النقاش ليس على بولس ولا على زكريا ومتولِّي؛ النقاش على العقاد فقط. وهو ليس مسؤولاً عما يقوله هؤلاء القوم، ولا ينبغي الخلط في مثل هذه الأمور.
أنت وجدت في كلامه ما كاد يحملك على القول بأنه نصراني!
وأنا لم أجد في كلامه ما يسوِّغ لك ذلك. وغاية ما في الأمر عندي: أنه جعل الأناجيل بمنزلة الروايات التاريخية (والرسائل أيضاً - إكراماً لك!)، كما هي حال المفسرين قديماً وحديثاً.
وأنت لا بأس عندك أن تقول:
وكان المسيح ـ عليه السلام ـ، وكل الأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ يتكلمون عن اليوم الآخر بكثيرٍ من التفاصيل، ويجعلون النجاة فيه بالأعمال، وهذا صريحٌ في كتابهم الذي بين أيديهم، فمما ينسبونه للمسيح ـ عليه السلام ـ؛ في الرؤيا الإصحاح العشرين: " 12 .... وَدِينَ الأَمْوَاتُ مِمَّا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَسْفَارِ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ "، وفي رؤيا يوحنا اللاهوتي الإصحاح الثاني والعشرين: 12 «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ.، وفي يوحنا [5: 28، 29] 28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا، فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ.
لاحظ كالذي عندنا: قبورٌ ونشورٌ، وصحفٌ للأعمال ينظر ما فيها ثم يكون الجزاء على حسبه، وفي أماكن أخرى يتكلم المسيح عن لذَّات ينالها عند الله .. خمرٍ في الجنان يشربه عند الرحمن. في (مرقص: 24: 25) 25 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ».
ولكن لا يجوز للعقاد عندك أن يستشهد بنفس هذه الأناجيل والأسفار على حوادث التاريخ.
واعتراضك عليَّ بالفداء هو اعتراض لفظي، لأن افتداء الخطايا بابن الإله هو نفسه تأليه الابن! وأنت نفسك تقول (كي يتم الفداء لا بد أن يموت الله). فإن أصررتَ - لأجل الاعتراض عليَّ - على أنهما عقيدتان منفصلتان فلا بأس! والخلاف على أي حال لفظي شكلي! وجوهر الموضوع - حفظك الله - أن العقاد لم يقل بعقيدة التأليه ولا بعقيدة الفداء، ولم يزعم أن رب العالمين افتدى خطيئة البشر لا بابنه ولا بغير ابنه، وأنت تقول بأن كلامه أشبه بكلام النصارى.
وقد لاحظ الإخوان أن كلامك مختلط بكلام العقاد، كقولك مثلاً (وعباسُ العقَّاد يجعلهم سواء)، من غير إيراد نصّ التسوية وما هي الأمور التي حكم فيها العقاد بالتسوية.
وفي كلامك أشياء أخرى لا أرى الاشتغال بالإشارة إليها الآن.
فإن رأيت - بارك الله فيك - أن تختار ثلاث فقرات من كلام العقاد، هي الأظهر عندك في الدلالة على دعواك، وتنقلها بحروفها من غير تعديل ولا اختصار، ثم تعلِّق عليها بما تشاء، ليظهر لي وللقراء الكرام إن كانت التهمة صحيحة.
مع تحياتي لك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[04 - 03 - 09, 05:09 م]ـ
أخي الفاضل:
النقاش ليس على بولس ولا على زكريا ومتولِّي؛ النقاش على العقاد فقط. وهو ليس مسؤولاً عما يقوله هؤلاء القوم، ولا ينبغي الخلط في مثل هذه الأمور.
!.
أين الخلط؟!!
الخلط عندك أنت أخي.
أستحضرت بطرس في سياق الحديث عن العقاد، وفيما يخص العقاد فقط، كون الكلام على العقاد، فأين الخلط؟
ركز أخي من فضلك.
وغاية ما في الأمر عندي: أنه جعل الأناجيل بمنزلة الروايات التاريخية (والرسائل أيضاً - إكراماً لك!)، كما هي حال المفسرين قديماً وحديثاً.
لم أجد هذا عند العقاد!!
هذا قولك أنت أخي.
أخرجه لي من كلام العقاد.
وقد لاحظ الإخوان أن كلامك مختلط بكلام العقاد، كقولك مثلاً (وعباسُ العقَّاد يجعلهم سواء)، من غير إيراد نصّ التسوية وما هي الأمور التي حكم فيها العقاد بالتسوية.
وفي كلامك أشياء أخرى لا أرى الاشتغال بالإشارة إليها الآن.
لم أخطل كلامي بكلام العقاد، أو أن القارئ لا يعرف معنى الأقواس، ومعنى الشرح من الاقتباس.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 03 - 09, 08:17 م]ـ
الأخ الفاضل:
أنت تجاهد أعداء الدين بقلمك، فلا أرى لنفسي أن أفتح جبهة عليك، وحسبي أنني أوضحت ظلمك للعقاد منهجياً وموضوعياً (كما أراه)، وأزيد على ما قلتُه أن عملك هذا لا يخدم عملك الآخر.
إلا أن تختار أنت الحوار، فعليك أن تورد كلام العقاد بحروفه كما طلبتُ منك.
مع تحياتي لك.
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:38 ص]ـ
الأخ الفاضل:
أنت تجاهد أعداء الدين بقلمك، فلا أرى لنفسي أن أفتح جبهة عليك، وحسبي أنني أوضحت ظلمك للعقاد منهجياً وموضوعياً (كما أراه)، وأزيد على ما قلتُه أن.
أحمد لك هذا.
والحمد لله الذي سملنا منك وسلمك منا، وحفظ لنا وقتنا.
جزاك الله خيرا.
والباقي كأني لم أقرأه.