تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[07 - 10 - 02, 09:56 ص]ـ

كلام جيد ولكن للأسف فإن البعض يتمادى في مدح نفسه بما لا داعي له، بل ويكون الثناء بالباطل، كأن يثني على نفسه بما شذ عن علماء الإسلام فيه، أنه لم يعلمه غيره.

فمدح النفس مطلوب في حال الحاجة فقط كما أشار إليه الكاتب وفقه الله.

و يعاب مدح النفس من شقين:

أ - ما يورث النفس من العجب وأثر ذلك على حياة القلب.

ب - ما يقع لطلبة العلم من تكريس الثقة الزائدة بالنفس، ويجر ذلك إلى عدم التدقيق في أدلة الخصم، كيف والخصم جميع علماء الإسلام في عصور طويلة.

وهذا السبب الثاني لا بأس من بيانه في الرد على كتاب ما أو قول ما لبيان تسرع المؤلف، وتسرع المؤلف يعود على استدلالاته بالضعف غالباً.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 10 - 02, 12:47 م]ـ

!!

ـ[ابن معين]ــــــــ[07 - 10 - 02, 05:41 م]ـ

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. وبعد:

فإن مسألة تزكية الشخص لنفسه مما فصّل فيها أهل العلم قديماً وحديثاً _ كما سأنقله لك _، فبينوا الحق فشفوا وكفوا ..

وخلاصة الكلام أنه يجوز مدح الفاضل لنفسه إذا كان لحاجة، والحاجات في هذا الباب كثيرة، فمنها:

_ أن يكون هذا من باب إظهار نعمة الله وشكره عليها.

_ أو يكون هذا من باب تعريف الناس بما عنده من علم إذا كان ممن قد لا يعرف.

_ أو أنه كتب مسألة وفيها بيانٌ لخطأ من أخطأ من أهل العلم قبله، وأراد بذلك أن يبين مدى ثقته بما حرره وأصله.

قال ابن رجب رحمه الله في الفرق بين النصيحة والتعيير (33): (وأما بيان خطأِ من أخطأ من العلماء قبله، إذا تأدب في الخطاب، وأحسن الرد والجواب، فلا حرج عليه، ولا لوم يتوجه إليه. وإن صدر منه الاغترار بمقالته فلا حرج عليه).

والمقصود أنه إذا كان هذا الثناء لحاجة _ والحاجات متنوعة _ فلا ينبغي أن يُعاب أهل العلم بمجرد ذلك. وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أيضاً أن نسيء الظن بأهل العلم وندخل في نياتهم ونفسرها بما نشتهي، فننهى عن خلق سيء ونقع في خلق أسوأ منه!!

وإليكم أقوال أهل العلم في هذا المقام:

قال ابن عبدالبر في التمهيد (20/ 39) في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم لما صدر من حنين وهو يريد الجعرانة: (والذي نفسي بيده لو أفاء الله عليكم مثل سمر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لا تجدونني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً) قال: (وفيه جواز مدح الرجل الفاضل الجليل لنفسه، ونفيه عن نفسه ما يعيبه بالحق الذي هو فيه وعليه إذا دفعت إلى ذلك ضرورة أو معنى يوجب ذلك، فلا بأس بذلك، وقد قال الله عز وجل حاكياً عن يوسف _ عليه السلام _ أنه قال: (إني حفيظ عليم) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع، وأنا سيد ولد آدم ولا فخر، ومثل هذا كثير في السنن، وعن علماء السلف لا ينكر ذلك إلا من لا علم له بآثار من مضى).

وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم (16/ 16_17) في شرحه لقول ابن مسعود رضي الله عنه: (ولقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت اليه …) قال: (وفي هذا الحديث جواز ذكر الإنسان نفسه بالفضيلة والعلم ونحوه للحاجة.

وأما النهي عن تزكية النفس فإنما هو لمن زكاها ومدحها لغير حاجة، بل للفخر والإعجاب.

وقد كثرت تزكية النفس من الأماثل عند الحاجة، كدفع شر عنه بذلك، أو تحصيل مصلحة للناس، أو ترغيب في أخذ العلم عنه، أو نحو ذلك.

فمن المصلحة قول يوسف صلى الله عليه وسلم (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم). ومن دفع الشر قول عثمان رضي الله عنه في وقت حصاره أنه جهز جيش العسرة وحفر بئر رومة. ومن الترغيب قول ابن مسعود هذا، وقول سهل بن سعد: (ما بقي أحد أعلم بذلك مني)، وقول غيره: على الخبير سقطت، وأشباهه).

وقال ابن حجر في فتح الباري (11/ 291) في شرحه لقول سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله …): (قال ابن الجوزي: إن قيل كيف ساغ لسعد أن يمدح نفسه ومن شأن المؤمن ترك ذلك لثبوت النهي عنه؟ فالجواب أن ذلك ساغ له لما عيره الجهال بأنه لا يحسن الصلاة! فاضطر إلى ذكر فضله. والمدحة إذا خلت عن البغي والاستطالة، وكان مقصود قائلها إظهار الحق وشكر نعمة الله لم يكره، كما لو قال القائل: إني لحافظ لكتاب الله، عالم بتفسيره، وبالفقه في الدين، قاصداً إظهار الشكر، أو تعريف ما عنده ليستفاد، ولو لم يقل ذلك لم يعلم حاله.

ولهذا قال يوسف عليه السلام: (إني حفيظ عليم)، وقال علي: (سلوني عن كتاب الله)، وقال ابن مسعود: (لو أعلم أحداً اعلم بكتاب الله مني لأتيته). وساق _ يعني ابن الجوزي _ في ذلك أخباراً وآثاراً عن الصحابة والتابعين تؤيد ذلك).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير