تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- أبو بكر ابن العربي المالكي (ت. 543 هـ) عند شرحه لحديثٍ في الصفات في سنن الترمذي، قال: (ومذهب مالك رحمه الله أن كل حديث منها معلوم المعنى، ولذلك قال للذي سأله: "الاستواء معلوم، والكيفية مجهولة".) (4)

- أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني (ت. 535 هـ) قال: (قال أهل السنة: الإيمان بقوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} واجب، والخوض فيه بالتأويل بدعة .... ومدح الراسخين في العلم بأنهم يؤمنون بمثل هذه الآيات، ولا يخوضون في علم كيفيتها، ولهذا قال مالك بن أنس رحمه الله عليه حين سُئل عن قوله: {الرحمن على العرش استوى} قال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.) (5)

- ابن قدامة المقدسي الحنبلي (ت. 620 هـ) قال: (وقولهم: "الكيف غير معقول" لأنه لم يَرِد به توقيف، ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف.) (6)

- أبو عبد الله القرطبي المالكي (ت. 671 هـ) قال: (ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقةً. وخَصَّ العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تُعلم حقيقته. قال مالك رحمه الله: الاستواء معلوم - يعني في اللغة – والكيف مجهول، والسؤال عن هذا بدعة) (7)

- الذهبي (ت. 748 هـ) قال: (وصح أيضًا عن مالك أنه قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.) (8)

وقال: (هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك، وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الإستواء لا نعقلها، بل نجهلها.) (9)

- قال الشاطبي المالكي (ت. 790 هـ): (ومثل رده بالعلم جوابه لمن سأله في قوله: "الرحمن على العرش استوى" كيف استوى؟ فقال له: الاستواء معلوم والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة. وأراك صاحب بدعة. ثُم أمر بإخراج السائل.) (10)

ويُمكن أن يُقال بأن قوله: "الكيف غير معقول" يتضمن أيضا معنى: لا تبلغه عقولنا ولا يصل إليه إدراكنا، فقد ورد أثرٌ صحيح عن أحد أئمة السلف بأنه بلغه أن غلامًا يصِف (يُكيّف) ويشبه صفات الله عز وجل، فبيّن له بالحجة العقلية أننا نعجز عن إدراك كيفية صفة المخلوق، فمن باب أولى أن نعجز عن إدراك كيفية صفات الخالق عز وجل.

قال عبد الرحمن بن مهدي (ت. 198 هـ) لفتى من ولد جعفر بن سليمان: «مكانك»، فقعد حتى تفرق الناس. ثم قال ابن مهدي: «تعرف ما في هذه الكورة من الأهواء والاختلاف وكل ذلك يجري مني على بال رضي إلا أمرُك وما بلغني. فإن الأمر لا يزال هينا ما لم يصر إليكم، يعني السلطان، فإذا صار إليكم جل وعظم.» فقال (الغلام): يا أبا سعيد وما ذاك؟

قال: «بلغني أنك تتكلم في الرب تبارك وتعالى وتصفه وتشبهه.» فقال الغلام: نعم. فأخذ يتكلم في الصفة.

فقال: «رُويدك يا بُني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق، فإذا عجزنا عن المخلوقات فنحن عن الخالق اعجز واعجز. أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن الشيباني قال: سمعت زرًا قال: قال عبد الله في قوله: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}

قال: رأى جبريل له ستمائة جناح؟

قال: نعم. فعرف الحديث. فقال عبد الرحمن: «صِف لي خلقًا من خلق الله له ستمائة جناح.» فبقي الغلام ينظر إليه.

فقال: «يا بُني فإني أُهون عليك المسألة واضع عنك خمس مائة وسبعة وتسعين، صِف لي خلقا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح الثالث منه موضعًا غير الموضعين اللذين ركبهما الله حتى أعلم.»

فقال (الغلام): يا أبا سعيد (أي ابن مهدي)، نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز، فأشهدك إني قد رجعت عن ذلك واستغفر الله. (11)

أما القول بأن معناها (يستحيل) أو (لا يصح عقلا)، فإنه مُناقض لما جاء عن السلف الصالح في مسألة الكيفية، بأننا نجهل كيفية صفاته وليس أنه ليس لصفات الله كيف.

مِن أقوال السلف وأئمة السنة في مسألة الكيف:

- قال عبد العزيز بن عبد الله الماجشون (ت. 164 هـ): «إنما أمروا بالنظر والتفكر فيا خلق، وإنما يقال: كيفَ؟ لمن لم يكن مرة، ثم كان، أما من لا يحول ولم يزل، وليس له مثل، فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو.» (12)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير