تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سادسا: ويأتي الكاتب بعدُ -فيما سوّد به مقاله- بباخعة لا تحتمل؛ فإن الحكم السابق بأن الطقوس (ليست أمورا عقدية على الإطلاق ... ) قد تجاوز شركيات عباد القبور ليشمل طقوس الكنائس! ولأجل هذا فقد وصف التائه الذي يحكي حاله -ولست أدري هل يقصد نفسه أو غيره! - بأنه (انصهر مع هؤلاء [يريد عباد القبور] كما انصهر مع غيرهم من أهل المساجد والكنائس ومواقع الطقوس شرقا وغربا في هذا العالم، ووجد أن كل تلك الطقوس ليست أمورا عقدية على الإطلاق؛ وإنما هي تعبير حسي عن الأمل والصلة بالبعيد غير المنظور، وبحث عن الصفاء والنقاء والنجاة) هكذا يتمدح الكاتب بانصهاره -هو أو من يحكي حاله- في طقوس الكنائس وغيرها، وهي كلمات تُشتم منها الدعوة إلى وحدة الأديان!

فماذا أبقى من توحيده وإيمانه؟

شتان بين موقف الكاتب من الطقوس الكفرية وبين موقف خليل الرحمن وقدوة الحنفاء إبراهيم عليه السلام حينما قال لقومه في شأن طقوس من طقوسهم -شبيهة بالطقوس التي يفخر الكاتب بالانصهار فيها-: (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ، قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ، قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).

لقد بلغت الجرأة بالكاتب أن يمدح عبادات النصارى الذين كفرهم الله ورسوله عليه الصلاة والسلام؛ فهي -عنده- ليست أمورا عقدية، وإنما هي بحث عن الصفاء والنقاء والنجاة!

وهكذا يُقرَّر الضلال المبين وينشر على رؤوس الأشهاد؛ فالإجماع المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن كل ما سوى الإسلام من عقيدة أو عبادة أو طقوس فباطل.

وهذا نبي الهدى عليه الصلاة والسلام يحكم على طقوس أرباب الكنائس بخلاف حكم الكاتب؛ فأي الحكمين أولى بالصواب؟ ففي الصحيحين أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة -للنصارى- رأينها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) هذه طقوس النصارى، وهذا حكم رسول الله عليه الصلاة والسلام فيها، وذاك حكم الكاتب، وكل نفس بما كسبت رهينة.

هذا بعض ما حواه مقال الكاتب، وقد تجاوزتُ طوام أخرى رغبة في الاختصار، ولو شئت أن أسوق الشواهد على ما سبق من كلام الراسخين في العلم من المتقدمين أو من المتأخرين أو من علماء الجزائر الأثبات لفعلت، ولكن مساحة الكتابة تقصر عن ذلك.

وقد تبين من العرض السابق أن هذا المقال ما هو إلا دعوة إلى الشرك، وتزيينٌ له في النفوس، ونقضٌ لعروة الإسلام الوثقى؛ فعلى من بسط الله يده بالسلطان أن يستتيب الكاتب من هذا الضلال المبين، وأن يأخذوا على أيدي السفهاء فلا يعبثوا بأصول الشرع وأحكامه، وعلى الكاتب أن يتوب إلى الله مما خطته يده، ويعلن البراءة مما تضمنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وكتبه: د. صالح بن عبد العزيز بن عثمان سندي

عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 05 - 10, 01:21 ص]ـ

بارك الله في الناقل والمنقول عنه

وعسى والدكم الكريم طيب وبخير ... أسأل الله أن يعافيه

ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[31 - 05 - 10, 12:00 ص]ـ

بارك االله فيكم اخي الكريم على نقل المقال

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير