تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة الإمام المجتهد محمد بن علي الشوكاني رحمه الله تعالى]

ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 10 - 04, 11:57 م]ـ

التعريف بالإمام الشوكاني

المولود: 1173 ـ 1760م.

المتوفى: 1250 ـ 1834م.

هو: أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، الشوكاني (1).

وقد أوصل الشوكاني نسبه إلى سيدنا آدم ـ عليه السلام ـ عند ترجمته لوالده ـ رحمه اللّه تعالى ـ في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (2).

* مولده:

ولد ـ رحمه اللّه تعالى ـ يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجه سنة 1173 هجريه في بلدة " هجرة شوكان " (3).

قال الإمام الشوكاني ـ عند الكلام على ترجمة والده:

" ونسبة صاحب الترجمة إلى شوكان ليست حقيقية؛ لأن وطنه ووطن سلفه وقرابته هو مكان عدني ـ أي جنوبي ـ " شوكان " بينه وبينها جبل كبير مستطيل يقال له: " هجرة شوكان " فمن هذه الحيثيه كان إنتساب أهله إلى " شوكان " (4).

* نشأته وطلبه للعلم:

نشأ ـ رحمه اللّه تعالى ـ بصنعاء اليمن، وتربى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينيه طاهرة، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب " الأزهار " للإمام "المهدي " في فقه الزيديه، ومختصر الفرائض للعُصيفيري و الملحه للحريري، والكافيه والشافيه لابن الحاجب، وغير ذلك من المتون التي اعتاد حفظها طلاب العلم في القرون المتأخرة.

وكان ـ رحمه اللّه تعالى ـ كثير الإشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لايزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم.

ومما ساعد الإمام الشوكاني على طلب العلم والنبوغ المبكر: وجوده وتربيته في بيت العلم والفضل، فإن والده ـ رحمه اللّه تعالى ـ كان من العلماء المبرزين في ذلك العصر، كما أن أكثر أهل هذه القريه كانوا ـ كذلك ـمن أهل العلم والفضل.

* قال الشيخ " الشوكاني " عن والده وأهل قريته:

" ... وهذه الهجرة معمورة بأهل الفضل والصلاح والدين من قديم الزمان، لايخلو وجود عالم منهم في كل زمن، ولكنه يكون تارة في بعض البطون، وتارة في بطن أخرى، ولهم عند سلف الأئمة جلالة عظيمة،وفيهم رؤساء كبار، ناصروا الأئمة، ولاسيما في حروب الأتراك، فإن لهم في ذلك اليد البيضاء، وكان فيهم إذ ذاك علماء و فضلاء، يعرفون في سائر البلاد الخولانيه بالقضاة " (5).

وهكذا استطاع " الشوكاني " أن يستفيد من علماء عصره، وما أكثرهم، فأخذ يطلب العلم بجميع فنونه: فقرأ " شرح الأزهار " على والده، و " شرح الناظري " على " مختصر العصيفيري ".

كما قرأ " التهذيب " للعلامة التفتازاني، و " التلخيص " في علوم البلاغة للقزويني، والغاية لابن الإمام، و " مختصر المنتهى " لابن الحاجب في أصول الفقه، و " منظومة الجرزي " في القراءات و "منظومة " الجزار في العروض، و " آداب البحث والمناظرة " للإمام العضد، وما إلى ذلك من سائر العلوم النقلية والعقلية.

وظل هكذا ينتقل بين العلماء، يتلقَّى عليهم، ويستفيد منهم، حتى صار إماماً يشار إليه بالبنان، وراسا يرحل إليه، فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن والهند، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من الناس (6).

وقد تأثر الإمام الشوكاني بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله:

منهم من بلده اليمن، وأشهرهم: العلامة محمد بن إبراهيم الوزير، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير (ت 1182ه)، والعلانة الحسن بن مهدي المقبلي (ت 1108ه)، والحسين أحمد الجلال (ت 804 ه).

ومنهم من غير بلده ولم يكونوا في عصره، وعلى رأسهم: إمام الدنيا ابن حزم الأندلسي (ت 456ه)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 ه).

* صفاته الخلقية والخُلقية:

لم تذكر كتب التاريخ والتراجم عن صفاته " الخلقية " سوى أنه كان متوسط الطول، كبير الرأس، عريض الجبهة، بادي الصحة، موفور العافية.

أما صفاته " الخُلقية " فكثيرة ومشهورة، حتى ألف في مناقبه وفضائله الكثيرون من تلاميذه، منهم:

1 ـ السيد العلامة إبراهيم بن عبداللّه الحوثي.

2 ـ العلامة محمد بن محمد الديلمي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير