قال الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذات مرة وهو جالس مع الصحابة وينظرون إلى الشمس وهي تغرب حينها، قال المصطفى عليه الصلاة والسلام للصحابة: أتعلمون أين تذهب هذه الشمس، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال إنها تذهب الى تحت العرش وتسجد لله وتطلب منه جل جلاله الإذن بالشروق مرة ثاينة من الشرق، فيؤذن لها حتى تأتي لوقت لا يؤذن لها وتشرق من الغرب.
؟
ماذا تفهم من تفسير محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي يعتبر العالم الأعظم الذي أنتجه العالم , أليس هو أن الشمس تسجد تحت عرش الله عز وجل في الليل؟ كيف تذهب للسجود في الليل والعلماء يلحظونها في كل ثانية بمراصدهم الفلكية! هل هذا الجواب من محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجب ان نعتبره حقيقة علمية؟ "
فللتوضيح كي لا يظن احد ان مكتشف كروية الارض جليلو بل انها معروفة عند المسلمين ومتفق عليها وتوضيح معنى البسط الوارد في القران
الكلام عن كروية الارض وعن حركة النجوم والكواكب
كما اوجه اخواني على معرفة ان كروية الارض والنجوم والكواكب والافلاك معروفة من كتب العلماء
والشرح سيتم لحديث والشمس تجري لمستقر لها وبيان ما فيه من فوائد ان شاء الله
الكلام عن كروية الارض
قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
وقال الامام ابو الحسين
أحمد بن جعفر بن المنادي من اعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار
والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من اصحاب
احمد لا خلاف بين العلماء ان السماء على مثال الكرة وانها تدور
بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين
احدهما فى ناحية الشمال والآخر فى ناحية الجنوب قال ويدل على
ذلك ان الكواكب جميعها تدور من المشرق تقع قليلا على ترتيب واحد
فى حركاتها ومقادير أجزائها الى ان تتوسط السماء ثم تنحدرعلى ذلك
الترتيب كأنها ثابتة فى كرة تديرها جميعها دورا واحدا قال وكذلك أجمعوا
على ان الارض بجميع حركاتها من البر والبحر مثل الكرة قال ويدل
عليه ان الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع
من في نواحي الارض فى وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب قال
فكرة الارض مثبتة فى وسط كرة السماء كالنقطة فى الدائرة يدل على ذلك
ان جرم كل كوكب يرى فى جميع نواحى السماء على قدر واحد فيدل ذلك
على بعد ما بين السماء والارض من جميع الجهات بقدر واحد فاضطرار ان تكون الارض وسط السماء وقد يظن
بعض
الناس أن ما جاءت به الآثار النبوية من ان العرش سقف الجنة وان
الله على عرشه مع ما دلت عليه من ان الافلاك مستديرة متناقض او مقتض
ان يكون الله تحت بعض خلقه كما احتج بعض الجهمية على انكار
ان يكون الله فوق العرش باستدارة الافلاك وان ذلك مستلزم كون الرب
اسفل وهذا من غلطهم فى تصور الامر ومن علم ان الافلاك مستديرة
وان المحيط الذى هو السقف هو اعلى عليين وان المركز الذي هو
باطن ذلك وجوفه وهو قعر الارض هو سجين واسفل سافلين علم من مقابلة
الله بين اعلى عليين وبين سجين مع ان المقابلة انما تكون فى الظاهر
بين العلو والسفل او بين السعة والضيق وذلك لان العلو مستلزم للسعة
والضيق مستلزم للسفول وعلم ان السماء فوق الارض مطلقا لا يتصور
ان تكون تحتها قط وان كانت مستديرة محيطة وكذلك كلما علا كان
ارفع واشمل وعلم ان الجهة قسمان قسم ذاتى وهو العلو والسفول فقط
وقسم اضافى وهو ما ينسب الى الحيوان بحسب حركته فما امامه فتاوى ابن تيمية ج25/ص196
يقال له امام وما خلفه يقال له خلف وما عن يمينه يقال له اليمين وما عن
يسرته يقال له اليسار وما فوق رأسه يقال له فوق وما تحت قدميه يقال
له تحت وذلك امر اضافي ارأيت لو ان رجلا علق رجليه الى السماء ورأسه
الى الارض اليست السماء فوقه وان قابلها برجليه وكذلك النملة او
غيرها لو مشى تحت السقف مقابلا له برجليه وظهره الى الارض لكان
العلو محاذيا لرجليه وان كان فوقه واسفل سفالين ينتهى الى جوف الارض
والكواكب التى فى السماء وان كان بعضها محاذيا لرؤوسنا وبعضها
فى النصف الآخر من الفلك فليس شىء منها تحت شىء بل كلها فوقنا
في السماء ولما كان الانسان اذا تصور هذا يسبق الى وهمه السفل الاضافى
كما احتج به الجهمى الذى انكر علو الله على عرشه وخيل على من
¥