تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

....... وأما الأحاديث التي رواها ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "رأيت ربي" فقد ذكر القاضي-هو أبويعلى الحنبلى- ذلك لما ذكر تلك الأحاديث وأما ما إحتج به من أن النبي صلى الله عليه وسلم أثبت رؤيته تلك الليلة فإنه لم يعتمد في ذلك إلا على الحديث الذي ذكر هذا كله في الكلام عليه وهو الحديث الذي سنذكره ـ إن شاء الله ـ مما رواه الخلال " عن أبي ثعلبة عن أبي عبيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما كانت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لاأدري قال فوضع يده حتى وجدت برد أنامله بين كتفى ـ فذكر كلمة ذهبت عني ـ قال: ثم قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ وذكر الخبر"

قال القاضي: إعلم أن الكلام في هذا الخبر فيه فصولٍ:

أحدها: في إثبات ليلة الإسراء وصحتها

والثاني: في إثبات رؤيته لله تعالى تلك الليلة

والثالث: في وضع الكف بين كتفيه

والرابع: في إطلاق تسمية الصورة عليه

والخامس: قوله:" لا أدري، لما سأله: فيم يختصم الملأ الأعلى"

قلت (القائل ابن تيمية:

الإسراء وإن كان حقاً ورؤية محمد صلى الله عليه وسلم قد جاءت بها آثارٌ ثابته وهذا الحديث قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه بالمدينة في المنام ولكن هذا الحديث بهذا اللفظ المذكور في ليلة الإسراء من الموضوعات المكذوبات كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى0

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل:" لما كانت ليلة أسري بي رأيت ربي في أحسن صورة، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى" وإنما ذكر أن ربه أتاه في المنام –تأمل! -وقال له هذا ووضع يده بين كتفيه بالمدينة في منامه-ركز00! -ولهذا لم يحتج أحد من علماء الحديث بهذا-اى على 0رؤيا العين- بل رووه للإحتجاج ولم يثبته أحد في الأحاديث المعروفة عند اهل العلم بالحديث كما بيناه-انتهى- ونريد التركيز على الجملة الاتية: حيث يواصل ابن تيمية كلامه قائلا:0 -

فتبين أن القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة إلا قول ابن عباس وآية النجم،- تأمل انه يرد على القاضى! ثم يواصل قائلا: وقول ابن عباس قد جمعنا ألفاظه، فابلغ مايقال لمن يثبت رؤية العين:-يعنى ابن تيمية ليس منهم-: أن ابن عباس أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه-هذه الوجوه من 1:5 - كلها نقلها ابن تيمية وهى تعبر عن وجهة نظر المخالفين 0هكذا:

أحدهما: أن يقال هذا المفهوم من مطلق الرؤية0

والثاني: لأن عائشة قالت: "من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية " وتأولت قوله تعالى:" لاتدركه الأبصار" وقوله: " وما كان لبشر أن يكلمه الله ىإلا وحياً" وذلك إنما ينفي رؤية العين فعلم أنها فهمت من قول من قال: إن محمداً رأى ربه رؤية العين0

الثالث: أن في حديث عكرمة: أليس يقول الرب تعالى: "لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" فقال: لا أم لك، ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لايدركه شيء- ثم يقول: ومعلوم أن هذه الآية إنما يعارض بها من يثبت رؤية العين؛ -يعنى من ادلة المثبتين لرؤيا العين احتجاجهم باستدلال عائشة على ابن عباس باية- لاتدركه الابصار-بما معناه ان ابن عباس كان يرى ثبوت رؤيا العين- ثم يواصل ابن تيمية نقل وجهة نظر المخالفين0 قائلا: ولأن الجواب بقول: ذاك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لايدركه شيء يقتضي أن الإدراك يحصل في غير هذه الحال وأن ما أخبر به من رؤيته هو من هذا الإدراك الذي هو رؤية البصر وأن البصر أدركه لكن لم يدركه في نوره الذي هو نوره اذا تجلى فيه لم يدركه شيء0

وفي هذا الخبر من رواية ابن أبي داود" أنه سئل ابن عباس: هل رأى محمد ربه؟

قال: نعم

قال: وكيف رآه؟

قال: في صورة شاب دونه ستر من لؤلؤ كأن قدميه في خضرة،

فقلت: أنا لابن عباس: أليس في قوله:" لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير"

قال: لاأم لك،

ذلك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لايدركه شيء"

وهذا يدل على أنه رآه، وأخبر أنه رآه في صورة شاب دونه ستر ‘ وقدميه في خضرة، وأن هذه الرؤية هي المعارضة بالآية، والمجاب عنها بما تقدم

فيقتضي أنها رؤية عين كما في الحديث –الصحيح المرفوع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير