ـ[أبو هيثم المكي]ــــــــ[11 - 06 - 10, 11:51 م]ـ
الشريط الثاني والثالث
بداية الجامعات:
تعتبر الجامعة أداة من أدوات نشر الأفكار، ولقد قال أحد شعراء الهند (إن فرعون لو علم أثر الجامعات لما قتل بني إسرائيل ولفتح لهم جامعات). وأما الحديث عن بداية فكرة الجامعات فلقد أخذ الغربيين مفهوم الجامعات أساسا من الجامعات الإسلامية المنتشرة في المساجد، وإنما عزلوه عن الكنائس وجعلوا له أماكن مستقلة. بدأت الجامعات الغربية في القرن الثاني عشر الميلادي ومن أشهر هذه الجامعات جامعة بادوا في إيطاليا وكانت أهم أعمالها: ترجمة العلوم العربية الإسلامية إلى اللغات الغربية حتى أصبحت هذه الجامع معقل التحولات الحديثة الغربية، وكان يقال عنها: موطن الفكر الرشدي نسبة إلى الفقيه: ابن رشد الأندلسي. الذي اشتهر بترجمة ودراسة كتب أرسطو. وقد هيمن هذا التيار (الرشدي) على الغربيين ما يقارب 3 قرون.
أهمية الموضوع:
تكمن أهمية الموضوع في النقاط التالية:
1 - بسبب تأثير هذه التيارات على الواقع الإسلامي اليوم.
2 - الوعي: بسبب ظروف الانفتاح التي حصلت مع التقدم العلمي التكنولوجي. والوعي يركز على أمرين:
·التحديات: فأي أمر يشكل تحدي للأمة فلابد من الوعي بها.
·المخاطر.
3 - لمنافسة الواضحة البارزة بين العلم والفكر.
كيف ندرس التيارات الفكرية؟
وإجاباتنا هنا متعلقة بمن يدرس هذا الموضوع على سبيل الثقافة لا التخصص، فلمن كانت هذه حاله فأوصيه بثلاثة أمور:
1.تكوين خارطة فكرية لهذه التيارات، مثل خرائط المالواقع. أنت تعرف الأماكن على الورقة قبل أن تعرفها على الواقع.
2.تكوين معرفة جيدة بالأفكار الأكثر انتشارا في مجتمعنا. وعلى سبيل المثال: الليبرالية، النسوية: أي تيارات تحرير المرأة بدارسها وتياراتها، العولمة، الديمقراطية، الخصخصة.
3.المعرفة المتخصصة بما له صلة بمجالك العلمي. فمن تخصص بالفقه في المعاملات الإسلامية لابد أن يكون واعيا بالفكر الاقتصادي المعاصر. ومن تخصص في اللغة العربية، في مجال الأدب. فلابد أن يتخصص في المدارس الأدبية الحديثة. وهكذا.
مباحث الفكر:
تتكون المباحث الفكرية من ثلاثة مباحث أساسية:
1 - الوجود: فإذا كان المبحث يتحدث عن الوجود الإلهي فيسمى الفكر الإلهي، وإن كان ما سوى الله تعالى في الوجود فيمسى: الانطولوجيا.
2 - نظرية المعرفة (الإبستومولوجيا): تتحدث عن حدود المعرفة ماذا نستطيع أن نعرف؟ وكيف نعرف؟ وما مصادر المعرفة؟ وما مدى موثوقيتها؟ ومناهج المعرفة؟.
3 - القيم (الإكسلوجيا): وهو من أوسع المباحث وأكبرها حجما، ويتحدثون فيها عن ثلاثة قيم أساسية هي:
·الحق: ويظهر فيها علم المنطق، والعقائد، والعلوم الرياضية.
·الخير: وتظهر فيها المبادئ الأخلاقية والسياسية.
·الجمال: وهم من يهتمون بالآداب والفنون وكل ما يرجع إلى العاطفة.
مراحل هذه العلوم:
أول ما عرف مكتوبا مع فلاسفة اليونان، وقد اشتهر فيها تقسيم أرسطو للعلوم وهي كالتالي: قسم الميتافيزيقيا (ما بعد الوجود) والقسم الثاني المعرفة، والقسم الثالث (الفلسفة) ويدخل فيها الطب والفيزياء وغيرها. وقد علّق شيخ الاسلام بن تيمية على علومهم فقال: إما علوم الإلهيات فليس عندهم شيء يذكر وغالبه ضلال، والصحيح فيه قليل جدا و معقد ولا يكاد يفهم. وأما العلوم الدنيوية فهو موطن اشتهارهم وإبداعهم وقد أتوا فيه بأشياء صحيحة ومعتبرة ويقبله جميع الناس.
ثم فلاسفة الإسلام كالكندي والفارابي وابن سينا، ثم تأصيلها إسلاميا على يد: ابن عبد البر الذي أعاد ترتيب هذه العلوم ترتيبا إسلاميا في القرن الرابع الهجري من خلال كتابه الشهير جامع بيان العلم وفضله، ثم جاء الغزالي وأعاد تقسيمها تقسيما بديعا لا إشكال فيه سوى أنه جعل علم المنطق أول هذه العلوم. حتى جاء ابن خلدون وأعاد التقسيم مرة أخرى في مقدمته وقد تكلم عن العلوم الحكمية التي تتعلق بعالم الأفكار، والعلوم النقلية الشرعية التي هي من إبداع هذه الأمة غالبا.
جذور الفكر الغربي الحديث (تاريخ الأفكار):
الكتابات التي تؤرخ للأفكار عادة ما تبدأ بالشرق (الصين – الهند – مصر) ومن الملاحظ في هذه الكتابات:
¥