تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مع هذا نجد أن بعض الناس إلى الآن مازال يترك هذا ((النوع العظيم من التوسل المشروع)) ويتمسك بتوسلات غير مشروعة، كالتوسل بالأموات، والاستغاثة بهم، وطلب الحاجات منهم، نعوذ بالله من ذلك.

وللحديث صلة إن شاء الله تعالى

===

ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[18 - 12 - 02, 02:38 م]ـ

النوع الثاني من أنواع ((التوسل المشروع)) ((التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي عملها الداعي))

مثل أن يقول:

اللهم إني أسألك بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك صلى الله عليه وسلم ...

اللهم إني أسألك بحبي لنبيك محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وإيماني به أن تفرجي عني ...

و منه: أن يدعوا الداعي بأي عمل صالح عمله، تضمن الخوف من الله تعالى، و صدق التقوى و الطاعة.

والأدلة على مشروعية هذا التوسل ما يلي:

من القرآن الكريم:

قوله تعالى: {الذينَ يقولونَ ربَّنا إنَّنا آمنَّا فَاغفِر لنَا ذنوبَنا وقِنا عَذابَ النَّار}

سورة آل عمران آية (16).

و قوله تعالى: {ربَّنا آمنَّا بمَا أنزلتَ و اتَّبَعنا الرَّسولَ فاكتبنا مَعَ الشَّاهِدين}

سورة آل عمران آية (53).

و قوله تعالى: {ربَّنا إنَّنا سَمِعنا مُناديا يُنادي للإيمان أن آمنوا برَبكم فآمنَّا ربَّنا فاغفِر لنا ذنوبَنا وكفِّر عَنَّا سَيئاتِنا وتوَفنا مَع الأبرَار (193) ربَّنا و اءتِنا مَا وَعَدتنا على رُسُلِك ولا تُخزنا يَومَ القِيمة إنك لا تُخلف الميعَاد (194)}

سورة آل عمران من الآية (193 - 194).

و قوله تعالى: {إنَّهُ كانَ فَريقٌ مِن عِبادي يَقولونَ ربَّنا آمَنَّا فاغفِر لنَا و ارحَمنا وأنتَ خَيرُ الرَّاحِمين}

سورة المؤمنون الآية (109).

من السنة النبوية المطهرة:

ما رواه بُريدة بن الحُصيب رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: {اللهمَّ إني أسألك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلهَ إلا أنت، الأحدُ الصمدُ الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد} فقال صلى الله عليه وسلم: {قد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب}

رواه أبو داود: كتاب الصلاة: باب الدعاء (رقم الحديث 1493).

و الترمذي: كتاب الدعوات: با ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (رقم الحديث 3475) وقال: حديث حسن غريب.

و ابن ماجه: كتاب الدعاء: باب اسم الله الأعظم (رقم الحديث 3857).

و الإمام أحمد في مسنده (5/ 360).

و ابن حبان في صحيحه كما في موارد الضمآن (رقم 2383).

و الحاكم في مستدركه (1/ 504).

و ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم، حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه، فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، فناء بي في طلب شيء يوما، فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت و القدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي، فأدرتها عن نفسها فامتنعت مني، حتى ألمت بها سنة من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين و مائة دينار على أن تخلي بيني و بين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي و تركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {و قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبد الله أد إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى من أجرك، من الإبل و البقر و الغنم و الرقيق، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون}.

رواه البخاري: كتاب البيوع: باب إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فَرَضيَ (رقم الحديث 2215).

و مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة و الاستغفار: باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، والتوسل بصالح الأعمال (رقم الحديث 2743).

فهؤلاء الثلاثة توسلوا إلى الله تعالى ((بصالح أعمالهم)) حينما وقعوا في ((كربٍ عظيم جدا)) وفي ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم هذه القصة لأمته فوائد عظيمة منها: جاءت في ((سياق المدح لهم و التقرير لتوسلهم بأعمالهم الصالحه)) وإرشادا و تعليما لأمته

أولا: مدحهم والثناء عليهم في ((لجوئهم إلى الله وحده)) دون من سواه.

ثانيا: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم في ((دعائهم و توسلهم بأعمالهم الصالحة)) كما مر معنا.

ثالثا: إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لأمته و تعليمه لهم نوع من أنواع ((التوسل المشروع)) الذي يحبه الله ويرضاه.

ولذلك كان هذا ((التوسل المشروع)) من العبادات والتوسلات التي يحبها الله تعالى، والتي تخالف ما يفعله بعض الناس من ((التوسل بذوات الصالحين أو جاههم)) أو الاستغاث بهم من دون الله تعالى.

وللحديث صلة إن شاء الله تعالى

==

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير