قائل هذه العبارة لو يعي ما يقول لكفر بما يقول؛ لأن هنا لازمين لتلك الكلمة الخبيثة فيهما تكذيب للقرآن
اللازم الأول: لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالشورى في سورة آل عمران فقال سبحانه: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران159 فهل النبي صلى الله عليه وسلم خالف كلام ربه؟ وهل كل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب؟ يأتي الأمر في لغة العرب بأكثر من (17) معنىً .... ؛ لذلك يجب فهم الأدلة الشرعية ومقاصدها بلغة العرب لا بالجهل فيصبح بذلك هذا الصنف لا يفهم كلام الأئمة ولادراية له بمجاز العرب (ينظر لزاماً كتاب الموافقات للإمام الشاطبي، ك المقاصد أول مسألة جـ 2ص 47 - 48ومجموع الفتاوى للإمام ابن تيمية في مواطن عدة منها: جـ4 ص 128،133،289 وجـ18 ص 338 و جـ 31 ص 137 والفتاوى الكبرى جـ4ص 312)
اللازم الثاني: مدح القرآن الكريم حال المؤمنين بأن أمرهم شورى بينهم وينبغي أن يكون كذلك فقال سبحانه: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} الشورى38 وهل مدح القرآن الكريم لعمل المؤمنين بالشورى يستلزم إيجاب الشورى عليهم أم هناك فرق المدح على فعل شئ والأمر بوجوب فعله؟ فالقرآن الكريم امتدح الموفين بالنذر فهل يستلزم ذلك وجوب النذر على المؤمنين؟ الجواب لا ويؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن النذر وعلل ذلك بأنه لا يستخرج إلا من البخيل ثبت ذلك النهي في صحيحي البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي وابن ماجَهْ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم
((نهى عن النذر)) وفي رواية النسائي وابن ماجَهْ بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه لا يأتي بخير إنما يُستخرج به من البخيل)).
و لقد سمى الله تعالى السورة باسم الشورى فمن قال بعدم وقوع الشورى فقد كذب القرآن الكريم ولو فعل ذلك لكفر وصار من أصحاب الجحيم.
وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ومن تبعهم الأسوة في ذلك وقبل إيرادي وتعدادي لبعض مواطن الشورى التي تمت في العصر الأول أود أن أشير إلى شئ وهو أن الشورى خلق وفعل طيب وهي معروفة منذ الأزل أي كان يعمل بها العقلاء والحكام سواء كانوا موحدين أم كانوا ملحدين ولكن جاء القرآن الكريم فزكى هذا الأمر الطيب للمؤمن؛ لأنه أحق الخلق به وفي القرآن الكريم عدة استشارات منها:
### طلب سيدنا موسى عليه السلام من الله تعالى أن يجعل معه أخاه هارون عليه السلام وزيراً.
### استشارة سليمان عليه السلام لمن حوله في أمر بلقيس.
### استشارة بلقيس لقومها وكانت كافرة.
### استشارة فرعون لملائه.
### استشارة الكفار بعضهم البعض.
أما تطبيق الشورى في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فكثيرة منها:
1 - في مكان بقاء الجيش في غزوة بدر.
2 - . في أسرى بدر.
3 - في الخروج للمشركين في أحد
4 - في حفر الخندق كما في غزوة الأحزاب.
5 - في الحديبية استشار أم سلمة رضي الله عنها.
6 - في حادثة الإفك.
وأما تشاور الصحابة رضي الله عنهم فكثيرة منها:
1 - تَشَاوَرُوا فِي أَمْرِ الرِّدَّةِ، فَاسْتَقَرَّ رَأْيُ أَبِي بَكْرٍ عَلَى الْقِتَالِ.
2 - ََتَشَاوَرُوا فِي الْجَدِّ وَمِيرَاثِهِ.
3 - َتَشَاوَرُواَ فِي حَدِّ الْخَمْرِ وَعَدَدِهِ عَلَى الْوُجُوهِ الْمَذْكُورَةِ فِي كُتُبِ الْفِقْهِ.
4 - َتَشَاوَرُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحُرُوبِ، حَتَّى شَاوَرَ عُمَرَ رضي الله عنه الْهُرْمُزَانَ حِينَ وَفَدَ عَلَيْهِ مُسْلِمًا فِي الْمَغَازِي.
5 - تشاوروا عند نزول كثير من المسائل.
6 - تشاوروا في أمر الطاعون.
7 - أبو بكر الصديق رضي الله عنه طلب من أسامة بن زيد أن يبقي عنده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة للمشورة.
8 - مشورة عمر لعلي رضي الله عنهما.
### مسألة الخلافة والشورى ###
في الشريعة الإسلامية لا يوجد نص صحيح صريح لا في كتاب ولا في سنة يوجب طريقة معينة في اختيار حاكم للمسلمين ..... المهم أنه يحكم بالشرع ..... ولو كان عبداً كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
¥