تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنا بإمكاني أن أقول للقارئ هذا سم وهذا عسل، لكن عند دس السم في العسل ماذا عساني أقول! أعسل مسموم أم سم معسول؟

فهذا الكتاب شر من كتب الشيعة لخفاء أمره وتستر مؤلفه بمرويات السنة!

ثم منذ متى أصبح للإمامية علم للأسانيد ومرويات يحتجون بها؟

بل هل سمعت يوما معمما في أحد الحسينيات يستدل بمروية مسندة إلى أحد كتبهم (طبعا إلا عند مناظرة أهل السنة تراهم يتحولون إلى علماء حديث! وعند مريدهم يعودون إلى زئبق الإخبارية الذي فطموا عليه في الحوزات)

بل أسانيدهم التي ذكرها الأخ منصور مسندة إلى جعفر الصادق (على افتراض صحة السند إليه ويستبعد ذلك)، هل هو حجة في الدين؟

أردت في هذا المقال المقتضب أن أطرح ملاحظات عشر على كتاب الأخ منصور عبدالحكيم - هداه الله – حتى تكون مثالا لما يطرحه الكتاب من أفكار ومعتقدات مبنية على أسس باطلة، وعليه نقيس بقية الكتب التي كتبت في الموضوع إلا ما رحم ربي، حتى غدت الكتابة في مثل هذه المواضيع صرعة للعبث في أشراط الساعة:

أولا: الجهل بأساسيات علم مصطلح الحديث:

قال الأخ منصور في ص12:

"وغالبية أهل العلم والحديث والفقه الإسلامي أخذوا بحديث الآحاد إذا ثبت صحته برواية الثقات ووجب العلم اليقيني به مثل الحديث المتواتر! "

بغض النظر على القول الصواب هنا، لكن هذا نقل مغلوط، أين هذه الغالبية من أهل العلم والحديث والفقه الإسلامي التي قالت أن حديث الآحاد يفيد العلم اليقيني كالمتواتر!

فقد اختلف العلماء من الأصوليين وعلماء مصطلح الحديث فيه على ثلاثة أقوال:

1 - أن الحديث الصحيح يفيد العلم ولو لم يكن له إلا طريق واحد وهو قول ابن حزم و وأحمد شاكر وغيره

2 - أنه يفيد الظن مطلقًا، وإلى هذا ذهب بعض الأصوليين والفقهاء والمحدثين منهم النووي وابن عبدالبر

3 - أنه يفيد الظن، وقد يفيد العلم النظري بالقرائن وهو اختيار ابن الصلاح في المقدمة وابن كثير واختيار غيره من العلماء

ثانيا:عند ضعف السند الواضح لا يتطرق إلا إلى ذكر المصدر ولا يعلق على صحة السند إلا نادرا وربما على استحياء في حاشية الكتاب، وإذا كان الحديث في مسلم تراه يصيح بأعلى صوته "هذا حديث صحيح"

والسبب في ذلك فيما يبدو أن الأخ منصور يقوم بوضع الفكرة أولا .... ثم ينقب في المرويات حتى يدعم فكرته، فلذلك عندما يقع على حديث قد يشير إشارة بعيدة إلى مراده وفكرته التي ينتصر لها، فإنه يذكر الحديث ويتغاضى عن صحته أو ضعفه! وحري لمن تصدى لأحاديث علامات الساعة أن ينقل ما صح سنده بالرجوع إلى أئمة هذا الشأن ولا أظن ذلك بالصعب المستصعب في مثل هذه الأيام!

ثالثا:اعتماد المؤلف على ما توصل إليه من نتائج مسلمة يقينية على كتاب "الفتن" لنعيم بن حماد شيخ البخاري

مع أن العلماء قد تكلموا في كتاب "الفتن" وانتقدوه كثيرا، بل إن هنالك من شكك في نسبة هذا الكتاب لمؤلفه! يقول الدكتور عبدالعليم البستوي - الذي قضى سنوات طويلة من عمره وهو يضع مرويات المهدي في ميزان الجرح والتعديل- في شأن كتاب "الفتن" المذكور:"لقد بحثت كثيرا في مرويات هذا الباب فوجدت أن أغلب الأحاديث التي تفرد بها ضعيفة بمن هو فوقه ... ثم بين – أي مسلمة بن قاسم- أن جميع الروايات التي تفرد بها الكتاب لا تصلح لأن يحتج بها وإنما تصلح للاعتبار! "

فكيف يريد الأخ منصور أن يحتج لما يذهب إليه بمرويات ... لا تصلح للاحتجاج لضعف إسنادها؟ بل وتلبس على القارئ العامي الذي لا يميز الخبيث من الطيب ولا الغث من السمين؟

أليس هذا اعتداء غير مقبول على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

وهل تؤخذ العقائد من مثل هذه الأخبار الواهية!

رابعا: البتر المخل لكلام العلماء

مثال: ص84 ذكر حديث علي رضي الله عنه مرفوعا:

"يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته " ثم أورد شرح صاحب عون المعبود للحديث حتى يؤيد فكرته قسرا: "من وراء النهر أي مما وراءه من البلدان كبخارى وسمرقند ونحوهما" انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير