تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أقوال السلف عند الإحتضار!]

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 02 - 10, 06:03 ص]ـ

من تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جميعا بين التقصير، بل التفريط والأمن،

فهذا الصديق - رضي الله عنه - يقول: وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن، ذكره أحمد عنه.

وذكر عنه أيضا أنه كان يمسك بلسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وكان يبكي كثيرا، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا.

وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل.

وأتى بطائر فقلبه ثم قال: ما صيد من صيد، ولا قطعت شجرة من شجرة، إلا بما ضيعت من التسبيح، فلما احتضر، قال لعائشة: يا بنية، إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد، فأسرعي به إلى ابن الخطاب، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد.

وقال قتادة: بلغني أن أبا بكر قال: ليتني خضرة تأكلني الدواب.

وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة الطور إلى أن بلغ: إن عذاب ربك لواقع [سورة الطور: 77] فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه.

وقال لابنه وهو في الموت: ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني، ثم قال: ويل أمي، إن لم يغفر لي (ثلاثا)، ثم قضي.

وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياما يعاد، يحسبونه مريضا، وكان في وجهه - رضي الله عنه - خطان أسودان من البكاء.

وقال له ابن عباس، مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح، وفعل، فقال: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر.

وهذا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير.

وهذا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وبكاؤه وخوفه، وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى، قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.

وهذا أبو الدرداء كان يقول: إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال لي: يا أبا الدرداء، قد علمت، فكيف عملت فيما علمت؟ وكان يقول: لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة، ولا شربتم شرابا على شهوة، ولا دخلتم بيتا تستظلون فيه، ولخرجتم إلى الصعدات تضربون صدوركم، وتبكون على أنفسكم، ولوددت أني شجرة تعضد ثم تؤكل.

وكان عبد الله بن عباس أسفل عينيه مثل الشراك البالي من الدموع.

وكان أبو ذر يقول: يا ليتني كنت شجرة تعضد، ووددت أني لم أخلق وعرضت عليه النفقة، فقال: ما عندنا عنز نحلبها وحمر ننقل عليها، ومحرر يخدمنا، وفضل عباءة، وإني أخاف الحساب فيها.

وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية، فلما أتى على هذه الآية أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات [سورة الجاثية: 21] جعل يرددها ويبكي حتى أصبح.

وقال أبو عبيدة عامر بن الجراح: وددت أني كبش فذبحني أهلي، وأكلوا لحمي وحسوا مرقي.

وهذا باب يطول تتبعه!.

الْجَوَابُ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي (ص 40)

يتبع ...

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[04 - 02 - 10, 04:11 ص]ـ

لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى

فقيل له ما يبكيك؟

فقال بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود، المهبط منها إلى الجنة أو النار.

صفة الصفوة (1/ 694)

قلت: هذا مقال أكثر الصحابة ملازمة للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأكثرهم رواية لحديثه!

فكيف حالنا وما مقالنا عند الإحتضار!

أسأل الله أن يلطف بنا، ويرحمنا، وأن يصلح أحوالنا ومآلنا

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 03 - 10, 09:32 ص]ـ

قيل لأبي مسعود الأنصاري:

ماذا قال حذيفة عند موته؟

قال: لما كان عند السحر،

قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا -

ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا.

[سير أعلام النبلاء: 2/ 368]

ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[23 - 03 - 10, 10:57 ص]ـ

جزاك اللهُ خيراً ... دواء نحتاجه ...

ـ[ملتقي أهل الأثر]ــــــــ[23 - 03 - 10, 01:04 م]ـ

لمّا نزل بحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً،

فقيل: (ما يبكيك؟)

فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ).

ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم:

(أجئتم معكم بأكفان؟)

قالوا: (نعم)

قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة،

فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما)

ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير