ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 02 - 03, 01:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً
أخي الفاضل المتمسك بالحق
هذا صحيح. وقد سبق وذكرت أن كتاب التمهيد لابن عبد البر فيه جواهر كثيرة كما ذكر الذهبي. لكنه يعوزه الترتيب الذي نجده في المغني والمحلى، ناهيك عن كتب المعاصرين. وهذه وجهة نظري الشخصية، وربما من أكثر من قراءة هذا الكتاب الفريد لا يشعر بذلك. ويبقى ابن عبد البر من أعلم المالكية في الحديث وأكثرهم ذكراً للأدلة.
أيضاً يظهر لي أن المذاهب الأربعة تختلف باختلاف أئمتها وكذلك باختلاف نوعية الناس الذين اتبعوها.
فمثلاً الإمام مالك لم يكن يحب المناظرات والجدل، وكذلك أتباعه. ولم يكن يظهر أدلته عادةً، فبقي مذهبه فيه مسائل ليس فيها أدلة. ولم يحتج المالكية للمناظرات مع غيرهم، فتجد كتبهم لا تهتم كثيراً بالردود على المخالفين وإظهار الأدلة.
أما أبو حنيفة فقد كان من أعلم عصره بالجدل والمناظرات. ومحمد بن الحسن كان من ذوي الشأن في هذا، مثله مثل نظيره الشافعي. والمناظرات بينهما دليل على ذلك. وانتشر كلا المذهبين في خراسان، حيث أن الفرس هناك مولعين بالمناظرات. وعلى الرغم أن مصر هي المعقل التقليدي للمذهب الشافعي، فإن هذا لم يمنع أن تكون أحد المناظرات في بلاد العجم. ثم شاء الله أن ينقرض المذهب الشافعي من تلك البلدان ويسود المذهب الحنفي.
فتجد أصحاب هذين المذهبين مولعين بالردود على بعضهما البعض، ومكثرين من ذكر الأدلة العقلية والنقلية. على أن الشافعية استأثروا بالنصيب الأكبر من المحدثين، فيما سار أكثر الأحناف على منهج الفقهاء في الحديث. واعتمد الأحناف أكثر على الأدلة العقلية.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 02 - 03, 01:54 م]ـ
الامام مالك رحمه الله اغلب فقهه انما هو على عمل القوم .... فما كان له استنباط مباشر من النصوص كثيرا ...... لذا قال شيخ الاسلام ان فقه مالك في البيوع مأخوذ من الزهري والزهري من ابن المسيب لذا فأن مذهبه في البيوع من اعدل المذاهب.
واكثر استدلال الامام مالك رحمه الله انما هو بما وجد عليه اهل المدينة لذا فأن الليث رحمه الله قد نبه الامام مالك الى عدم اعتماد هذا بطريقة لطيفه كما في رسالته اليه التى رواها الفسوى رحمه الله باسناده في المعرفه.
لذا يؤثر عن الامام احمد القول عن الامام مالك: حديث صحيح ورأي ضعيف.
وهم شامة في جبين الدهر وهو امام المدينه المقدم ... انما ذكرت من جملة اسباب عدم توسع الامام مالك في ذكر الادلة اضافة الى طريقة القوم في نبذ هذا ومكانة مالك العظيمه وهيبته التى تقلل من مناظرته وسؤاله.
اما حافظ المغرب فأن واسطة عقد كتبه ,,اعنى التمهيد يحتاج الى تبويب ثم الى ترتيب ثم الى تهذيب.
فأما التبويب فان ما قام به صاحب فتح المالك ينقصه الكثير فان من اراد ترتيبه يلزمه ان ينتبه الى المواضع الاخرى في المسانيد التى ارتبطت بها المسألة ثم يجمعها او على الاقل يعزوا لها بالصفحه وهذا ما لم يفعله.
أما الترتيب فان المسألة الواحدة فيها من التتشيت ما يعسر على المطالع اكثر من جمعك لحديث مقطع عند البخارى وهذا بين للمطالع.
اما التهذيب فأن كثرة الروايات وتداخل فقهها بين الاسانيد يسبب تشتيت للذهن فأنه لو رتب بحذف الاسانيد او جعلها في نهاية البحث لكان حسنا ثم يجمع الكلام والاثار في مكان واحد حتى يحسن العزو ويميز كلام ابن عبدالبر النفيس.
ولاشك ان هذا يحتاج الى حهد جبار.
اما المتون المالكيه فأن المتقدم منها خير من المتأخر بكثير فأن المدونه حوت بعض التدليل وكذا رسالة ابي زيد فيها وضوح خلاف مختصراتهم كخليل وحواشيه فأنها تحتاج الى تفكيك وتركيب حتى يتفق لك سياق المسألة.
لذا فأنه قد قيل كما ذكر الحجوى رحمه الله ان من اسباب انتشار المذهب المالكي في المغرب غلبة البداوة على اهله ومناسبة المذهب لبساطتهم في بعده عن التكلف والتعقيد ..... لكن بالطبع اصاب متأخريه ما اصاب من قبلهم فوقعوا في التفريع والتنقير.
اما بقية المذاهب فتحتاج الى كلام اطول.
ـ[مسلم2003]ــــــــ[23 - 02 - 03, 03:07 م]ـ
لا توجد كتب توصل إلى الاجتهاد .. في رأيي ..
وإنما هي كتب تفتح باباً من العلم مهم للطالب والمفتي ..
لكن الاجتهاد له شروط، ومن أهمها بعد معرفة اللغة العربية بإتقان (وعلى رأي الشاطبي أن يكون مثل الخليل بن أحمد) .. وبعد معرفة أصول الفقه بإتقان أيضاً ..
أن تكون له الملكة على الاجتهاد، وهي الاستعداد النفسي، أي قدرة ذاتية يستطيع بها تحليل الأدلة وفهمها، والنظر فيها ...
أما الكتب، فهي لا تعدو ناقلة لآراء أصحابها ..
والله أعلم
¥