تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات في حكم عيد الميلاد-د. عبدالله آل مهنا]

ـ[أبو عبد الرحمن الطائفي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 12:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات مع الشيخ سلمان العودة في عيد الميلاد

الشيخ د. عبدالله بن سليمان آل مهنا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

فقد اطلعت على فتوى للشيخ سلمان العودة في موقعه بجواز الاحتفال بعيد الميلاد للأولاد وكانت الفتوى جواباً لسؤال ورد إليه في برنامج (الحياة كلمة) وقد أفتى بذلك غير هذه المرة ...

ورغبة في بيان الصواب في هذه المسألة أحببت نشر هذا التعقيب وتعميمه، لكون الفتوى على العموم، فإن كثيراً من الناس اتكأ عليها وصاروا يقيمون الموالد لأولادهم.

قال الشيخ عفا الله عنا وعنه: (إن الذي يَظهر لي أن هذه الاحتفالات الفردية كأن يجمع طفل أصدقاءه وذوي رحمه في احتفال ببراءة وعفوية لا تحمل أيَّ بعد عقائدي، فإن الأصل فيها هو الإذن وليس المنع ... ).

فأقول وبالله التوفيق: إن الشيخ هوّن من شأن (عيد الميلاد) بوصفه لمن يعمله بالبراءة والعفوية، ومقصوده - والله أعلم - عدم نية السوء والابتداع أو التشبه بالكفار، ومفهوم كلامه أن ما كان بخلاف ذلك من نية الابتداع والتشبه بالكفار فهو ممنوع ...

ولي مع هذه الفتوى وقفات:

الأولى:

هذه الأعياد التي تسمى (الميلاد) لم تكن تعرف في الإسلام، بل لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجدهم يلعبون في يومين، فقال {ما هذان اليومان؟} قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال صلى الله عليه وسلم: {قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر} " (1) فلم يقرهم صلى الله عليه وسلم على تخصيص هذين اليومين باللعب مع أنه لم يكن لهم فيهما غير اللعب، مما يدل على انتفاء شبهة التعبد فيهما، وهذا اللعب المجرد يحمل معنى العفوية التي عبر بها الشيخ، ومع ذلك لم يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الاستمرار على هذين العيدين وأبدلهم بهما الأضحى والفطر.

الثانية:

الأزمنة المعظمة سواءً كانت أعياد ميلاد أو غيرها لا يخلو المنع من الاعتناء بها وإقامتها من إحدى علل ثلاث:

الأولى: الإحداث:

فإن اعتماد أعياد زمانية لم ترد في الشرع يعتبر إحداثاً في دين الله، وشرعا لم يأذن به الله، قال الله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) [الشورى 21] وقال صلى الله عليه وسلم: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} (2).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " العيد اسم جنس، يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة، فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك، " (3).

العلة الثانية: التشبه بالكفار:

فإن الشريعة نهت عن التشبه بالكفار بصفة عامة فقال صلى الله عليه وسلم: {من تشبه بقوم فهو منهم} (4).

قال شيخ الإسلام رحمه الله: "وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه كما في قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (5) [المائدة: آية 51] ".

ونهت بصفة خاصة عن التشبه بهم في أعيادهم، فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: {قد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر} (6).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "دخل عليّ أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا} (7).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير