ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 01 - 10, 12:14 ص]ـ
مميزات كلامه فى المسائل الفقهية
1 - إذا صور المسائل فإنه يصورها فى الغالب على مبنى تصور الحنابلة.
2 - سعة اطلاعه على المذاهب،وخاصة الحنبلى،فإنه يورد أقوال الإمام أحمد وقد تكون أكثر من رواية، والأقوال فى المذهب،وأحيانا يورد كلام أئمة المذاهب الأخرى.
ولهذا يحدث التشتت عند قارىء كلام شيخ الإسلام فى المسائل لتشعبها وكثرة الاستدلالات وغيرها.
*-فلهذا على طالب العلم عند قراءة كلامه أن:
- يعرف صورة المسألة ثم يعرف الخلاف العالى فى المذهب ثم الخلاف بين أحمد والأئمة ثم خلاف الأئمة التى أندثرت مذاهبهم.
-ومن الأخطاء فى هذا أن من الناس من يأخذ صورة المسألة وطريقة عرضها من بعض الكتب كشروح الأحاديث وبعض كتب الشافعية كالمجموع والمحلى،ثم ينظر فى كلام شيخ الإسلام فيحصل له خلل.
3 - كثرة استدلاله بالنصوص أولا بالقرآن وما يتبعه من القرءآت وغيرها
والحديث مع محتلف الروايات.
وعند كلامه عن السنة يميز بين الأحاديث وينقل كلام أئمة الجرح والتعديل ويرجح ويختار بينها
فعلى طالب العلم أن يقرأ إلى جانب كلامه كلام باقى الأئمة
فشيخ الإسلام يضعف كثيرا من نظره للمتن لكثره علومه ولو كان صحيح الأسناد والعكس وهذا قوة نظر من مجتهد مطلق.
4 - ظهر فى كلامه تطبيق لأصول الفقه،واستنباطه يوافق القواعد المعروفة عند العلماء وأصول الفقه مبنى على أركان أربعة (الحكم-الدليل-الاستدلال-المستدل) و شيخ الإسلام يخلطهم جميعا ويستحضرهم استحضارا واحدا.
فيأتى بالحديث عن المسألة من جهة الحكم والدليل،لهذا البعض لا يفهم استدلالاته.فقد يقرأ الدليل و لا يعرف وجه الاستدلال،وهذا من الجهل بأصول الفقه.
-وهو فى أصول الفقه ليس مقلدا تماما،بل له اجتهادات.
5 - كثرة إيراده للنظائر،لأن النظائر تقوى رأيه فى المسائل وهذا من علوم المجتهدين ولكن ليس كل يدرك معنى هذه النظائر الذى يوردها.
6 - التعليل بمقاصد الشريعة وهو مما أنفرد به فى الفتوى وللعز بن عبدالسلام –رحمه الله- (وهو صوفى أشعرى) إيراد الفتاوى بناء على المقاصد،لكن شيخ الإسلام تميز بعرض مقاصد الشريعة على أصول السلف وهذا لم يُسبق إليها على نحو ما أورد فى فتاويه، فقد صنف الفروع بناءا على المقاصد.
-ويجب على طالب العلم التنبه إلى أن حكم المسائل الفقهية ينبنى على مقاصد الشريعة وينبنى عليها كل الأحكام الفقهية فلا ينظر إليها من جهة الدليل فقط، ولكن ينظر لأصول الفقه والنظائر والمقاصد والقواعد.
- ومن الأخطاء التى يرتكبها الناظر لفقه شيخ الإسلام أنه يهتم بالدليل من النقل فقط وهو خطأ راجع لضعف العلم،لكن يجب أن بدرك ما تنبنى عليه الأحكام،والأحكام لا تنبنى على أدلة الكتاب والسنة فقط ولكن أشياء أخرى.
7 - التعليل بالقواعد الفقهية سواء كانت عامة بالمذاهب أو خاصة بالمذهب.
وفائدتها:فهم المسائل الفقهية على نسق واحد،لأنها تجمع المسائل حيث لا يكون ثمة تناقض بين المسائل.
-ومن أخطاء الناظرين فى فقه شيخ الإسلام ترجيح رأيه فى مسألة،وترجيح رأى غيره فى مسألة أخرى.
وهذا عند المجتهد المتعمق لا يقبل، لأن الترجيح كان بالنظر فى المسألة على انفرادها، فالعالم إذا نظر فى المسألة باعتبار النظر فى الأدلة واعتبار ما جاء فيها، فإنه إذا نظر فى مسألة أخرى لا يخلى نظره من كل المسائل التى تلحق بالقاعدة التى تندرج تحتها هذه المسألة التى يريد أن يجتهد فيها،ولهذا شيخ الإسلام لا تجد فى كلامه تناقض، وكذلك المذاهب.
8 - يطبق فى كلامه الفقهى علم الجمع والفرق ولا تجده يفرق بين المجتمعات ولا يجمع بين المفترقات.
-إذا قرأت كلام شيخ الإسلام فى مسألة من المسائل فعليك:
المرحلة الأولى:إذا عرفت المسألة التى ستقرأ له فيها أن تراجع كتب المذهب الحنبلى حتى يكون التصور الصحيح للمسألة مأخذها و ضابطهاالباب التى وردت فيه،
المرحلة الثانية: تر جع لكلام شيخ الإسلام ابن تيميه وتقرأه تميزه بتطبيق ما قيل فى الدرس الأول من الأختصار والاستطراد والتأصيل،تذكر خلاصة قوله بعد قراءة المبحث كاملا، وربما لا تخلص معه برأى واضح ولكن إذا تأملت ستخلص لرأيه.
المرحلة الثالثة: بعد ذلك تراجع كلام تلامذة ابن تيميه وماذكروه من اختياراته كابن القيم وابن مفلح والأخير يذكر كثيرا أراء شيخ الإسلام خاصة فى الفروع والاداب الشرعية بقوله شيخنا.
وهناك كتب خاصة ذكرت اختياراته كالاختيارات ومختصر الفتاوى والإنصاف للمرداوي
-وفى لفظه تشعر انه يختار من أقوال غيره لأنه لاينفرد برأى،
فليس له خرق إجماع فكل رأى له سبق به.
المرحلة الرابعة: ثم بعد ذلك مراجعة الكلام مرة أخرى مع قراءة كلام تلامذته
يتسق لك مراد شيخ الإسلام
بذلك تعرف كيف يجى ويتموج فى إيراد الأدلة والتعليلات والمقاصد وغيرها
حتى يكون عند طالب العلم 1 - فهم لكلام شيخ الإسلام
2 - يعرف كيف تعالج المسائل الفقهيه.
المسألة الأخيرة:إذا أختلفت الفتاوى والنقول عنه: فتجد مجموع الفتاوى لعبدالرحمن ابن قاسم،فتوتين متناقضتين،فابحث عن المتقدم والمتأخر فى الفتوى،فإن لم تدرك وهو الأكثر،فأرجع إلى كتب تلامذته كابن القيم وابن مفلح.
والحمد لله رب العالمين
¥