[من يدلنى على سند هذا الأثر]
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[20 - 10 - 04, 10:54 م]ـ
من يدلني على سند هذا الأثر:
قال عطاء عن ابن عباس " لما أسرى به صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى بعث الله له آدم وجميع المرسلين من ولده، فأذن جبريل ثم أقم فقال: يا محمد تقدم فصل بهم فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة قال له جبريل عليه السلام واسأل يا محمد من أرسلنا من قبلك من رسلنا الآية، فقال صلى الله عليه وسلم لا أسأل لأني لست شاكا فيه " (سورة الزخرف الآية: 45) تفسير الرازي
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[21 - 10 - 04, 09:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أقف على النص الذي ذكرته, وإنما الذي ورد عن ابن عباس رضى الله عنه فيما أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة في قوله تعالى:" فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " قال: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل " اهـ
وكذلك أخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة مرسلا في قوله تعالى:" فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا أشك ولا أسأل " اهـ ورروا عن سعيد بن جبير مثله مرسلا.
وسنده ضعيف لكنه ورد بطرق تقويه.
وقال القاضي عياض في الشفا:" إن قلت: فما معنى قوله: "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤ ون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين" فاحذر ـ ثبت الله قلبك ـ أن يخطر ببالك ما ذكره بعض المفسرين، عن ابن عباس أو غيره ـ من إثبات شك النبي صلى الله عليه و سلم فيما أوحي إليه، و أنه من البشر، فمثل هذا لا يجوز عليه جملةً، بل قد قال ابن عباس و غيره: لم يشك النبي صلى الله عليه و سلم، و لم يسأل. و نحوه عن ابن جبير، و الحسن. و حكى قتادة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ما أشك و لا أسأل، و عامة المفسرين على هذا "اهـ
أما معنى الآية فقد ذكر العلماء في تفسيرها وجوها:
- أن هذا خطاب العين والمراد به الغير ومثله قوله تعالى:" يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين" فالخطاب له والمراد أمته لأنه صلى الله عليه وسلم كان تقيًا وحاشاه من طاعة الكفار وإنما المراد بالخطاب التعريض بالكفار , وكذلك قوله تعالى: "لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين" وقوله تعالى:"فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء" ذكره السيوطي في الاتقان.
- أن معناه إن كنت في شك من ذكرك يا محمد عندهم في كتبهم فاسألهم, كما أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:أي: "سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم " اهـ , وهو ليس من باب الشك العقدي وإنما من جنس التأكد وإكبار أمر القوم كيف أنهم يعرفونه ولا يؤمنون به, وهو من جنس سؤال موسى ربه الرؤية وسؤال ابراهيم ربه كيف يحيي الموتى, رغم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ما طلب وإنما هو من الله تعالى زيادة في التثبيت وتأكيد الأمر عليه.
- أن الشك منتف ابتداء عن الرسول صلى الله عليه وسلم بدليل تكملة الآية:" لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين" قال ابن عثيمين رحمه الله في أصول التفسير:"ولا يلزم من قوله تعالى: {فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} أن يكون الامتراء واقعا من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأن النهي عن الشيء قد يوجه إلى من لم يقع منه"اهـ
- أن هذا الخطاب هو ليس للرسول وإنما للمكذِّب به, فهو أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بسؤالهم , وذكر القرطبي:"أي قل يا محمد للكافر فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك " أي يا عابد الوثن إن كنت في شك من القرآن فأسأل من أسلم من اليهود، يعني عبدالله بن سلام وأمثاله, في السورة نفسها ما دل على هذا التأويل قوله: "قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين"
- أن الشك هو ضيق الصدر من كفرهم, أي إن ضاق صدرك بكفر هؤلاء فاصبر، واسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك يخبروك صبر الأنبياء من قبلك على أذى قومهم وكيف عاقبة أمرهم. والشك في اللغة أصله الضيق, قاله القرطبي.
والله أعلم