ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 07 - 04, 11:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وقال الشيخ المعلمي رحمه الله في رسالة (الاستبصار في نقد الأخبار) ص 38 - 39
فصل ـ 8
ما تقرر في الشرع أنه كبيرة إذا وقع من الإنسان فلتة، كمن أغضبه إنسان فترادا الكلام حتى قذفه على وجه الشتم ففي الحكم بفسقه نظر لأن مثل هذا لا يوجب سوء ظن الناس بالمشتوم، فإن سامع مثل هذا قد يفهم منه الشتم فقط، لا أن الشاتم يثبت نسبة الفاحشة إلى المشتوم.
والذي يدفع الإشكال من أصله أن يتوب ويستغفر، فعلى فرض أنها كبيرة فقد تاب منها، وقد تقرر في الشرع أن التوبة تجب ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعلى هذا يحمل ما روي عن أبي داود الطيالسي عن شعبة أنه ذكر أبا الزبير: محمد بن مسلم بن تدرس وسماعه منه قال: " فبينا أنا جالس عنده إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فرد عليه، فافترى عليه فقلت له: يا أبا الزبير تفتري على رجل مسلم؟! قال: إنه أغضبني، قلت: ومن يغضبك تفتري عليه؟! لا رويت عنك شيئاً " ذكر هذا في ترجمة أبي الزبير في التهذيب، لكن قال في ترجمة محمد بن الزبير التميمي: " وأسند ابن عدي من طريق أبي داود الطيالسي قلت لشعبة: مالك لا تحدث عن محمد بن الزبير؟ فقال: مر به رجل فافترى عليه، فقلت له، فقال: إنه غاظني ".
واتفاق القصة لكل من الرجلين: محمد بن الزبير، ومحمد بن مسلم بن الزبير ليس بممتنع، لكن تقارب الاسمين يقرب احتمال الخطأ، والله أعلم.
وفي ترجمة أبي حصين: عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي في التهذيب: " وقال وكيع: ك ان أبو حصين يقول: أنا أقرأ من الأعمش، فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه: اهمز الحوت، فهمزه، فلما كان من الغد قرأ أبو حصين قرأ في الفجر نون فهمز الحوت، فقال له الأعمش لما فرغ: أبا حصين كسرت ظهر الحوت فقذفه أبو حصين، فحلف الأعمش ليحدنه، فكلمه فيه بنوا أسد فأبى، فقال خمسون منهم فغضب الأعمش وحلف أن لا يساكنهم وتحول عنهم ".
أقول: هذه الرواية منقطعة؛ لأن أبا حصين توفي قبل مولد وكيع أو بعده بقليل على اختلاف الروايات في ذلك.
فإن صحت فهمز الحوت معناه أن يقال: " حؤت" بهمزة بدل الواو، وهي لغة قد قرأ ابن كثير (بالسؤق و الأعناق) قالوا: " وكان أبو حية العميري يهمز كل واو ساكنة قبلها ضمة"روح المعاني (7/ 354).
فكأن أبا حصين ظن أن مراد الأعمش بقراءة " الحؤت" مهموز إظهار أنه يعرف مالا يعرف غيره فقرأ بها أبو حصين إعلاماً بأنه يعرفها.
فأما القذف فلم يرد به أبو حصين ا لإثبات، وإنما هو شتم جرّ إليه الغضب، ولم يلتفت أحد من أئمة الحديث والفقه إلى هذه القصة، بل احتجوا بأبي حصين، وأطالوا الثناء عليه.
ـ[الفضيل]ــــــــ[16 - 07 - 04, 11:59 ص]ـ
لعل هذه الأقوال أن تنفعك والله أعلم
=====================
- وقال: قلت كان ما بينهما فاسدا وما زال الأقران ينال بعضهم من بعض ومكحول ورجاء إمامان فلا يلتفت إلى قول أحد منهما في الآخر.
(السير4\ 558).
- قلت: كلام الأقران يطوى ولا يروى فإن ذكر تأمله المحدث فإن وجد له متابعا وإلا أعرض عنه.
(السير5\ 275 - 276).
- وقال: وقال جرير عن مغيرة ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش.
قلت: لا يسمع قول الأقران بعضهم في بعض وحديث أبي إسحاق محتج به في دواوين الإسلام ويقع لنا من عواليه.
(السير5\ 399).
- وقال: قلت لسنا ندعي في أئمة الجرح والتعديل العصمة من الغلط النادر ولا من الكلام بنفس حاد فيمن بينهم وبينه شحناء وإحنة وقد علم أن كثيرا من كلام الأقران بعضهم في بعض مهدر لا عبرة به ولا سيما إذا وثق الرجل جماعة يلوح على قولهم الإنصاف وهذان الرجلان كل منهما قد نال من صاحبه لكن أثر كلام مالك في محمد بعض اللين ولم يؤثر كلام محمد فيه ولا ذرة وارتفع مالك وصار كالنجم فله ارتفاع بحسبه ولا سيما في السير وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه فإنه يعد منكرا هذا الذي عندي في حاله والله أعلم.
(السير7\ 40 - 41).
- وقال: قال أحمد بن حنبل بلغ بن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعان بالخيار فقال يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال أحمد هو أورع وأقول بالحق من مالك.
قلت: لو كان ورعا كما ينبغي لما قال هذا الكلام القبيح في حق إمام عظيم فمالك إنما لم يعمل بظاهر الحديث لأنه رآه منسوخا وقبل عمل به وحمل قوله حتى يتفرقا على التلفظ بالإيجاب والقبول فمالك في هذا الحديث وفي كل حديث له أجر ولا بد فإن أصاب ازداد أجرا آخر وإنما يرى السيف على من أخطأ في اجتهاده الحرورية وبكل حال فكلام الأقران بعضهم في بعض لا يعول على كثير منه فلا نقصت جلالة مالك بقول ابن أبي ذئب فيه ولا ضعف العلماء ابن أبي ذئب بمقالته هذه بل هما عالما المدينة في زمانهما رضي الله عنهما ولم يسندها الإمام أحمد فلعلها لم تصح.
(السير7\ 142 - 143).
- وقال: ودعاء أشهب على الشافعي من باب كلام المتعاصرين بعضهم في بعض لا يعبأ به بل يترحم على هذا وعلى هذا ويستغفر لهما وهو باب واسع أوله موت عمر وآخره رأيناه عيانا وكان يقال لعمر قفل الفتنة.
(السير9\ 503)