تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و اختم هذه الدراسة حول نسبة الكتاب بمقارنة مجملة للمخطوط الذي كتبه السبكي بخطه مع المطبوع الذي حققه الكوثري، وذلك لبيان عبث الأخير بأصول التحقيق العلمي!.

خامساًً: مقارنة المخطوط بالمطبوع:

قمت بمقابلة المخطوط على النسخة المطبوعة بتعليق محمد زاهد الكوثري، وتبين لي أن الكوثري عَمِل على إخراج الكتاب، إلا أنّه لم يراعِ في هذا الإخراج الأمانة العلمية، والضوابط المنهجية للتحقيق.

ويمكن إجمال ما قام به الكوثري في إخراجه للكتاب، فيما يلي:

أ- وضع عناوين للكتاب في المتن، ولم يشر إلى ذلك مما يوهم بأنها من وضع المصنف!.

ب- يقوم الكوثري بإكمال الأبيات الناقصة أحياناً.

ج- يضيف أحياناً ما يوضح مراد المصنف، ويشير إلى ذلك بوضعه بين معقوفتين.

د- إصلاح اللحن في اللغة فعلى سبيل المثال، قول المصنف: ((أنّ هؤلاء الطوائف الثلاثة الشافعية والمالكية والحنفية وموافقيهم من الحنابلة مسلمين!)) وفي المطبوع: مسلمون! (23)؛ لأنّ خبر إنَّ يكون مرفوعاً، وهو ما أثبته الكوثري، وهو الراجح لغةً، إلا أنّ بعض الكوفيين ينصب الجزأين بإنّ وأخواتها (2)

ويستشهدون على ذلك بقول الراجز:

كأنّ أذنيه إذا تشوفا

قادمةً أو قلماً محرفا (25)

ه-كثيراً ما يتصرف الكوثري بالمتن بزيادة كلمة أو حذفها، بل يتعدى ذلك أحياناً إلى قرابة نصف السطر، ومن ذلك حذفه عبارة للسُّبكي في قوله: ((أجمع المسلمون على أن الله قادر على أن يعدم الخلق ثم يعيده وعلى أن إنكار ذلك كفر، [وهذا كان كفر قريش، وكلام هذا الناظم متضمن إنكار ذلك] (26) (27)

و-يحذف الكوثري عبارات اللعن أو الشتم أحياناً، ومن الأمثلة على ذلك: قول السُّبْكي ((ليتني ما شرعت في الكلام مع هذا الحمار)) (28)، وقوله: ((فما أراد هذا الكلب إلا أن يُقرر)) (29)، وقوله: ((ما هذا إلا تيس)) (30)، وقوله ((لعنه الله ولعنهم)) (31) الخ.

يقلب المعنى أحياناً! فعلى سبيل المثال: قال السُّبْكي: ((هذه القصيدة الحسنا)) (32)


([1]) هو محمود شكري بن عبد الله بن محمود الحسيني، الألوسي، البغدادي، جمال الدين، أبو المعالي، مؤرخ أديب لغوي، توفي في شوال1342هـ.
من تصانيفه الكثيرة: بلوغ الأرب في أحوال العرب، تاريخ بغداد، وغاية الأماني في الرد على النبهاني.
انظر الأعلام (7/ 172)،معجم المؤلفين (12/ 169).

([2]) انظر: غاية الأماني في الرد على النبهاني (1/ 559).

([3]) كالشيخ الدكتور بكر أبو زيد، والشمس الأفغاني.
انظر: التقريب لفقه ابن قيم الجوزية، للدكتور/بكر أبو زيد (ص30 - 31)، جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية للأفغاني (3/ 1805 - 1806).
= وقد ردّ على الشيخ بكر أبو زيد حسن السقاف؛ كي يثبت صحة نسبة الكتاب للسبكي، وخلط السقاف في كلامه الحق بالباطل! كعادة أصحاب الأهواء والبدع.
انظر: تعليقه على فتح المعين بنقد كتاب الأربعين للغماري (ص70).

([4]) طبقات الشافعية الكبرى (10/ 139 - 338).

([5]) كتاب إعلام الأعلام بمناقب شيخ الإسلام قاضي القضاة علي السبكي من جمع ولده عبد الوهاب، وهو مخطوط يقع في (202صفحة).

([6]) انظر: أعيان العصر وأعوان النصر (3/ 416 - 455).

([7]) الوافي بالوفيات (21/ 166 - 175).

([8]) السيف الصقيل (ص29).

([9]) انظر: البداية والنهاية (18/ 117).

([10]) الدَّهْياءُ هي الشَّديدَةُ مِن شَدائِدِ الدَّهْر.
انظر: تهذيب اللغة (6/ 205)، لسان العرب (14/ 276)، تاج العروس (38/ 81)

([11]) الصَّيْلَم الدّاهية، وأمْرٌ صَيْلَم أي الشديدٌ.
انظر: المحكم والمحيط الأعظم لابن سِيْده (8/ 335)، لسان العرب (12/ 340).

([12]) ديوان مجد الإسلام، للشاعر أحمد محرم (ص213).

([13]) انظر: أعيان العصر وأعوان النصر (3/ 429).

([14]) للسبكي مصنفات ثابتة النسبة إليه كالصنيعة في ضمان الوديعة، وغيره، ومع ذلك لم يذكره التاج في عداد مؤلفات والده. انظر: فتاوى السبكي (1/ 48).

([15]) عبد الله بن محمد بن الصديق، أبو الفضل الغُمَاري، عالم محدث أصولي، وُلد بطنجة، وتعلم في الأزهر، واستقر وتوفي بطنجة سنة 1413هـ.
له كتب منها: الابتهاج بتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي، تشيد المباني لما حوته الأجرومية من المعاني، الفتاوى (وهي مجموع لمقالاته وفتاواه التي كتبها بمصر).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير