فالحديث الذي سألت عنه رواه مالك في الموطأ ووصفه السخاوي في المقاصد الحسنة والعجلوني في كشف الخفاء بكونه مرسلاً أو معضلاً، وقال عنه الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب مرسل ضعيف.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=109733&Option=FatwaId (http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=109733&Option=FatwaId)
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[28 - 02 - 09, 10:07 م]ـ
هذه الاجابةللشيخ الدكتور علي الصياح منقولة من منتديات
صناعة الحديث
حدثنا احد الإخوة حديث ولم أكن قد سمعت به من قبل أرجو بيان هل الحديث صحيح أم ضعيف
الحديث (قال احد ألصحابه لرسول صلى الله علية وسلم هل يسرق المؤمن قال نعم قال هل يزني المؤمن قال نعم قال هل يكذب المؤمن قال لا)
او كما قال صلى الله علية وسلم
وأريد القول الفصل في هذا الحديث حيث أني قد سألت اثنين من دكاترة الجامعات وقد تضاربت آرائهم فقد صححه احدهم وضعفه الأخر
وجزاكم الله خيرا
الأخ العزيز اأو عمر الطائفي أهلا وسهلا بك ... وبارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين ...
بالنسبة للحديث المذكور فجميع الأحاديث الواردة في معناه لا تصح وبعضها موضوع، وبعضها شديد الضعف، وأقرب الأحاديث للفظ المذكور بالسؤال حيث عبد الله بن جراد:
أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت، والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن عساكر في تاريخه وغيرهم، عن يعلى بن الأشدق العقيلي يحدث، عن عبد الله بن جراد، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، هل يزني المؤمن؟ قال: «قد يكون من ذلك». قال: يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: «قد يكون من ذلك». قال: يا نبي الله، هل يكذب المؤمن؟ قال: «لا». ثم أتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون.
ويعلى هذا متروك لا يلتفت إليه. وعبد الله بن جراد لم تثبت صحبته.
فالحديث شديد الضعف جدا، ولذا أعرض عنه أصحاب الكتب المشهورة، ولم يروه إلا من يروي الغرائب ويعنى بها.
وقد وقع في الحديث اضطراب حيث رواه الطبري في تهذيب الآثار، و الخطيب في تاريخه، عن عبد الله بن جراد، قال: قال أبو الدرداء: يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: «قد يكون ذلك». قال: فهل يزني المؤمن؟ قال: «بلى، وإن كره أبو الدرداء» قال: هل يكذب المؤمن؟ قال: «إنما يفتري الكذب من لا يؤمن، إن العبد يزل الزلة ثم يرجع إلى ربه فيتوب، فيتوب الله عليه».
ومن أمثل ما يروى في الباب ما رواه مالك في الموطأ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا فَقَالَ نَعَمْ فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا فَقَالَ نَعَمْ فَقِيلَ لَهُ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا فَقَالَ لَا.
قال ابن عبد البر في التمهيد: «لا أحفظ هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ من وجه ثابت وهو حديث حسن، ومعناه أن المؤمن لا يكون كذابا يريد أنه لا يغلب عليه الكذب حتى لا يكاد يصدق هذا ليس من أخلاق المؤمنين وأما قوله في المؤمن أنه يكون جبانا وبخيلا فهذا يدل على أن البخل والجبن قد يوجدان في المؤمن وهما خلقان مذمومان قد استعاذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منهما وقد روي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال لا ينبغي للمؤمن أن يكون جبانا ولا بخيلا وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ المؤمن سهل كريم والفاجر خب لئيم وهذه الآثار أقوى من مرسل صفوان هذا وهي معارضة له»
ويقصد ابن عبد البر بقوله: «حديث حسن» حسن المعنى وليس الدرجة الحديثية.
ومن تأمل الحديث المتفق على صحته من حديث أبي هوريرة: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة، يرفع الناس إليه فيها أبصارهم، وهو مؤمن."
تبين له أنّ الحديث المذكور في السؤال منكر من حيث المتن.
وأخيرا أنبه أخي العزيز ..
أن مسائل التصحيح والتضعيف مسائل اجتهادية تخضع لعدة اعتبارات: علم المجتهد، دقته، منهجه الذي يسير عليه، مقدار ما بلغه في هذه المسألة المعينة ... وهذه بدورها تؤثر على أجوبة المسئول.
والمطلوب من السائل العامي البحث عن من يظن أنه أعلم وأوثق في دينه، وممن اشتهر بهذا الفن علم الحديث، ويقلده وهنا تبرأ ذمته، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأما طالب العلم فيبحث ويجتهد ويستفرغ وسعه، والله الموفق وعليه التكلان.
وفي تقديري لو أنّ الأخ الذي سألته عن الحديث فصححه أعطيته هذه الطرق وبيانها وما فيها من خلل وعلل وضعف لما تردد في تضعيف الحديث.
ولربما كان خالي الذهن من هذه العلل ومستقر عنده صحة الحديث فبادر بالجواب من دون تأكد.
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2895 (http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2895)
¥