تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:27 ص]ـ

قال الإمام أبو سليمان الخطابي في العزلة ص55:

حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم: فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم من يعدو عدو الذئب، ومنهم من ينبح نباح الكلب، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها! وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه!

قال أبو سليمان [الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية، واستنبط منها هذه الحكمة، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره، وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة، والصورة، وعدما من جهة النطق، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع، والأخلاق، وإذا كان الأمر كذلك؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع! فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث} [(176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [(5) سورة الجمعة]، وقال عز وجل {أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} [(179) سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] (1) قامت عليهم الحجة، فلم يذعنوا لها، ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس!


في المطبوع: حتى.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:28 ص]ـ
قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15: قال أخبرنا ابن الأعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كُرْبُزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير، والحجاج محاصره، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه، وسمع مؤذن الحجاج انطلق، فصلى معه.
فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير، ومع الحجاج؟
فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم. اهـ
ما أجمل رده رضي الله عنه، وليتأمله من تركت صلاة الاستسقاء مع الجماعة .. !

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
قال أبو بكرالمروذي: لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة، وأعوانهم صحيح؟
قال: نعم.
قال السجان: فأنا من أعون الظلمة؟
قال أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:29 ص]ـ
في كتاب الورع لأبي بكر المَرُّوذِي ص184:
ذكرتُ لأبي عبد الله [أحمد بن حنبل] رجلا.
فقال: في نفسي شغل عن ذكر الناس.
وذُكِر له رجل.
فقال: ما أعلم إلا خيرا.
قيل له: قولك فيه خلاف قوله فيك!
فتبسم، وقال: ما أعلم إلا خيرا هو أعلم، وما يقول، تريد أن أقول ما لا أعلم؟!
وقال: رحم الله سالما [بن عبد الله بن عمر] زحمت راحلته راحلة رجل، فقال الرجل: لسالم أراك شيخ سوء!
قال: ما أبعدت.
عن سفيان عن سليمان عن أبي رزين قال: جاء رجل إلى فضيل بن بزوان، فقال: إن فلانا يقع فيك.
فقال: لأغيظن من أَمَرَه: يغفر الله لي وله.
قيل له: من أَمَرَه؟ قال: الشيطان.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 01 - 06, 12:30 ص]ـ
- في كتاب نسب قريش (1) لمصعب الزبيري ص637:
وكان مسلم بن عقبة، بعد ما أوقع بأهل المدينة يوم الحرة في إمرة يزيد بن معاوية، وأنهبها
ثلاثاً، أتي بقوم من أهل المدينة؛ فكان أول من قدم إليه محمد بن أبي جهم؛ فقال له: تبايع أمير المؤمنين يزيد على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء، استرقك!
قال محمد: بل، أبايع على أني ابن عم كريم حر، فقال: اضربوا عنقه؛ فقتل، ثم قدم إليه يزيد بن عبد الله بن زمعة؛ فقال له مثل ذلك؛ فأجابه مثل جواب محمد فقدمه، فقتله؛ ثم قدم إليه سعيد بن المسيب؛ فقال له: بايع أمير المؤمنين على أنك عبد قن! فإن شاء أعتقك، وإن شاء استرقك!
قال سعيد: لا أبايع عبداً ولا حراً
فقال مسلم: مجنون اخنقاه ـ للذين أتيا به ـ فخنقاه حتى تفل في أيديهما؛ فظنا أنه قد مات؛ فأرسلاه، فسقط، ثم أفاق، فقال: لا والله لا والله، فتقدم إليه مروان بن الحكم، وعمرو بن عثمان، فشهدا أنه مجنون.
فقال: قد ظننت ذلك، أرسلاه فانصرف راجعاً إلى المدينة؛ فلحقه مروان وعمرو بن
عثمان، فقالا: الحمد لله الذي سلمك يا أبا محمد، فقال: اذهبا إليكما عني، أتشهدان بالزور وأنا أسمع، وتنفسان على الشهادة؟! والله لا أكلمكما أبداً!.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير