تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: لقد ذكرت الترجمة كاملة حتى أقف على حقيقة الراوي لأن الإمام أبا نعيم أورده في "الدلائل" (ص58) بالكنية والنسب فقط، حيث قال: حدثنا عمرو بن محمد بن جعفر، قال: حدثنا إبراهيم بن علي قال: حدثنا النضر بن سلمة، قال: حدثنا عبد الجبار بن سعيد أبو معاوية المساحقي، عن أبي بكر العامري، عن حسين بن عبد الله به.

في الوقت الذي أورده ابن سعد في "الطبقات" (1 - 75) بالكنية دون النسب العامري حيث لم يصل باسم الراوي إليه حيث قال: أخبرنا محمد ابن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس به.

قلت: ثم ذكر الذين روى عنهم ومنهم: حسين ابن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، ثم ذكر الذين رووا عنه ومنهم: محمد بن عمر الواقدي". اه.

وإلى القارئ الكريم أقوال علماء الجرح والتعديل فيه بعد هذا التثبت:

2 - قال الإمام ابن حبان في كتابه "المجروحين" (3 - 147): "أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة السبري من أهل المدينة، كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل كتابة حديثه ولا الاحتجاج به بحال، كان أحمد بن حنبل يكذبه". اه.

3 - قال النسائي في كتابه "الضعفاء والمتروكين" رقم (666): "أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة: متروك الحديث".

4 - أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (4 - 305 - 10024) وقال: "روى عبد الله وصالح ابنا أحمد عن أبيهما قال: كان يضع الحديث". ثم نقل عن ابن معين قوله: "ليس حديثه بشيء".

5 - أورده الإمام الحافظ ابن عدي في كتابه "الكامل" (7 - 295) (12 - 2200) حيث أخرج بسنده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: "ليس بشيء كان يضع الحديث ويكذب".

وقال ابن عدي: حدثنا الجنيدي قال: حدثنا البخاري قال: أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة المدني: منكر الحديث". اه.

وهذا المصطلح بالنسبة للإمام البخاري له معناه، حيث قال الإمام السيوطي في "التدريب" (1 - 349): "البخاري يطلق: فيه نظر وسكتوا عن: فيمن تركوا حديثه، ويطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه". اه.

ثم ختم ابن عدي الترجمة قائلاً:

"ولأبي بكر بن أبي سبرة غير ما ذكرت من الحديث وعامة ما يرويه غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث". اه.

العلة الثالثة:

محمد بن عمر الواقدي: وهو الراوي لهذه القصة عن أبي بكر بن أبي سبرة عند ابن سعد كما بينا آنفًا.

1 - أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (3 - 662 - 7993).

ونقل عن الإمام أحمد بن حنبل قوله: "هو كذاب يقلب الأحاديث".

ونقل عن الإمام ابن معين قوله: "ليس بشيء".

ونقل عن الإمام ابن راهويه قوله: "هو عندي ممن يضع الحديث".

ثم ختم ترجمته بقوله: "واستقر الإجماع على وهن الواقدي". اه.

2 - وقال الإمام البخاري في "الضعفاء الصغير" رقم (334): "متروك الحديث".

3 - وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8 - 20): "سألت أبي عن محمد بن عمر الواقدي فقال: متروك الحديث". اه.

العلة الرابعة:

عبد الجبار بن سعيد أبو معاوية المساحقي:

وهو الراوي لهذه القصة عن أبي بكر بن سبرة عند أبي نعيم كما بينا آنفًا.

أورده الإمام العقيلي في الضعفاء الكبير (3 - 86 - 1056) وقال: "عبد الجبار بن سعيد المساحقي مديني في حديثه مناكير وما لا يتابع عليه".

وأقره على ذلك الإمام الذهبي في "الميزان" (2 - 533 - 4740)، والحافظ ابن حجر في "اللسان" (3 - 474) (555 - 4906).

قلت: يتبين من هذا التحقيق ما في سند القصة من الوضاعين والكذابين والمتروكين والذي به تصبح هذه القصة واهية موضوعة.

البدائل الصحيحة

ومن البدائل الصحيحة التي تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان مصونا عما يستقبح قبل البعثة وبعدها بما فيه غنى عن مثل هذه القصص الواهية. ما أخرجه البخاري في صحيحه ح (364)، (1582)، ح (3829) ومسلم في صحيحه ح (340)، وأحمد في مسنده (3 - 380)، ح (15110) والبيهقي في السنن (2 - 227) من حديث جابر بن عبد الله قال: لما بُنيتْ الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة، ففعل فخرَّ إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء ثم قام فقال: إزاري إزاري فشد عليه إزاره". وهذا اللفظ متفق عليه عند مسلم والبخاري ح (1582) وزاد البخاري في ح (364)، فما رأي بعد ذلك عريانا صلى الله عليه وسلم قال النووي في شرح مسلم: "وفي هذا الحديث بيان بعض ما أكرم الله سبحانه وتعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه كان مصونا محميًا في صغره عن القبائح وأخلاق الجاهلية.

والله من وراء القصد.

http://www.altawhed.com/Detail.asp?InSectionID=1333&InNewsItemID=143696

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير