تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الداعية والقصص الواهية - قصة صنم بوانة وما حدث فيه للنبي صلى الله عليه وسلم]

ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[29 - 07 - 04, 09:02 ص]ـ

مجلة التوحيد المصرية - السلفية

قصة صنم بوانة وما حدث فيه للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

إعداد - علي حشيش

نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الوعاظ والخطباء والقصاص.

وقبل الشروع في سرد القصة الواهية لهذا العدد، نحب أن نشير إلى أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان محفوظًا في صغره بحفظ الله تعالى محميًا مصونًا عن القبائح وأخلاق الجاهلية، وقد وردت الأحاديث الصحاح بذلك، وسنوردها في نهاية المقال ففيها كفاية عما يسوقه القصاص والوعاظ من القصص الواهية، كالقصة التي بين أيدينا وهي:

أولاً: متن القصة:

رُوي عن ابن عباس قال: حدثتني أم أيمن قالت: كان ببوانة صنم تحضره قريش تعظمه، تنسك له النسائك، ويحلقون رؤوسهم عنده، ويعكفون عنده يومًا إلى الليل، وذلك يومًا في السنة، وكان أبو طالب يحضره مع قومه، وكان يكلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يحضر ذلك العيد مع قومه فيأبى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك، حتى رأيت أبا طالب غضب عليه، ورأيت عماته غضبن عليه يومئذ أشد الغضب، وجعلن يقلن: إنا لنخاف عليك فما تصنع من اجتناب آلهتنا، وجعلن يقلن: ما تريد يا محمد أن تحضر لقومك عيدًا ولا تكثِّر لهم جمعًا، قالت: فلم يزالوا به حتى ذهب فغاب عنهم ما شاء الله، ثم رجع إلينا مرعوبًا فزعًا، فقالت له عمّاته: ما دهاك؟ قال: إني أخشى أن يكون بي لمم، فقلن: ما كان الله ليبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك؟ فما الذي رأيت: قال: إني كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل أبيض طويل يصيح بي وراءك يا محمد لا تمسه، قالت: فما عاد لعيد لهم حتى تنبأ". اه.

ثانيًا: التخريج:

الحديث الذي جاءت به هذه القصة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1 - 75)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص58) من طريق أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس، عن عكرمة عن ابن عباس به". اه.

ثالثًا: التحقيق:

القصة: موضوعة، فهي واهية باطلة، وإلى القارئ الكريم بيان ما بها من علل:

الأولى: حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس:

1 - أورده الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (4 - 469 - 1297)، وذكر الذين روى عنهم ومنهم: عكرمة مولى ابن عباس، ثم ذكر الذين رووا عنه، ومنهم: أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.

2 - أورده الإمام النسائي في "الضعفاء والمجروحين" رقم (145) وقال: "متروك الحديث". اه.

وهذا المصطلح له معناه عند الإمام النسائي، يبيّن ذلك الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة" (ص69) حيث قال: "مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه". اه.

3 - وأورده الإمام البخاري في كتابه "التاريخ الكبير" (2 - 388 - 2872) وقال: "حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي عن كريب وعكرمة، قال عليّ: تركت حديثه". اه.

كذلك قال في كتابه "الضعفاء الصغير" برقم (78).

4 - وأورده ابن عدي في كتابه "الكامل" (2 - 349) (111 - 480)، وأخرج قول علي بن المديني بأنه ترك حديثه وأخرج أيضًا قول النسائي: "متروك الحديث".

5 - وأورده الإمام العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1 - 245 - 293)، وأخرج أيضًا قول الإمام علي بن المديني شيخ البخاري، ثم ختم الترجمة قائلاً: "وله غير حديث لا يتابع عليه من حديث ابن عباس". اه.

6 - وقال ابن حبان في "المجروحين" (1 - 242): "يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل". اه.

7 - ونقل الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (2 - 296) عن البخاري قوله: "يقال أنه كان يتهم بالزندقة". اه.

8 - وما نقله الحافظ ابن حجر نقله أيضًا الإمام الذهبي في "الميزان" (1 - 537 - 2012).

العلة الثانية:

أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.

1 - أورده الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (21 - 75 - 3834) قال: أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري السبري المدني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير