تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[جواب عن فتوى الشيخ ابن عثيمين حول الصورة في التلفاز.]

ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 02 - 10, 10:35 م]ـ

قال الشيخ الدكتور / عمر المقبل وفقه الله:

الحمد لله رب العالمين، وبعد:

فقد اطلعت في عدد جريدة "الحياة" ـ الصادر الجمعة 14/ 2/1431هـ الموافق 29 يناير 2010 ـ على الموضوع الذي نشره الصحفي أحمد المسيند بعنوان: "ابن عثيمين يحسم جدلاً بعد موته ... حول «فاتنات الأخبار» "!

وقد عجبتُ من جرأة الأخ ـ هداه الله ـ على طرح الموضوع بهذه الطريقة المجتزأة، والتي يكفي عنوانها لبيان ما فيها من مجانبة الصواب في هذه المسألة، لذا أرجو أن تتسع مساحة جريدتكم لنشر تعقيبي هذا.

ولكي يكون القارئ الكريم على اطلاع على خلاصة ما تضمنه الموضوع الذي نشره الكاتب، فأقول: إن الأخ أحمد نشر ـ في العدد المشار إليه ـ فتوى لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ حول النظر إلى الصور في المجلات، والتفريق بين الصورة وبين الرؤية المباشرة، وأنه لم يجزم بتحريم ما كان بواسطة الشاشة أو الصورة الثابتة.

ولي على هذا التحقيق ملاحظتان أرجو أن يتسع صدر الأخ أحمد لها.

الملاحظة الأولى:

كم تمنيت أن يكون الصحفي أكثر إنصافاً وأمانةً، بحيث ينقل جميع ما حفظ عن شيخنا من فتاوى في هذه المسألة، لا أن ينقل شيئاً ويترك شيئاً آخر.

ولا أدري هل الصحفي نقل الفتوى من كتاب شيخنا مباشرة أم نقلت له؟!

فإن كانت الثانية فما هكذا الأمانة التي يمليها عمله كصحفي أو باحث عن معلومة، فالواجب عليه أن يتثبت بنفسه من المصدر، فهذه فتاوى تُنقل عن أعلام كبار لهم وزنهم وقدرهم، والأمة تثق بهم وبعلمهم وما ينقل عنهم.

وإن كانت الأولى فلماذا نشط لنقل تلك الفتويين، ولم ينشط لنقل الفتوى الثالثة التي بعدهما مباشرة في الكتاب، وفي نفس المجلد الذي نقل أو نقلت له الفتوى منهما؟! وهي بالمناسبة أقل حروفاً من سابقتيها! أم لأنها تنقض عليه ما نقله في الفتويين اللتين نقلهما؟!

ثم كيف يتجرأ الصحفي ـ هداه الله ـ ويقول: ابن عثيمين يحسم جدلاً، وهو في فتواه تلك يقول: «إن كانت امرأة معينة ونظر إليها نظر تلذذ وشهوة فهذا حرام، لأن نفسه حينئذ تتعلق بها وتتبعها وربما يحصل بذلك شر وفتنة، فإن لم ينظر إليها نظرة تلذذ وشهوة وإنما هي نظرة عابرة لم تحرك له ساكناً، ولم توجب له تأملاً فتحريم هذا النظر فيه نظر».

فهذه عبارته بنصها: "فتحريم هذا النظر فيه نظر" فكيف يحسم جدلاً؟ أين الحسم في هذه العبارة؟ ثم متى كانت الفتوى ـ في أمرٍ اجتهادي ـ تحسم جدلاً؟! فالاجتهاد لا يرفع الاجتهاد، وإنما يلغى الاجتهاد إذا كان في مقابل النص، أو الإجماع الصحيح.

ومن باب النصح لشيخنا وللأخ الناقل للفتوى فإنني أذكّره ـ والإخوة القراء ـ بهذه الفتوى التي غَفَل أو تغافل عنها الصحفي!

وهذا نصها من مجموع فتاواه (12/ 328):

وسئل فضيلة الشيخ: عن تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها صورة لا حقيقة لها؟

فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله: هذا تهاون خطير جداً وذلك أن الإنسان إذا نظر للمرأة سواء كان ذلك بواسطة وسائل الإعلام المرئية، أو بواسطة الصحف أو غير ذلك، فإنه لا بد أن يكون من ذلك فتنة على قلب الرجل تجره إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة، وهذا شيء مشاهد، ولقد بلغنا أن من الشباب من يقتني صور النساء الجميلات ليتلذذ بالنظر إليهن، أو يتمتع بالنظر إليهن، وهذا يدل على عظم الفتنة في مشاهدة هذه الصور، فلا يجوز للإنسان أن يشاهد هذه الصور، سواء كانت في مجلات أو في صحف أو غير ذلك، إن كان يرى من نفسه التلذذ والتمتع بالنظر إليهن؛ لأن ذلك فتنة تضره في دينه، وفي اتجاهاته، ويتعلق قلبه بالنظر إلى النساء فيبقى ينظر إليهن مباشرة.

الملاحظة الثانية:

أنا لا أريد ههنا أن أناقش مضمون الفتوى من الناحية الشرعية بالتفصيل، ففي مداخلة د. الفنيسان ـ التي ذكرها الأخ أحمد ـ إشارة إلى العلة المؤثرة في هذه المسألة، وهي خوف الفتنة!

وفي جواب شيخنا في الفتوى التي ذكرتها ههنا جواب محكمٌ عن الإشكال الموجود في الفتويين اللتين نشط الصحفي لنشرهما، ولم ينشط لنشر هذه الفتوى التي تنقض أو توضح على الأقل ما أورده في الفتويين، والتي توهم القارئ أن هذا هو القول الوحيد لشيخنا في هذه المسألة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير