[الرد على الشيخ القرضاوي والمسند في الكسوف والخسوف]
ـ[راشد اللحيان]ــــــــ[18 - 01 - 10, 08:13 ص]ـ
إثبات أن الكسوف تخويف بسبب الذنوب
مناقشة لرأي القرضاوي والمسند في الكسوف
إبراهيم بن محمد الحقيل
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
(اللهم رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السماوات وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ أهدنا لِمَا اخْتَلَفْتُ فيه مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ انك تَهْدِى من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
أما بعد: فإن من تعظيم الله تعالى وإجلاله تعظيم شريعته، والوقوف عند نصوصها، والحذر من تغيير معانيها إذا لم توافق الأهواء، أو لم تدركها العقول، أو انقدح في الأذهان ما قد يبدو من تعارض بينها وبين العلوم الأخرى، والتسليم المطلق للشريعة، والإذعان لنصوصها، وتجريد المتابعة لمبلغها عليه الصلاة والسلام [وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا البَلَاغُ المُبِينُ] {المائدة:92}.
وقد وقفت على كلام لفضيلة الشيخ الداعية: يوسف القرضاوي سدده الله تعالى ينفي فيه أن يكون الكسوف لأجل التخويف، ثم على كلام لسعادة الدكتور: محمد المسند سدده الله تعالى ينفي فيه علاقة الكسوف بالذنوب، وفي ظني أن الأخوين الكريمين قد أخطئا فيما قالا، وتكلّفا في ردِّ معاني النصوص بسبب توهم انقدح في ذهنيهما، فجعلاه حاكماً في هذه القضية؛ مما أدى إلى تعطيل كثير من الأحاديث الواردة في الكسوف، وإفراغ هذه الآية الكونية العظيمة من المعاني البليغة التي قصدها الشارع الحكيم جل وعلا حين شرع صلاة الكسوف لها، والكلام على ما أخطئا فيه أرتبه في جوانب:
الجانب الأول: نفي التخويف بالكسوف، فقد شكك الشيخ القرضاوي في ثبوت جملة «يخوف الله تعالى بهما عباده» التي وردت في حديث الكسوففقال: وفي ثبوت هذه الزيادة كلام أشار إليه الإمام البخاري نفسه .... إلى أن قال: وكثير من أئمة الحديث يرفض مثل هذه الرواية التي يخالف فيها الراوي من هم أوثق منه أو أكثر عددًا، وتوصف هذه الزيادة حينئذ بالشذوذ، فتخرج عن حد الحديث الصحيح. وهنا يلتقط المشككون هذه الكلمة وأمثالها «يخوف الله بهما عباده» أو «ادعوا الله وصلوا حتى ينجلي» ليقولوا: مم التخويف؟ ولماذا الدعاء؟ لماذا الصلاة؟ والكسوف أمر طبيعي؟
والجواب عما ذكره من أوجه:
أولاً: أن القرضاوي يريد تضعيف جملة «يخوف الله بهما عباده» في حديث أبي بكرة رضي الله عنه ([1] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn1))؛ لأنها هي الطريق التي تكلم عليها البخاري، وأشار إليها القرضاوي.
والظاهر ثبوتها؛ لأن هذه الرواية يرويها الحسن عن أبي بكرة، وعن الحسن رواها أشعث ومبارك ويونس، فذكرها الأولان، وأما يونس فاختلف عليه: فذكرها بعض تلامذته وسكت عنها آخرون، وعليه فتقدم رواية الاثنين على الواحد، هذا إذا سلمنا بأن الصحيح من رواية يونس عدم ذكرها.
ثانياً: لو سلمنا -تنزلاً- بشذوذها في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، فإنها ثابتة من طرق أخرى عن غير أبي بكرة:
1 - فرواها البخاري من حديث أبي موسى رضي الله عنه موصولة ([2] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn2))، ومعلقة بصيغة الجزم قد بوب بها. ([3] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn3))
2- ورواها مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها. ([4] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn4))
3- ورواها مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. ([5] ( http://www.vb-khutabaa.com/newthread.php?do=newthread&f=3#_edn5))
ثالثاً: أن مبنى نفي الشيخ القرضاوي كون الكسوف تخويفاً ردّ رواية: «يخوف الله بهما عباده» رغم ثبوتها عن أربعة من الصحابة رضي الله عنهم، ولو تنزّلنا لما ذكر فإنها ليست الدليل الوحيد على ثبوت التخويف بالكسوف، إذ دل على ذلك أدلة منها:
¥