تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اشكل علي كلام ابن تيمية رحمه الله]

ـ[ابو البدور]ــــــــ[05 - 09 - 05, 03:03 م]ـ

يقول شيخ الإسلام رحمه الله: ( ... ، وفي حديث المعراج في الصحيح " ثم دنا الجبار رب العزة " ... ، إلى غيرها من الأحاديث اعتقادنا فيها، وفي الآي الواردة في الصفات: أنّا نقبلها، ولانحرفها، ولا نكيفها، ولا نعطلها، ولا نتأولها. وعلى العقول لا نحملها، وبصفات الخَلق لا نشبهها. ولا نُعمل رأينا وفكرنا فيها، ولا نَزيد عليها، ولا ننقص منها، بل نؤمن بها، ونَكل علمها إلى عالمها، كما فعل ذلك السلف الصالح، وهم القدوة لنا في كل علم) اهـ مختصراً، مجموع الفتاوى 4/ 184 – 185.

اني اذ احاول ان افهم ماقاله شيخ الاسلام رحمه الله ارى نفسي قد جمدت فكري واوقفت عقلي ولم يعد للحديث الصحيح "ثم دنا الجبار" وامثاله اي معنى سوى رسم كلمات لاتختلف عن اي حروف وكلمات لاتحمل اي معنى سوى رسمها وصورتها. فهل هذا مراد الشارع؟

اني اذ اشدد على انه لاينبغي للمؤمن الموحد ان يحرف ولايكيف ولايعطل ولايشبه بل يجب عليه ان يؤمن و يقبل ماوصف الله به نفسه ومانقله الينا رسوله صلى الله عليه وسلم فكيف السبيل الى ذلك مع ماقاله شيخ الاسلام؟

اني ارى سبيلين لاثالث لهما:

الاول ان نقول ان هذه الصفات وأمثالها هي من المتشابه الذي لايعلم تأويله الا الله ثم نفوض امره الى الله كما فعل السلف الصالح بتفويضهم ونقول امنا به كل من من عند ربنا ونسأله تعالى كما علمنا (ربنا لاتزغ قلوبنا بعد اذا هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة) فان ذلك اولى من قولنا انه من المحكم ثم نقف عاجزين عن فهمه فضلا عن تفهيمه لاجيالنا؟

الثاني: ان نقول ان هذه الصفات وامثالها ليست من المتشابه وهنا لابد من فهم مراد الله عز وجل من كلامه الذي فصلت اياته لقوم يعقلون.

ثم اني نظرت في قول الله تعالى في سورة الاعراف (فلما تجلى ربه للجبل) ليراه نبيه لماذا لم يقل (فلما دنا) اليس لان الدنو يفيد معنى بشريا لايليق به سبحانه ولايمكن ان ندرك من معنى الدنو الا المعنى البشري اذا اردنا ان نعمل عقولنا لاان نلغيها بينما التعبير ب (تجلى) لايفيد الا عظمة الخالق عز وجل وهيبته في نفس المخاطب وينقل اليه المعنى المراد دون ادنى خفاء او تردد اوريبة او محاكاة للاوصاف البشرية التي لاتليق به سبحانه.

هل يعقل ان يكلفنا الله بما لانطيق؟ طبعا لايقول بهذا عاقل اذا فكيف يأمرنا ان نؤمن بصفات تمجّد بها ثم لانجد لها طريقا الى عقولنا وأفهامنا.

انني عندما اقول ان الله وصف ذاته بان له يدا وعينا وأن ليس كمثله شيء يعني ان هذه الصفات التي وصف بها ذاته ليست بأي وجه كصفات المخلوقين وان يده ليست كاليد التي نعرفه وكذا بقي صفات الذات ووصف نفسه بأفعال كالنزول والمجئ ثم اقول ان هذا النزول ليس كالنزول المعهود وكذا المجئ وباقي صفات الافعال اليس معنى هذا ان هذه الكلمات خرجت عن مدلولاتها المعهودة والمغروسة في اذهاننا الى معان اخرى؟

اذا كان ذلك كذلك فلماذا لايجوز لنا ان نأولها - حيث لم تعهد مدلولاتها كما نعهده - بما يليق به تعالى دون ان نزيد او ننقص اونعطيل او نشبه.

مارأيكم ايها الافاضل اكرمكم الله.

ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 09 - 05, 06:20 م]ـ

الأخ الكريم ..

الكلام المذكور نقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن الكرجي الذي نقل بعضه عن الإمام الشافعي.

وأما فهمه فهو واضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

فصفة الدنو معلومة المعنى وهذا مقتضى نفيهم التحريف، فالتحريف يكون في المعاني والمباني وأهل السنة لايتعرضون للمعنى بتحريف، كما لايتعرضون للمبنى بتحريف.

وليس في كلام الإمام نفي علم المعنى.

أما القول بأن ذلك يلزم منه تشبيه فقول باطل، إذ المعنى المثبت هو المعنى المشترك الكلي الذي لاوجود له في الخارج إلاّ مقيداً، وهذا المعنى المشترك الكلي كل عالم بالعربية يعرفه، فأهل السنة يثبتون لله هذا المعنى ويعرفونه، ويثبتون له معناً مختصاً به هو ما تؤول إليه كيفيته، فيعلمون أن لما أثبت كيفية، ولكنهم يجهلونها ويفوضون علماها إليه سبحانه.

وبهذا يكون الإثبات، من غير تحريف، ومن غير تعطيل، ومن غير اتهام لكتاب ربنا وسنة نبينا بعدم البيان.

ثم إن شيخ الإسلام قد وضح هذا الكلام بما لايدع بعده لسائل سؤال فقال:

((الفتاوى)) (5/ 466): ((وأما دنوه وتقربه من بعض عباده؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة، ونزوله، واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر)).اهـ.

ويقول في موضعٍ آخر من ((الفتاوي)) (6/ 14): ((000 ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة، وينظر في النص الوارد، فإن دل على هذا؛ حُمل عليه، وإن دل على هذا؛ حُمل عليه، وهذا كما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء)). اهـ.

وقد أطال الكلام رحمه الله على هذه المسألة بما لا مزيد عليه، وانظر إن شئت المواضع التالية (5/ 232 - 237، 240 - 241، 247 - 248، 459 - 467، 494 - 514)، (6/ 5، 8، 12 - 14، 19 - 25، 30 - 32، 76)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير