ـ[همام بن همام]ــــــــ[18 - 08 - 06, 08:27 م]ـ
أخي عبدالله آل بوعينين سددك الله.
فهمت من كلامك وأرجو ألا يكون الفهم صحيحاً، أنك لا تفسر الحياء بأي تفسير إنما هو فعل يليق بالله تعالى، ولم توضح هذا الفعل أهو المعنى المتبادر من لفظ الحياء كما هو معروف في اللغة أم هو شيء آخر لا يمكن معرفته أي نفوض معناه إلى الله؟؟
والذي دعاني لهذا الفهم قولك:
هو فعل يليق بالله , لايشبه بفعل المخلوقين , ولاتغير معانيه بالرحمة والعفو , فالإستحياء صفة كمال لله , ولامايقوله أهل الكلام أنه نقص ... فتعالى الله عن هذا.
فذكرت أنه فعل يليق بالله فقط.
ثم قولك سلمك الله:
فتأملوا تورع الشيخ السعدي _ رحمه الله تعالى _ حينما نراه أنه لم يُعرج على تفسير استحياء الله فقال ((أي مثل كان .... فاستحياء الله ..... )) فنجد أنه تورع عن تفسير استحياء الله.
فالصواب أن العلامة السعدي رحمه الله لم يفسر الاستحياء لأنه معروف في اللغة، ولو أنك ذهبت لتفسره لزدته تعقيداً، لأن المعاني التي تقوم في الذهن يصعب تعريفها كما يقال بتعريف جامع مانع.
ثم ذكرت كلام ابن القيم رحمه الله:
قال بن القيم _ رحمه الله_ في مدارج السالكين
((وأما حياء الرب تعالى من عبده: فذاك نوع آخر لا تدركه الأفهام ولا تكيفه العقول فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال فإنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ويستحيي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام)) أ. هـ
فقلتُ: لعلك أردتَ من هذا النقل قوله: "وأما حياء الرب تعالى من عبده: فذاك نوع آخر لا تدركه الأفهام".
فهذا الكلام لا يريد منه ابن القيم أن معنى الحياء لا تدركه الأفهام، إنما الذي لا تدركه الأفهام هو كيفيته ولهذا عطف على ذلك بقوله: "ولا تكيفه العقول "، ثم تأمل لماذا لا تدركه الأفهام ولا تكيفه العقول لا لعدم معرفتنا معناه وإنما لأنه "حياء كرم وبر وجود وجلال فإنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ويستحيي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام".
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 08 - 06, 02:16 م]ـ
قال الشيخ البراك ـ حفظه الله ـ في تعليقاته على الفتح
قال الحافظ ابن حجر 1/ 157: " قوله " فاستحيا الله منه " أي رحمه ولم يعاقبه.
قوله: " فأعرض الله عنه " أي سخط عليه، وهو محمول على من ذهب معرضا لا لعذر، هذا إن كان مسلما، ويحتمل أن يكون منافقا، واطلع النبي صلى الله عليه وسلم على أمره، كما يحتمل أن يكون قوله صلى الله عليه وسلم: فأعرض الله عنه " إخبارا أو ادعاء.
قال الشيخ البراك: قوله: "فاستحيا الله منه أي رحمه"، وقوله: "فأعرض الله عنه أي سخط عليه": في هذا التفسير للاستحياء والإعراض من الله عدول عن ظاهر اللفظ من غير موجب، والحامل على هذا التفسير عند من قال به هو اعتقاده أن الله لا يوصف بالحياء أو الإعراض حقيقة؛ لتوهم أن إثبات ذلك يستلزم التشبيه، وليس كذلك بل القول في الاستحياء والإعراض كالقول في سائر ما أثبته الله عز وجل لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات، والواجب في جميع ذلك هو الإثبات مع نفي مماثلة المخلوقات، وقد ورد في الحديث: "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا" [أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه].
وفي ذكر الاستحياء والإعراض في هذا الحديث دليل على أن الجزاء من جنس العمل، وشواهده كثيرة.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[02 - 05 - 09, 10:26 ص]ـ
وهل من الورع عدم توضيح معنى الحياء في حق الله عز وجل؟!
كثير من الناس يتساءلون عن معنى استحيائه عز وجل، وهم يعلمون أن أفعال الله وصفاته ثابتة بما يليق بالله من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل ...... ، ولكن هم يسألون عن المعنى ........
وهنا الشيخ الهراس يوضح المعنى ............
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=957920&postcount=3
قال الهرَّاس: ((وحياؤه تعالى وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين، الذي هو تغير وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يعاب أو يذم، بل هو ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه وعظيم عفوه وحلمه