[من إنصاف إمامنا الذهبي: مقارنة بين أبي حنيفة ومالك -رضي الله عنهما-]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 10 - 02, 09:09 ص]ـ
أخرج ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1\ 12): عن ابن عبد الحكم قال: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: «أيهما بالقرآن أعلم، صاحبنا أو صاحبكم؟» يعني أبا حنيفة ومالكاً. قلت: «على الإنصاف؟». قال: «نعم». قلت: «أنشدك بالله، من أعلم بالقرآن؟». قال: «صاحبكم». قلت: «نعم». قلت: «مَن أعْلَمَ بالسّنة؟». قال: «صاحبكم». قلت: «فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدّمين؟». قال: «صاحبكم». قلت: «فلم يبق إلا القياس. والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء. فمن لم يعرف الأصول، على أي شيء يقيس؟».
فقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (8\ 112): معقباً على القصة: «وعلى الإنصاف، لو قال قائلٌ: بل هما سواء في عِلم الكتاب. والأول (أبو حنيفة) أعلم بالقياس. والثاني (مالك) أعلم بالسنة. وعنده عِلمٌ جَمٌّ من أقوال كثيرٍ من الصحابة. كما أن الأول أعلمُ بأقاويل علي وابن مسعود وطائفةٍ ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله ?. فرضي الله عن الإمامين، فقد صِرنا في وقتٍ لا يقدِرُ الشخص على النطق بالإنصاف. نسأل الله السلامة».
رحم الله العلاّمة الذهبي إمام الرجال. وصدق فيما قاله: الإنصاف عزيز!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 09:04 ص]ـ
يقول الإمام الذهبي: «قد صِرنا في وقتٍ لا يقدِرُ الشخص على النطق بالإنصاف. نسأل الله السلامة».
أقول: رحم الله شمس الدين الذهبي، لو عاش في عصرنا (عصر التحزبات والجماعات) ماذا تراه يقول؟!
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 07:33 م]ـ
الاخ محمد الامين سلمه الله
قد اعترف محمد بن الحسن ان مالكا رحمه الله اعلم من شيخه ابي حنيفة , فهل تقر انت بهذا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 07:49 م]ـ
كنت متوقع أن تقول لي هذا:)
أنا مع الذهبي في قاله حرفاً بحرف.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 08:32 م]ـ
الاعتراف سيد الادلة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 09:04 م]ـ
قال ابن حزم: التقليد حرام، ولا يحل لأحد أن يأخذ قول أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا برهان، لقوله تعالى (اتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء)
وقال أحمد بن حنبل: لا تقلّد دينك أحداً
ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال: نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره.
وقال ابن القيم في أعلام الموقعين: وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم، وذمّوا مَن أخذ أقوالهم بغير حُجّة
فنظرنا فوجنا الرجلين في علم الكتاب سواء
ثم نظرنا إلى القياس فوجدنا أبا حنيفة هو البحر الذي لا تكدره الدلاء، وإن كان مالك صاحب رأي كذلك، لكنه دون الأول. وما كان لمالك باعٌ في المناظرة ولا قارب فيها أبو حنيفة.
ثم نظرنا إلى السنة فوجدنا مالك قد اجتمع له من الحديث أكثر ووجدنا رجاله أوثق
ثم نظرنا إلى أقوال الصحابة والتابعين، فوجدنا مالك أعلم بالصحابة المدنيين كابن عمر وأبي سعيد، وكذلك هو أعلم بفقهاء المدينة من التابعين. ووجدنا أبو حنيفة أعلم بالصحابة الكوفيين كابن مسعود وعلي، وكذلك بفقهاء الكوفة من التابعين كالشعبي وابراهيم. بل إن غالب فقهه أخذه عن حماد عن النخعي عن أصحاب ابن مسعود (كالأسود ومسروق) عن علي وعبد الله.
فالخلاصة أن أبا حنيفة أعلم بالقياس وأكثر اجتهاداً ومالك أعلم بالسنة وأكثر حديثاً.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[26 - 02 - 03, 10:10 م]ـ
الاخ محمد الامين سلمه الله
كيف يكون الاجتهاد بلا حديث.
ولعلك تعرف اول من قاس , وما كان من امره.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 02 - 03, 11:23 م]ـ
أخي الكريم
ذاك الذي تتكلم عنه قاس في وجود النص. والذي أتكلم عنه أنكر بشدة القياس مع النص. وهل يحتاج أحد للقياس مع النص؟!
أما الحديث فكل يجتهد معتمداً على ما وصل إليه. ولم يزعم واحد من أهل ذلك العصر أنه جمع الحديث كله. ولا أحسب ذلك حدث أيضاً في العصر الذي بعده (عصر الشافعي).
وهذا ما يعاب به أهل ذلك العصر كلهم وليس أبو حنيفة وحده. فهو اعتمد غالباً على الحديث المشهور في الكوفة، وله رحلات كذلك إلى المدينة ومكة، لكنه ما جمع الحديث وما قارب. أما مالك فاقتصر على حديث الحجاز وحده، وما اجتمع له الحديث وما ادعى ذلك. وكذلك فعل الشافعي في مذهبه القديم.
ولعلي أنشر موضوعاً عن مذهب أبي حنيفة في الاجتهاد، والرد على المدعو محمد الغزالي في قضية معارضة الحديث بالرأي. وهو جزء من كتابي الحوار الهادي مع الشيخ القرضاوي.