أخي الكريم أول تعقيبك يخالف آخره.
إذ أنك ذكرت أن العلم الحديث يوافق ما يقرره الأشاعرة من تجدد العرض في كل آن، وأن ما قالوه (العرض لا يبقى زمانين) قول صحيح.
بينما في آخر التعقيب مخالفة لأوله وهو: أن ما توصل إليه العلم الحديث هو عند أهل الكلام مجرد ظنون وألاعيب.
أما عن ما ذكرته من توصل العلم الحديث فهو شيء لا أعرفه وأتمنى أن أعرف حقيقته.
ـ[عبدالعزيز المطوع]ــــــــ[11 - 02 - 09, 01:26 م]ـ
الاخوة الكرام
سابدا من تساؤلاتكم عن راى اهل السنة هل السنة يقولون الله سبحانه خلق الأشياء وجعل لها طبائع ومنها أعراضها.
هنا سؤال لابد من اعادة المسالة الى اصلها ما الذى املى على اهل السنة والجماعة راى معين فى هذه المسالة لابد ان ثمة قضية مثارة وهذه القضية بدورها يقف خلفها دافع او قل اصل معين لدى فرقة من الفرق الزمها هذا الاصل براى معين.
فمسالة التوحيد لدى ااشاعرة هو من املى عليهم توحيد الخلق وسلب الاشياء طبيعتها واى خواص ذاتية فيها واى حدث يعرض لها حتى وصلوا الى مفهوم الجَعْل بحيث لا تاثير للمسبِّبات فى مسبَّباتها فانكروا العلاقة العليّة والسبيية بين الاشياء والظواهر وقالوا بان هناك علاقة جعلية تحكمية من الله بحيث تكون عملية احراق النار للقطن عملية مجعولة من الله ويمكن ان يجعل الله علاقة احراق بين الثلج والقطن وهذا قد عرضهم لهجوم من قبل خصومهم فى القديم والحديث واتهموا بانهم ضد العلم وضد حقائق الواقع.
ونجد نفس هذه الاملاءات والالزامات فى مسالة سلب الجواهر والعراج وجودها الذى يمتد لزمنين متعاقبين فالمسالة ليست نتيجة املاءات يفرضها الواقع بل هى املاءات وتداعيات يفرضها الزام انفسهم باصل وهو ان الاحداث عندما تستقل وتمتد لزمنين يجعل لها وجودا مستقلا عن قدرة الله وخلقه وارادته وهذا يجرح مبدأ التوحيد.
لا حظو ايها الاخوة بان المسالة هى توالد افكار من بعضها وليست علم تمليه حقيقة وجودية يمكن حسها او دركها بوسائل الحس عبر آثارها المحسوسة المعاينة كما فى الالكترون الغارق فى غيوب الصغر المتناهى الا ان اثاره ومؤثراته التى تشى عنه وتكشف صفاته محسوسة.
فحتى لو صح راى الاشاعرة وتوافق مع العلم فهو محض ظنون فالعبرة بالمنهج لذا لا ناقض بين اقوالى اخى الكريم الحائلى.
مذهب اهل السنة والجماعة وهو مذهب منتزع من نصوص الوحى ومن طبيعة الادلة التى يرتكز ويراهن عليها القران فى اثبات وجود الله وصفاته بل وفى اثبات نفسه لمعجزة.
وهذا المنهج قوامه نمو الاحتمال الذى تسهم فى تنميته تواطؤ الاحتمالات على وجود الله وصفاته والهية القرآن وضمور الاحتمالات المعارضة وهذا الضمور يصل الى حد التلاشى بعد استمرار تواطؤ الادلة وتزاحم الاحتملات على حكم معين فنصل لليقين.
فراى الاشاعرة بل وحتى شيخ الاسلام ابن تيمية نفسه فى قضية قدم العالم كلها من املاءات اصول او الزامات عقلية صرفة.
والحمد لله ان اهل السنة والجماعة كما راينا لدى شيخ الاسلام فى مسالة العقول العشرة منسجمة مع هذا المنطق العام الذى هو نهاية الفلسفة بعناها السلبى الوهمى الذى يرتهن بالعاب عقلية صرفة لا علاقة لها بالواقع.
فانا لزلت اقول بانالمادة فى مستواها العمق فى تغير مستمر ولا وجود لعرض وجوهر اذ ان هذين المفهومين اقرب الى التحف الأدبية وكل ما بنى عليها من تراث يجب اعتباره مشابه للاعتقاد السائد بان الارض مركز الكون لان فضاء ذلك العصر منسجم من الحس الظاهرى بثبات الارض وكل ما حولها يدور الى ان حان وقت الانخلاع من هذا الوهم على يد كوبرنكوس فتفتحت آفاق جديدة لمعرفة اولا واقع المنظومة الشمسية ثم تم تفسير الكثير من الظواهر دون تناقضات ومنغصات عقلية كظاهرة المد والجزر واليل والنها ... الخ
الا كوبرنكوس ذاته احتار فى حركة الارض لانه تنقصه بعض المعلومات فى سقوط الاجسام فى زمنين متعاقبين فى نفس المكان وهذا لا ينسجم مع حركة الارض لانه لم يكتشف الجابية بمعناها الشامل.
بل وجدنا منظر المنهج التجريبى بيكون يقف موقفا مضادا للاكتشافات العلمية ويزيفها
كل ذلك بسبب الارتهان لالزامات وافكار خاطئة.
وتراث الفلسفة وعلم الكلام يغص بذلك اكرر بان الفلسفة وعلم الكلام لا ينبت ويزدهر الا من شقوق الجهل الانسانى
ارجوا ان اكون قد اوضحت اكثر
اخوكم ابو يوسف الملا