ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[11 - 01 - 10, 07:45 م]ـ
أخي أبو حبيب , جواباً على سؤالك: طبعاً لا يجوز بل هو حرام في الأصل
وهناك تحصل شركيات لا يصح المشاركة فيها ألبتة
زيارة القبور وشهود مناسبة يزعمون فيها حضور أرواح الأولياء
السؤال:
ما الحكم في زيارة القبور والصلاة هناك؟
في باكستان هناك شيء اسمه عرس يقام كل سنة، هل يجوز حضوره؟
الأشخاص الذين يحضرون يقولون إن الفقيد كان من أولياء الله ويمكن أن يوصل دعاءنا وأن الدعاء من رجل صالح يتم قبوله أكثر. فهل يمكن أن تلقي بعض الضوء على هذه القضية؟
جزاك الله خيرا.
الجواب:
1. زيارة القبور نوعان:
أحدهما: مشروع ومطلوب لأجل الدعاء للأموات والترحم عليهم ولأجل تذكر الموت والإعداد للآخرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة". رواه مسلم (976).
وكان يزورها النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا أصحابه رضي الله عنهم.
= عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد".
رواه مسلم (974).
النوع الثاني: بدعي وهو زيارة القبور لدعاء أهلها والاستغاثة بهم أو للذبح لهم أو للنذر لهم وهذا منكر وشرك أكبر ويلتحق بذلك أن يزوروها للدعاء عندها والصلاة عندها والقراءة عندها وهذا بدعة غير مشروع.
2. أما الصلاة عندها: فإن كان المراد: صلاة الجنازة: فجائز غير ممنوع، وإن كان المراد غيرها من الفرائض والنوافل: فممنوع محرَّم.
= دليل جواز صلاة الجنازة في المقبرة.
عن أبي هريرة أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يَقُمّ المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا مات قال: "أفلا كنتم آذنتموني به دلوني على قبره أو قال قبرها فأتى قبرها فصلى عليها". رواه البخاري (446) ومسلم (956).
= ودليل عدم جواز صلاة غير الجنازة في المقبرة:
أ. عن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: "لما نزل (أي الموت) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". يحذِّر مثل ما صنعوا. رواه البخاري (425) ومسلم (531).
ب. عن أبي مرثد الغنوي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها". رواه مسلم (972).
3. أما العرس الذي يقام كل سنة: فإن كان فيه شيء من العبادات، أو يظن من يحضره أنهم يتقربون إلى الله تعالى به، أو كان فيه شيء من المعاصي والمنكرات: فلا يجوز حضوره، ولا المشاركة فيه.
ولو خلا من ذلك كله فلا تحضروا فيه أيضا لأنّ اتّخاذ عيد غير الأعياد الشرعية بدعة محرّمة واعتقاد الحاضرين أنّ روح الوليّ تحضر هذا العرس هو اعتقاد بدعيّ محرّم كذلك ولما قد يُفضي إليه في المستقبل من اعتقاد أنه من الدين، فيكون فتنة للناس. فيجب إنكار هذا والنهي عنه وعدم حضوره، والله الهادي إلى سواء السبيل.
4. أما طلب الدعاء من الرجل الصالح في حياته: فإنه يجوز، لما يرجى من إجابة دعوته لصلاحه، والدليل:
أ. عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه" أن رجلاً ضريرَ البصر أتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ادْعُ الله أَنْ يُعَافِيَني. قاَلَ "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ لَكَ، وَإِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ ذَلِكَ فَهُوَ خَيْرٌ" (وفي روايةٍ "وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ"). فَقَالَ: أُدْعُهُ. فأَمَرَهُ أَنْ يتوَضَأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءهُ، فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ... ".
رواه أحمد (4/ 138) والترمذي (5/ 569) وابن ماجة (1/ 441)، وهو حديثٌ صحيحٌ.
ب. عن أنس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قام رجل فقال يا رسول الله هلك الكراع وهلك الشاء فادع الله أن يسقينا فمد يديه ودعا. رواه البخاري (890) ومسلم (897).
¥