هل ابن رشد - صاحب "بداية المجتهد" - فعلا ممن يقول بأن ما يتعلق باليوم الآخر إنما هو خيال؟ وإذا كان الأمر كذلك، فالتساؤل وارد بالضرورة: فما فائدة تأليفه لهذا الكتاب؟

ثم هل من تفصيل أكثر لهذه المسألة عند الإخوة الآخرين؟

ومن خلال التحاور مع صاحب السؤال ذكر لي أن طائفة من أصحاب نبي الله عيسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - كانوا لا يؤمنون إلا بالله، لا يؤمنون بالملائكة ولا باليوم الآخر. وهذا من عقائد اليهود أيضا - أعني عدم الإيمان باليوم الآخر - كما ذكره د. عمر الأشقر في كتابه "الجنة ولنار".

فهل يمكن أن تكون هناك علاقة وصلة بين طوائف الفلاسفة والملاحدة واليهود والنصارى؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:05 ص]ـ

بارك الله فيكم

نعم هو ابن رشد الفيلسوف صاحب البداية

وفي هذا الرابط ما يفيد حول عقيدته

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=169055#post169055

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير