تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - أنّ زفيلاً لا يُعرف في أسماء الرجال، وليس له ذكر في كتب التراجم والأعلام.

والجواب عن هذه الأمور بما يلي:

1 - إنَّ عدم نسبة هذا الكتاب لأبي الحسن السُّبْكي ممن ترجم له من معاصريه؛ يعود والله أعلم إلى أنّ المترجمين له ينقل بعضهم من بعض؛ فإهمال السابق لذكر الكتاب ينبني عليه إهمال اللاحق، كما أنّ عدم العلم بالشيء ليس علماً بالعدم، فلا يعني عدم ذكر الكتاب، عدم صحة نسبته له، والواقع أنه قد كتبه بخطه، وبيّن فيه المدة التي قضاها في كتابته

وقد يقال: أن إهمال ذكر المترجمين لهذا الكتاب يرجع إلى أمور:

أ- ما حشاه السُّبْكي في كتابه من قاموس الشتائم والمغالطات مع ضعف الحجة والبيان؛ فأُهمل ذِكْره!!.

ب- معرفة المعاصرين للسُّبْكي تردده في الردِّ على ابن القيم يقول: ((ليتني ما شرعت في الكلام مع هذا ... )) (8)، وقد تقدّمت الإشارة إلى تردد السُّبْكي في إكمال الكتاب.

ج- وقع بعد فراغ السُّبْكي من تصنيف كتابه، عقدُ مجلس للصلح بين السُّبْكي [وابن القيم – رحمهما الله- وكان ذلك في عام 750 هـ (9)؛ فلعلَ المترجمين له قد نظروا إلى هذا الجانب.

2 - قولهم: بأنّ هذا المصنف لو كان من مصنفات السُّبْكي لسارت به الركبان، الجواب عنه بأن أرباب البدع المعاصرين قد فرحوا بهذا الكتاب فرحاً شديداً، وهوّلوا بما فيه من جعجة بلا طحن، وصار حالهم كمن قيل فيه:

أخذوا الصحيفة فهي في أوهامهم

كالكنز يأخذه الفقير المعدم

طاروا بها فرحاً وبين سطورها

دهياء (10) بارزة النواجذ صيلم (11) (12)

* وقد تبنى أحد رؤوس مبتدعة عصرنا، وهو محمد زاهد الكوثري التعليق عليه، وتكميله، وطُبع هذا الكتاب أكثر من طبعة!

ثم إنّ السُّبْكي له ما يزيد على المئة والخمسين مصنفاً كما ذكر الصفدي (13)، والذي ذكره تاج الدين السُّبْكي والصفدي لا يتجاوز المائة والعشرون مصنفاً، فقد يكون الكتاب مما لم يذكر (14)، وليس عدم ذكرهما للسيف الصقيل دليلاً على أنه ليس من تصنيف أبي الحسن السُّبْكي.

3 - قولهم: بأنّ زفيلاً لا يُعرف في أسماء الرجال، وليس له ذكر في كتب التراجم والأعلام، يقول الدكتور بكر أبو زيد: ((لقد تصفحت الكثير من كتب التراجم والمعاجم، فلم أرَ هذا النبز لابن القيم ولا لغيره من أهل العلم، وقد سألت كثيراً من علماء الأمصار عن هذا النبز المذكور فلم أرَ من يُعيرني عليه جواباً، وفي حجّ عام 1397هـ اجتمعت بالشيخ عبدالله بن الصديق الغُماري (15) - صاحب طنجة (16) فسألته عن ذلك؛ فأفاد بأنه لمّا خرج هذا الكتاب بهذا الاسم، صار استغرابه من عامة أهل العلم بمصر، وقال: فكنت ذات يوم في مكتبة الشيخ حسام الدين القدسي (17) بمصر أنا وأخي أبو الفيض أحمد الغماري (18)، فجاء إلينا الكوثري فسأله أخي أحمد عن ذلك فقال الكوثري: إنّ (زفيلاً) اسم لجد ابن القيم من قبل أمه، وإنني أردت نبزه بذلك على عادة العرب حينما يريدون التحقير لشخص ينسبوه إلى جده لأمه، ومن ذلك: قول المشركين في حق النبي r: (( لقد أمِرَ أمْرُ ابن أبي كبشة)) (19) فسأله الشيخ أحمد: أين وجدت أنّ ذلك اسمٌ لجد ابن القيم لأمه؟ فلم يجُب)) (20)

قلت: ولم يذكر أحدٌ ممن ترجم لابن القيم ’ هذا النبز!، ولم يُعرف به (21)

إلا أنّ ذلك لا يعني أنّ الكوثري هو من انفرد به؛ فأول من ذكر ذلك الزبيدي في ((إتحاف السادة المتقين)) -كما تقدم -، والزبيدي قد كتب كتابه -كما في آخره- سنة 1201هـ (22)، أي أنّ بينه وبين تأليف السُّبْكي لكتابه حوالي (450سنة) فيُحتمل أنّ هذا العنوان من وضع المناوئين لابن القيم في الأعصار المتأخرة!، وعدم ذكر الكتاب بهذا العنوان لا يعني عدم نسبته للسُّبْكي.

والذي يترجح عندي أنّ عنونةَ الكتاب بالسيف الصقيل في الرد على ابن زفيل جاء متأخراً، ولا وجود له على نسخة الكتاب المخطوطة، والذي جاء في أول صفحة من المخطوط: ((كتاب فيه الكلام على قصيدة العلامة شمس الدين ابن القيم)) وهي ليست بخط السُّبْكي، إنّما الذي بخطه في هذه الصفحة هو فقط ما وقع في منتصفها من قوله: ((شرعتُ فيه يوم السبت الرابع والعشرين من صفر سنة 749، وفرغت منه يوم السبت مستهل شهر ربيع الأول من السنة)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير