تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإدناء بتغطية الوجه وعدم كشفه ثم حكى القرطبي القولين كما فعل الطبري، وقال ابن كثير:" يقول تعالى آمرا رسوله ? تسليما أن يأمر النساء المؤمنات ـ خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ـ بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء والجلباب هو الرداء فوق الخمار ... قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة، وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: يدنين عليهن من جلابيبهن، فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى " وقال القاضي البيضاوي الشافعي:" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن:يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة" وقال جلال الدين المحلي:"يدنين عليهن من جلابيبهن:جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة: أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة" وقال أبو السعود:" أي يغطين بها وجوههن وابدانهن اذا برزن لداعية من الدواعي" وقال النسفي الحنفي:" ومعنى يدنين عليهن من جلابيبهن يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن يقال إذا زال الثوب عن وجه المرأة ادن ثوبك على وجهك، ومن للتبعيض أي ترخى بعض جلبابها وفضله على وجهها تتقنع حتى تتميز من الأمة، أو المراد أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلابيب وأن لا تكون المرأة متبذلة في درع وخمار كالأمة ولها جلبابان فصاعدا في بيتها، وذلك أن النساء في أول الإسلام على هجيراهن في الجاهلية متبذلات تبرز المرأة في درع وخمار لا فضل بين الحرة والأمة وكان الفتيان يتعرضون إذا خرجن بالليل لقضاء حوائجهن في النخل والغيطان للإماء وربما تعرضوا للحرة لحسبان الأمة فأمرن أن يخالفن بزيهن عن زي الإماء بلبس الملاحف وستر الرؤس والوجوه فلا يطمع فيهن طامع" وقال الزمخشري:" يدنين عليهن من جلابيبهن:يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن وأعطافهن. يقال: إذا زل الثوب عن وجه المرأة: أدنى ثوبك" وغيرهم كثير، ومما يدل على أن المراد بإدناء الجلابيب يدخل فيه تغطية الوجه أن تلك الآية قد توجه الأمر فيها لأزواج النبي فكان المعنى شاملا لتغطية الوجه لوجوب ذلك عليهن بالإجماع، وهو ما يعني أن نساء المؤمنين عليهن تغطية وجوههن عند الرجال الأجانب لتوجه الأمر إليهن بإدناء الجلابيب مع نساء النبي ?، فقد خرج الأمر بذلك مخرجا واحدا، وقد كان لبس النساء للجلباب عند إرادة الخروج أمرا مستقرا مشهورا عند المسلمين ونسائهم فعندما أمر رسول الله ? النساء بالخروج في الفطر والأضحى لشهود الخير ودعوة المسلمين احتاج النساء أن يستفسرن عن الحكم إذا لم يكن عند المرأة جلباب، فقالت أم عطية: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، أي ماذا تفعل؟ فكان في هذا دليل على فهمها لضرورة وجود الجلباب في الخروج، وقد أقر النبي ? هذا الفهم بدليل قوله:"لتلبسها أختها من جلبابها" ولم يأذن لها بالخروج من غيره، قال ابن حجر:"وفيه امتناع خروج المرأة بغير جلباب"

3 - ومن أدلة الأمر بالحجاب قول الله عز وجل:"ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمرهن على جيوبهن" [النور:31] اشتملت هذه الآيات على عدة أوامر من الله تعالى إلى نبيه الكريم ليبلغها للمؤمنين والمؤمنات بدأها تعالى بقوله:"قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ... " ثم اتبعها بقوله:"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن" ثم قال تعالى:"ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن .. " الآية

وقد تعلق الحديث عن إبداء الزينة بأمرين: الأول الزينة التي يجوز إبداؤها، والثاني من الذي يجوز أن تبدى له هذه الزينة.

ففي الأمر الأول فقد بينت الآية أن الذي يجوز إبداؤه من الزينة هو "ما ظهر منها" وفي ذلك قولان مشهوران لأهل العلم:القول الأول:أن ما ظهر منها، هو ما ظهر بدون قصد منها أي بغير اختيارها، فهو الذي ظهر، كأن يقع الستر أو يسقط، أو تكشفه الريح ونحو ذلك، ولم تكن هي التي أظهرته، أو ما لا يمكن إخفاؤه كالثياب الظاهرة، فهو ظاهر بوضعه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير