تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحكام التهنئة]

ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[14 - 01 - 07, 12:53 م]ـ

[أحكام التهنئة]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ?.

التَّهْنِئَةُ: خلافُ التَّعْزِيَةِ تقول: هَنَّأَهُ بالأَمرِ والوِلايَةِ تَهْنِئَةً وتَهْنيئاً وهَنَأَهُ هَنْأً إِذا قال له ليَهْنِئْكَ

والعربُ تقول: ليَهْنِئْكَ الفارِسُ بجزم الهمزة وليَهْنيك الفارِسُ بياء ساكنةٍ ولا يجوز ليَهْنِك كما تقول العامَّة أَي لأنَّ الياء بدل من الهمزة.

وهَنَأَه يَهْنَؤُه هَنْأً وهَنَأَهُ يَهْنِئُهُ ويَهْنُؤُه هَنْأً أَي أَطعمه وأَعطاهُ.

وهَنَأَ الطَّعَامَ هَنْأً وهِنْأً وهَنَاءةً كسحابةٍ أَي أَصلحهُ

والهنيء والمهنأ ما أتاك بلا مشقة ولا تنغيص ولا كدر, والهنيء من الطعام السائغ, واستهنأت الطعام أي: استمرأته. وقد تدخل التهنئة في التبشير، ولها مرادفات أخرى تشترك معها في بعض المعنى مثل: التبريك, والترفئة, ونحو ذلك .......

راجع تاج العروس [جزء 1 - صفحة 267]،ومختار الصحاح [جزء 1 - صفحة 705]

قاعدة:الأصل في التهنئة أنها من العادات.

التهاني من حيث الأصل من باب العادات، والتي الأصل فيها الإباحة،حتى يأتي دليل يخصها، فينقل حكمها من الإباحة إلى حكم آخر.

قال الشيخ العلامة (عبد الرحمن ابن سعدي) (رحمه الله تعالى) في منظومة القواعد.

والأصلُ في عاداتنا الإباحةْ حتى يجيءَ صارفُ الإباحةْ

وليس مشروعاً من الأمور غير الذي في شرعنا مذكور

ثم قال (رحمه الله) معلقاً على ذلك:

(وهذان الأصلان العظيمان ذكرهما شيخ الإسلام (رحمه الله) في كتبه، وذكر أن الأصل الذي بنى عليه الإمام أحمد مذهبه: أن العادات الأصل فيها الإباحة، فلا يحرم منها إلاّ ما ورد تحريمه ... إلى أن قال: فالعادات هي ما اعتاد الناس من المآكل والمشارب، وأصناف الملابس والذهاب والمجيء، وسائر التصرفات المعتادة، فلا يحرم منها إلاّ ما حرّمه الله ورسوله، إما نصّاً صريحاً، أو يدخل في عموم، أو قياسٍ صحيح، وإلاّ فسائر العادات حلال، والدليل على حلها قوله (تعالى):] هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً [[البقرة: 29]، فهذا يدل على أنه خلق لنا ما في الأرض جميعه لننتفع به على أيّ وجهٍ من وجوه الانتفاع).

انظر المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدي، 1/ 143، انظر (الموافقات) للإمام الشاطبي، 2/ 212 246، ففيه بحوث موسعة حول العادات وحكمها في الشريعة.

وإذا كانت التهاني من باب العادات، فلا ينكر منها إلاّ ما أنكره الشرع، ولذا مرّر الإسلام جملة من العادات التي كانت عند العرب، بل رغب في بعضها،وحرّم بعضها، كالسجود للتحية.

قال العثيمين في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد".

..... قال: فأولاً: ينبغي معرفة هل هذا عبادة أم عادة.

فمثلاً لو أن رجلاً قال لصاحبه الذي نجا من هلكة: ما شاء الله، هنيئاً لك. فقال له رجل: هذه بدعة. فهذا القول غير صحيح، لأن هذا من أمور العادة وليس من أمور العبادة. وفي الشرع ما يشهد لهذا حيث جعل الناس يهنئون كعب بن مالك بتوبة الله عليه في حديثه الطويل. وكثير من التهاني التي تحدث بين الناس لا يزعم أحد أنها بدعة إلا بدليل، لأنها أمور عادات لا عبادات، وكمن قابل رجلاً نجح في امتحان فقال له: مبارك. فمن يقول: هذه بدعة غير محق في ذلك. وإذا تردد الأمر بين كونه عبادة أو عادة فالأصل أنه عادة ولا ينهى عنه حتى يقوم دليل على أنه عبادة. المجلد الخامس مجموع فتاوى ورسائل بن عثيمين

التهنئة لأهل الجنة

قال تعالى:" {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} الأعراف46"

قال النسفي في تفسيره:" ونادوا أى أصحاب الأعراف أصحاب الجنة أن سلام عليكم أنه سلام أو أى سلام وهو تهنئة منهم لأهل الجنة لم يدخلوها أى أصحاب الأعراف. [جزء 2 - صفحة 14]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير