تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

14 - حَدَّثَنَاه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفاً قَالَ: قَالَ لِي عِمْرَان بْنُ حُصَيْنٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِ مُعَاذٍ.

15 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّىَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ:

بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفّيَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنّي كُنْتُ مُحَدِّثَكَ بِأَحَادِيثَ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهَا بَعْدِي فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَنِّي، وَإِنْ مُتُّ فَحَدِّثْ بِهَا إِنْ شِئْتَ، إِنَّهُ قَدْ سُلِّمَ عَلَيَّ، وَاعْلَمْ أَنَّ نَبِيّ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ جَمَعَ بَيْنَ حَجٍ وَعُمْرَةٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ فِيهَا كِتَابُ اللّهِ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا نَبِيُّ اللّه -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

قَالَ رَجُلٌ: فِيهَا بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ.

وهذه الروايات كلها متفقة، على أن مراد عمران أن التمتع بالعمرة إلى الحج جائز وكذلك القران.

وفيه: التصريح بإنكاره على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- منع التمتع، وقد سبق تأويل فعل عمر أنه لم يرد إبطال التمتع بل ترجيح الإفراد عليه.

قوله: (وَقَدْ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ حَتَّىَ اكْتَوَيْتُ فَتُرِكْتُ، ثُمَّ تَرَكْتُ الْكَيَّ فَعَادَ) فقوله: (يُسَلَّمُ عَلَيَّ) هو بفتح اللام المشددة، وقوله: (فَتُرِكْتُ) هو بضم التاء أي: انقطع السلام علي، ثم تركت بفتح التاء أي: تركت الكي فعاد السلام علي.

ومعنى الحديث: أن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- كانت به بواسير فكان يصبر على المهمات وكانت الملائكة تسلم عليه فاكتوّى فانقطع سلامهم عليه، ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه.

قوله: (بَعَثَ إِلَيَّ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفّيَ فِيهِ، فَقَالَ: إِنّي كُنْتُ مُحَدِّثَكَ بِأَحَادِيثَ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهَا بَعْدِي فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَنِّي، وَإِنْ مُتُّ فَحَدِّثْ بِهَا إِنْ شِئْتَ، إِنَّهُ قَدْ سُلِّمَ عَلَيَّ، وَاعْلَمْ أَنَّ نَبِيّ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ جَمَعَ بَيْنَ حَجٍ وَعُمْرَةٍ).

أما قوله: (فَإِنْ عِشْتُ فَاكْتُمْ عَنِّي) فأراد به الإخبار بالسلام عليه لأنه كره أن يشاع عنه ذلك في حياته لما فيه من التعرض للفتنة بخلاف ما بعد الموت.

(ج/ص: 8/ 207)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير