تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإذا تبين بطلان هذا من الناحية اللفظية والمعنوية تعين أن يكون ظاهر الكلام هو القول الثاني أن السفينة تجري وعين الله ترعاها وتكلؤها وكذلك تربية موسى تكون على عين الله يرعاه ويكلؤه بها وهذا معنى قول بعض السلف: " بمرأى مني " (2) فإن الله تعالى إذا كان يكلؤه بعينه لزم من ذلك أن يراه ولازم المعنى الصحيح جزء منه كما هو معلوم من دلالة اللفظ حيث تكون بالمطابقة والتضمن والالتزام (3) 0

لفظة (بائن) وان لم ترد في الكتاب والسنة ولم تكن معروفة في عهد الصحابة إلا أنه لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان اقتضى ضرورة البيان أن يتلفظ الأئمة الأعلام بلفظ (بائن) دون أن ينكره أحد منهم.

وممن نص على ذلك عبدالله بن أبي جعفر الرازي، وعالم الرى هشام واسحاق بن راهويه عالم خراسان وذكره عن ابن المبارك وغير هؤلاء ممن ذكرهم الذهبي في مختصر العلو ونقله الألباني في مقدمته ص18 وانظر أيضاً التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي (2/ 286).

وقد نص على ذلك الطبري (13/ 94)، والبغوي (4/ 260)، والثعالبي (3/ 265)، وابن كثير (6/ 41) ونسب هذا المعنى إلى الجمهور الإمام ابن عطية في تفسيره (14/ 151) وجرى على هذا القول أيضاً: ابن الجوزي (9/ 93)، الرازي (29/ 36)، و النسفي (3/ 404 (، والسمين (6/ 227)، والبيضاوي مع محي الدين شيخ زادة (4/ 421)، والشهاب (9/ 31)، والجمل (7/ 345)، والشوكاني (5/ 175)، والشربيني (4/ 146) والآلوسى (27/ 83) 0

وإثبات العين من كون أن الله يحفظه بعينه من دلالة التلازم وقد سبق معناه.

ملاحظة:

يثبت المعطلة لازم المعنى وينفون الصفة مثاله: ينفي الأشعرية صفة الرحمة ويثبتون لازمها وهو الإنعام وينفون صفة المحبة والغضب ويثبتون لازمها وهو الإحسان، و الانتقام فإثبات المعطل لازم الصفة لا يكفي بل لابد أن يثبت الصفة 0

=…فإذا كان من يقول (بمرأى مني) ينفي صفة العين كما نقلنا عن الذي جرى على هذا القول مع ان واقعهم لا يثبتون صفة العين من تفسيراتهم الأخرى فإن هذا من قبيل من ينفى الرحمة ويثبت الإحسان.

نستفيد من ذلك أن الذي يفسر آية باللازم لا يعني أنه معطل للصفة فلا يقال لمن فسر الرحمة بالإحسان أنه معطل حتى نعلم هل هو يثبت صفة الرحمة أم لا وهكذا في بقية الصفات.

ـ[ابوعبيده المنصورى]ــــــــ[30 - 03 - 09, 12:53 ص]ـ

وإثبات العين من كون أن الله يحفظه بعينه من دلالة التلازم

نستفيد من ذلك أن الذي يفسر آية باللازم لا يعني أنه معطل للصفة فلا يقال لمن فسر الرحمة بالإحسان أنه معطل حتى نعلم هل هو يثبت صفة الرحمة أم لا وهكذا في بقية الصفات جزاك الله خيرا ياعبدالله

ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:22 ص]ـ

وجزاك والإخوان جميعا.

ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[30 - 03 - 09, 11:28 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

هل يجوز تفسير صفة الهرولة بما فسره الشيخ رحمه الله، فإني سمعت أن الأمر في اثبات صفة الهرولة لله عز وجل فيه اختلاف،

وبارك الله فيكم

ـ[أحمد فاروق محمد حسن]ــــــــ[31 - 03 - 09, 12:48 ص]ـ

ذكر شيخنا عبد الله الغنيمان حفظه الله تعالى في شرحه للفتوى الحموية أن نسبة صفة الهرولة إلى الله لا تصح وأن من أثبت هذه الصفة فقد أخطأ وقال إنما المراد التقرب وقال ويدل على ذلك باقي الحديث "من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا ....... " فإن العبد لا يتقرب شبرًا ولا ذراعًا حقيقيًا

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 03 - 09, 08:22 ص]ـ

ذكر شيخنا عبد الله الغنيمان حفظه الله تعالى في شرحه للفتوى الحموية أن نسبة صفة الهرولة إلى الله لا تصح وأن من أثبت هذه الصفة فقد أخطأ وقال إنما المراد التقرب وقال ويدل على ذلك باقي الحديث "من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا ....... " فإن العبد لا يتقرب شبرًا ولا ذراعًا حقيقيًا

هذه صفة أثبتها السلف، وقد بوب العلامة أبو إسماعيل الهروي في كتابه (الأربعون في دلائل التوحيد) وهو من علماء القرن الخامس الهجري: باب الهرولة لله عزوجل، وذكر تحته هذا الحديث.

والإجماع السكوتي قائم على إثبات هذه الصفة كما يليق بالله عزوجل.

ولا يعرف أحد من السلف نفاها عن الله تعالى.

وقد أثبت هذه الصفة من علمائنا الكبار العلامة الألباني، والعلامة ابن باز، والعلامة ابن عثيمين.

وللعلامة العثيمين رد جميل ماتع على بعض المشايخ ممن لا يثبتها.

والله أعلم.

ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[31 - 03 - 09, 02:41 م]ـ

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي علي الفضلي تفضل الله عليك برحمته وكرمه اللهم امين:

لماذا لا نقول أن النصوص في صفات الله سبحانه وتعالى إذا جاءت مقترنة بوجود العبد فيها فنفسرها بما يكتسبه العبد من هذه الصفة ومن الامثلة على ذلك مثالنا هذا (تجري باعيننا) وا يضا (ولتصنع على عيني) و حديث النبي صلى الله عليه وسلم (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ..... ) ومنها هذه الصفه الهرولة إذ هي مقترنة بالعبد (من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا ومن تقرب إلي ذراعًا ....... ) فنفسرها بما يكتسبه العبد من هذه الصفة وهي تقرب الله للعبد بالاحسان والثواب والتوبة وغيرها، لأن وصف الله سبحانه وتعالى بها اما يكون ممتنعا لفظا او معنويا او ممتنعا لإقتران العبد بهذه الصفة.

أخي بارك الله فيك أنا لا أتأول الصفة ولكن هذا ما فهمته من كلام بعض أهل العلم، فإن كن من خطأ فأسأل الله أن يردني إلى الصواب والحق اللهم آمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير