ثم قلت (وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل، لوجود فرق بائن بين القول بالجوازأو الإستحباب وبين القول بالمشروعية، لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقلبالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه)
أخي أيمن: هذا خلط في المصطلحات الأصولية:
إذا قال أحد العلماء {هذا الفعل مشروع}: فهو إما يعني الاستحباب أو الوجوب أو فرضيته على الكفاية.
وإذا قال {لا يشرع} فيحتمل التحريم أو الكراهة أو البدعة
فلو اقتصرت في كلامك على قولك (وقولنا بالجواز لا يعني بالضرورة مشروعية الفعل) لكان كلاماً مقبولاً من الناحية الأصولية أما أن تقول (لذا قلنا بجواز وإستحباب الفعل فقط، ولم نقلبالمشروعية .. ) أقول: إن قلت بالاستحباب فقد قلت بالمشروعية.
وبعض العلماء قد يقول في أمر ما (يشرع لك فعله) أي يجوز لك فعله. ولكن حتى على هذا يكون كلامك متناقض لجمعك بين الجواز والاستحباب في مقابل المشروعية هلا تريثت في نقدك، ولو تأملت كلامي و مقصدي لما تسرعت في نقدك لي، بارك الله فيك.
تفريقي بين "الجواز والإستحباب" و "المشروعية" بناءً على الأصول التي تستخلص منها الأحكام. فعلى وجه العموم نستطيع أن نخلص إلى أنّ أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم يستفاد منها التشريع والمشروعية. بينما الإستحباب قد يستفاد مما سبق أو من موافقه الفعل لأصول الدين وإن لم يكن له ذكر، ويدخل في هذا الباب المصالح المرسلة والوسائل لها حكم المقاصد وما إلى ذلك من قواعد الدين. لذلك فرقنا بين الأحكام بناءً على مصادرها. وعليه تعلم أنّ ليس كل فعل مستحب يطلق عليه لفظ "المشروع" بمعناه الضيق، وإنما أدخلناه مجازاًَ لذا أنهيت جملتي ب "ولم نقل بالمشروعية وإن أحتمل مجازاً لوجود أصل عام يرد الفعل اليه"
وكلام الإمام ابن باز رحمه الله ليس فيه شيء من هذا الخلط. وليس مثلي يحكم على كلامه ولكن لكي لا يفهم كلامي على غير وجهه. ليس في كلامي ما يخالف قول شيخنا ابن باز رحمه الله!
ثم قلت (ولا يستحب التنطع في مثل هذه الأمور، فليس فيه ما يخالف أصلاً ولا نصاً، والفعل بحد ذاته حسنيحمد فاعله، فأرجو أن لا نكون سبباً في محي تعظيم الشعائر من قلوب العامة بحجةالدليل!!)
أقول: التنطع مذموم في جميع الأمور وقولك (لا يستحب التنطع) تعبير غير دقيق لأن غير المستحب قد يكون جائزاً والتنطع ليس بجائز فتنبه.
وهذا المسألة لا ينبغي أن تكون مدخلاً للعداوة والبغضاء بين طلبة العلم ولكن لا مانع من بحثها.أرجو أن تأخذ كلامي على معناه في مجمل الحديث لا على ما يحتمله، ومن قرأ كلامي فهم مغزاي، فتأمل رحمك الله.
وقولك (والفعل بحد ذاته حسن ... ) فهذا لا يكفي للتشريع وإلا لقلنا بجواز تقبيل المساجد لما فيها من تعظيم الله وتقبيل جميع أركان الكعبة وتقبيل ... وتقبيل ................................... إلخ. أولاً: لم نقل بالتشريع أصلاً! بل فرقنا في إستعمالنا المصطلحات حتى لا يستشكل الأمر على القارئ
ثانياً: وإن لم أقل بالمشروعية، لكنني قلت بالجواز على أقل تقدير رداً على من منع وبالإستحباب رداً على من كره.
ثالثاً: تمثيلك ليس في محله وقياسك بعيد، فشتان بين كتاب الله وبين ما مثلت به، وإن إستحب بعض أهل العلم ما ذكرته!
فالخلاصة: أن حكم تقبيل المصحف إن ثبت فيه أثر فهو مشروع وإن لم يثبت فليس بمشروع وقياس المصحف على غيره لا يصح للتوقيف في العبادات والذي يظهر عدم ثبوت شيء فيه.لو فرقت بين المشروعية والجواز والإستحباب لما إستشكل عليك الحكم، فتقبيل المصحف من تعظيم شعائر الله، والأصل في التقبيل الجواز، ومن أتى بالمنع في هذا المقام فعليه بالدليل، ولا دليل! لذا أفتى الشيخ ابن باز وغيره إما بالجواز أو بالندب وهم أفقه وأعلم.
والله الموفق
وخير الهدي هدي من سلف وهم أحرص منا على الخير و على تعظيم حرمات الله، ودين الله لا يحتاج إلى تكميل.لا خلاف في ذلك، ولكن ليس في ذلك حجة لأحد للمنع. ولو فهمنا هذه المقولة على ما أصل ما فهمته أنت لمنع الشيخ ابن باز التقبيل. فتأمل فهم أهل العلم لهذه النقولات وهذه الأصول.
رزقني الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح وجعلنا من
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
كتبه: محبك في الله: أبو عزام
آمين ثم آمين.
أحبكم الله يا أخي، ونشهدكم أننا نحبكم في الله أيضاً
محبكم وتلميذكم
أيمن بن خالد
ـ[بن الصلاح الشنقيطى]ــــــــ[27 - 10 - 09, 09:27 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[28 - 10 - 09, 02:25 م]ـ
(8491)
سؤال: ما حكم تقبيل المصحف؟
الجواب: لا يشرع ذلك حيث لم ينقل عن السلف من الصحابة والتابعين وعلماء سلف الأمة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولا يقال إن ذلك من تعظيمه أو من دلائل محبته، فإن المحبة في القلوب والتعظيم هو بإتباع أوامره وترك زواجره، وبتلاوته وتدبره ونحو ذلك.والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
(7767)
سؤال: ما حكم تقبيل المصحف من باب الاحترام والتقدير؟
الجواب: لا يُشرع تقبيل المصحف ولو كان من باب الاحترام والتقدير لعدم نقل ذلك عن السلف؛ فاحترامه برفعه وإبعاده عن الأقذار وعن الامتهان لقوله تعالى: في صُحف مكرمة * مرفوعة مُطهرة? ويعم الرفع الحسي بأن يُرفع عن مستوى الأرض، والمعنوي بأن يعمل به ويتلوه حق تلاوته ويحترمه بإكرامه وصيانته عن العابثين وعن تناول السفهاء له ولعبهم به عن جهل وتغفيل، والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
¥