تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حول ابن سينا]

ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[21 - 07 - 04, 04:15 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد

فقد أثار إخواني منذ فترة، قضية إنحرافات الفلاسفة، وقد جمعت بعض المعلومات عن هذا الموضوع، ولكني للأسف نسيت موضع الرابط لأضيف عليه هذه المشاركة، فأفردتها بموضوع جديد، وبالمناسبة، فقد أسلت ردا للأخ الدرعمي حفظه الله، ردا على تعقيبه الكريم علي في موضوع التحسين والتقبيح، ولكنه لم يفعل، رغم إضافة الرد، فبقي آخر تعقيب بإسم الأخ الدرعمي بتاريخ 30/ 5، فأرجوا منه الإطلاع عليه، وفي إنتظار رده الكريم، والله الموفق

إنحرافات ابن سينا:

عرف ابن سينا، بأنه من الفلاسفة، الذين عنوا بتهذيب آراء الفلاسفة، وحاولوا تقريبها إلى الأديان، فوقع في عدة إنحرافات، في كتابه الإشارات، من أبرزها:

¨ قوله بقدم العالم، وإنكار المعاد الجثماني، وقد تحمل هذا القول الباطل عن شيخه الفارابي، قبحه الله، الذي قال بالمعاد الروحاني لا الجثماني، ويخص بالمعاد الأرواح العالمة لا الجاهلة.

¨ قوله، تبعا للفلاسفة، بأن كلام الله عز وجل فيض فاض منه على نفس زكية شريفة فأوجب لها ذلك الفيض تصورات وتصديقات بحسب ما قبلته منه، فتتصور الملائكة تخاطبها وتسمع خطابهم، وهو عندهم كلام الله ولاحقيقة له وإنما ذلك من القوة الخيالية الوهمية.

¨ قوله في القدر، الذي يتفق مع قول الجبرية، وقد علق ابن القيم رحمه الله، على مذهبه هذا بقوله: ولهذا قال شيخ الملحدين ابن سينا في إشاراته: العارف لا ينكر منكرا لإستبصاره بسر الله تعالى في القدر، وهذا كلام منسلخ من الملل ومتابعة الرسل. اهـ، ولا شك أن هذا القول الباطل يؤدي في النهاية إلى الإباحية، وإنكار التكاليف الشرعية، وهذا ما وقع فيه الجبرية، والمرجئة الإباحية، كما هو معلوم.

¨ إنحرافه الشديد، في مسألة الشفاعة، حيث يزعم، كما نقل شيخ الإسلام في رسالة "التوسل"، أن المؤثر في حوادث العالم هو قوى النفس أو الحركات الفلكية أو القوى الطبيعية، فيقول هو، ومن شاكله من الفلاسفة: إن الإنسان إذا أحب رجلا صالحا قد مات لا سيما إن زار قبره فإنه يحصل لروحه إتصال بروح ذلك الميت فيما يفيض على تلك الروح المفارقة من العقل الفعال عندهم أو النفس الفلكية، يفيض على هذه الروح الزائرة المستشفعة من غير أن يعلم الله بشيء من ذلك، بل وقد لا تعلم الروح المستشفع بها بذلك، ومثلوا ذلك بالشمس إذا قابلها مرآة فإنه يفيض على المرآة من شعاع الشمس، ثم إذا قابل المرآة مرآة أخرى فاض عليها من تلك المرآة، وإن قابل تلك المرآة حائط أو ماء فاض عليه من شعاع تلك المرآة.

¨ إنحرافه، كبقية الفلاسفة، في مسألة علم الخالق عز وجل، حيث قالوا بأن الله لا يعلم الجزئيات، وإنما يعلم الكليات، وهم مع ذلك لا يقرون بأن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ولا يقرون بأنه يسمع أصوات عباده، ويجيب دعاؤهم.

¨ زعمه، كما نقل ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في "الرد على المنطقيين"، بأن العبادات التي أمرت بها الرسل مقصودها إصلاح أخلاق النفس لتستعد للعلم الذي زعم، هو وغيره من الفلاسفة، أنه كمال النفس، فيجعلون العبادات وسيلة محضة إلى ما يدعونه من العلم، ولهذا يرون ذلك (أي العبادة)، ساقطا عمن حصل المقصود، كما تفعل الملاحدة الإسماعيلية، ومن دخل في الإلحاد أو بعضه، وانتسب إلى الصوفية، أو المتكلمين، أو الشيعة، أو غيرهم، وهذا بطبيعة الحال، مخالف لمذهب أهل السنة، الذين يرون العبادة غاية، لا وسيلة، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

¨ وقد ألحد الفلاسفة، في أسماء الله عز وجل، فسموه بما لم يسم به نفسه كقولهم: علة فاعلة، وألحدوا في صفات الله عز وجل فنفوها، ولم يثبتوا إلا الوجود المطلق، وفرعوا على ذلك تفريعات باطلة، كالعقل الكلي والنفس الكلية، وما أشبه ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير