الجهة ولانفيه".أهـ
أصل إنحراف أهل البدع والطوائف المنحرفة:
وأصل إنحراف أهل الضلال يرجع إلى عدم الرجوع إلى ماكان عليه سلف هذه الأمة وإجلالهم لأقوال المتأخرين والتعلق بشطحات الخلف قال الإمام السفاريني (8):" إنه من المحال أن يكون الخالفون أعلم من السابقين كما يقوله بعض من لاتحقيق لديه - ممن لا يقدر السلف ولا عرف الله تعالى حق المعرفة ولارسوله ولا المؤمنين به حق المعرفة المأثور بها -- من أن طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهؤلاء إنماأوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك بمنزلة الأميّين وأن طريقة الخلف هي إستخراج معاني النصوص المعروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات فهذاالظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهور وقد كذبوا وافكوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم"أهـ
ذم أهل الكلام والفلسفة:
قال ابن الصلاح المحدث صاحب (علوم الحديث) في من يشتغل بالمنطق والفلسفة (9):" الفلسفة أسّ السفه والإنحلال ومادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة الؤيّدة بالبراهين ومن تلبس بها قارنه الخدلان والحرمان واستحوذ عليه الشيطان وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم".أهـ
واعلم أن قلوب أهل الكلام في ضنك ووحشة شديدة وهم قد ابتلوا بالشك كما أن أهل الإرادات من أهل التصوف إبتلي بالشطح والسعيد من لزم طريق السلف.
يقول الإمام الشوكاني في (إرشاد الفحول) "10:" ومن أمعن النظر في أحوال العوام وجد إعتقادها صحيحا فإن كثيرا منهم تجد الإيمان في صدره كالجبال الرواسي ونجد بعض المتعلقين بعلم الكلام المشتغلين به الخاضعين في معقولاته التي يتخبط فيها أهلها لا يزال ينقص إيمانه وتنقص منه عروة عروة فإن أدركته الألطاف الربانية نجاوإلا هلك ولهذا تمنى كثير من الخاضين في هذه العلوم المتبحّرين في أنواعها في آخر عمره أن يكون على دين العجائز ولهم في ذلك من المنظومة والمنثورة ما يخفى عمن له إطلاع على أخبار الناس".أهـ
يقول أحد كبارهم وهوا لرازى:
نهاية إقدام العقول عقال::::::::::::::::::::وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا::::::::::::::::وغاية دنياناأذىووبال
ولم نستفذ من بحوثنا طول عمرنا:::::::::::::::سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
ثم يقول (11):لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفى عليلا ولاتروى غليلا ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} {إليه يَصعد الكلم الطيّبُ} وأقرأ في النفي {ولا يُحِيطونَ به علماً} ومن جرّب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".أهـ
وفي الختام::
هذا جمع ميسّر جمعته من بعض كتب أهل العلم في ما يتعلق بالصفات فأرجوا ممن سلك مسلك الإنصاف وتنكّب عن طريق الإعتساف أن يستر أخطائى ويجرّ قلم الإصلاح على زلاّتى وأسأل الله سبحانه أن يرزقني الإخلاص وأن يجعلني من ورثة جنة النعيم وأن لا يخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[07 - 03 - 09, 06:02 م]ـ
قال الله تعالى {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} وقال تعالى {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} وقال {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} وقال سبحانه {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.
قال إمام الأئمّة أبوبكر إبن خزيمة: ((فوجب على كل مؤمن أن يثبت لخالقه وبارئه ماأثبت الله الخالق البارئ لنفسه من العين وغيرمؤمن من ينفى عن الله تبارك وتعالى ما قد ثبته في محكم تنزيله --- إلى أن قال --- فبيّن النبي صلى الله عليه وسلّم أن لله عينين فكان بيانه موافقا لبيان محكم التنزيل الذي هو مسطور بين الدفتين مقروء في المحاريب والكتاتيب)) إنتهى [التوحيد ص 47].
قال الله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}
قال الإمام ابن خزيمة: ((فأثبت الله لنفسه وجها وصفه بالجلال والإكرام وحكم لوجه بالبقاء ونفي الهلاك عنه فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة والعراق والشام ومضر مذهبنا أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا ونصدق بذلك بقلوبنا من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين)).ص22.
ثم اسمعوا ياذوي الحجا ما تقول الجهمية من أهل الخلف
يقول إبراهيم البيجوري في رسالته [رسالة التوحيد] من ضمن مجموع مهمات المتون ص26: ((ويجب في حقه تعالى المخالفة للحوادث ومعناه أنه تعالى ليس مماثلا فليس له يد ولا عين ولا أذن ولا غير ذلك من صفات الحوادث)). إنتهى.
قارن أيها القارئ بين هذاالكلام وكلام الجعد بن درهم تجد التوافق بينهما!!.